تونس-الصباح: أخبار حوادث المرور في بلادنا على أعمدة الصحف وفي مختلف وسائل الإعلام خلال الصيف تكاد تكون يومية بل هي كذلك وفقا للإحصائيات الرسمية التي تؤكد أنه خلال شهري جويلية وأوت يسقط يوميا 5 قتلى وحوالي 45 جريحا. ومقارنة ببقية أشهر السنة تشير الإحصائيات أيضا إلى أن ما يقارب 22 بالمائة من الحوادث و23 بالمائة من الجرحى ترتكب خلال فصل الصيف وتحديدا شهري جويلية وأوت... هذا الواقع لم يتغير منذ سنوات رغم الحديث عن الحملات التحسيسية ورغم المجهودات التي تبذل من قبل وزارة الداخلية والأطراف المعنية بموضوع السلامة المرورية خلال فصل الصيف ضمن تظاهرة العطلة الآمنة، بين قوسين لأن الفواجع التي تسجل ونوعية الحوادث الجنونية التي تعترضك على مختلف الطرقات وفي مختلف الاتجاهات تجعلك تنطق مصطلح "عطلة آمنة" بكل احتراز... لقد تحول الحديث عن موضوع حوادث الطرقات للأسف إلى مجرد أرقام للقتلى والجرحي يتم جردها سنويا وإلى حملات تحسيسية لا تأتي بالجديد في ظل بقاء النسب على حالها وإن تراجعت فبنسب ضئيلة .كما تتواصل خسائر المجموعة الوطنية جراء حوادث المرور فزيادة على الخسائر البشرية التي لا تقدر بثمن (سنة 2007 سجلت وقوع 10681 حادث طريق نجم عنها سقوط 1497 قتيلا و14559 جريحا) نجد أيضا الخسائر الإجتماعية والنفسية ويكفى أن نشير إلى أن حوالي 50 عائلة تكتوى يوميا بنيران حوادث الطرقات ،بالإضافة إلى الخسائر المادية الناجمة عن الكلفة الاجتماعية لحوادث المرور البدنية والتي بلغت سنة 2006 ما يناهز 280 مليون دينار الصيف والحوادث عند الحديث مع المهتمين بالشأن المروري عن الأسباب المؤدية إلى ارتفاع عدد حوادث المرور خلال الصيف تجد أن الاسباب والمسببات متعارف عليها تقريبا وهي تشمل أساسا الافراط في السرعة وعدم احترام قواعد المرور من قبل فئات معينة من السواق على غرار الجالية التونسية في الخارج وبعض الأشقاء من ليبيا والجزائر الوافدين على بلادنا للسياحة (نسجل سنويا دخول أكثر من 250 ألف عربة إضافية)، حيث يقدم هؤلاء للأسف على خرق قواعد المرور بشكل لافت والقيادة بشكل جنوني لا سيما على الطرقات السيارة وفي اتجاه المناطق السياحية المعروفة ويساهمون دون شك في وقوع حوادث المرور(رغم عدم توفر احصائيات رسمية)، من الأسباب الأخرى التي تظل من بين أهم الأسباب المساهمة في ارتفاع عدد الحوادث، وتغيب بشأنها أيضا الإحصائيات الدقيقة، نجد السياقة في حالة سكر والأكيد أن الجميع يلاحظ مثل هذه المظاهر بشكل لافت على طرقاتنا... ونلاحظ أن موضوع تناول الكحول أثناء القيادة يواجه مشكل إثبات الحالة الكحولية جراء نقص مخابر التحليل داخل الجمهورية ونقص الاطار المشرف على هذه التحاليل في فصل الصيف بحكم أنه موسم إجازات... الحزم في ردع المخالفين نذكر بعض العوامل الأخرى المساهمة في ارتكاب الحوادث على غرار البنية الأساسية وحالة بعض الطرقات خاصة في ظل وجود نقاط سوداء (نقاط يقع فيها 10 حوادث على طول 850م على مدى 5 سنوات) حيث تم في وقت سابق إحصاء ما يقارب 218 نقطة سوداء على طرقاتنا... يتحدث البعض عن عوامل وأسباب مرتبطة بقانون الطرقات في حد ذاته من خلال الدعوة إلى مراجعة بعض أحكامه لا سيما تلك المتصلة بمجال العقوبات لمزيد تشديدها والحزم في ردع المخالفين وكذلك فيما يتعلق باجبارية حزام الأمان داخل مواطن العمران... إلخ عديدة هي العوامل والأسباب والمسببات المتدخلة في مجال حوادث الطرقات وإن كان بعضها يتطلب وقتا طويلا للتغيير والإصلاح على غرار العوامل المرتبطة بالسلوكيات وعقلية السواق وتعاملهم مع الطريق ونظرتهم لمفهوم الحوادث إلا أن بعض العوامل الأخرى مثل التي أتينا على بعضها بالإمكان التدخل لإيجاد الحول بشأنها... فلماذا تغيب هذه الحلول إلى حد الآن؟؟؟