اختار مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الامريكية باراك أوباما زميله السيناتور الديمقراطي جوزف بايدن عن ولاية ديلاور ليخوض معه الانتخابات عن منصب نائب الرئيس. ويتولى السيناتور بايدن رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بعدما فاز الحزب الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية النصفية الامريكية.. ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ تلعب غالبا دورا حاسما في توجيه السياسة الخارجية والحربية للولايات المتحدة، لكن الادارة الحالية للبيت الابيض تجاوزتها خاصة منذ اعلان بوش الابن شن الحرب الامريكية ضد العراق رغم اعتراض مجلس الامن الدولي. وكان بايدن خاض جانبا من الانتخابات الرئاسية الامريكية عام 1988، ورغم مساندته الحرب ضد العراق في 2002 فقد تراجع عن موقفه واصبح أحد ابرز معارضي الحرب ومن اشد منتقدي حصيلة السياسة الخارجية والعسكرية للرئيس بوش الابن. هذا الاختيار قد يدعم المرشح للرئاسة باراك أوباما خاصة أن بايدن من اصل أوروبي (ايرلندي) على غرار الرئيس السابق كلينتون.. وهو ينتمي الى منطقة لم يكن تصويتها لصالح اوباما مضمونا.. فضلا عن الخلفية العسكرية لعائلته وهو ما سيقلل من حدة انتقادات الحزب الجمهوري والمحافظين لاوباما.. إن هذا القرار كشف رهان باراك اوباما على رموز الحزب الديمقراطي وكبار الشخصيات ذات الخبرة فيه.. وبينها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الذي يقف منذ عامين على راس معارضي سياسة بوش الابن في العراق.. وقد سبق لبعض الخبراء الاعلاميين والسياسيين أن رشحوه لمنصب وزير للخارجية في فريق اوباما في صورة انتخابه في نوفمبرالقادم.. ورغم رهان اوباما على اصوات انصار التغيير والتشبيب فان اختياره نائبا في ال65 من عمره يعني حرصه على تطمين الكهول والشيوخ والعجائز الامريكيين الذين يؤمنون أكثر باهمية الخبرة والتجربة والسن.. وبصرف النظر عن اسم الفائز في الانتخابات الامريكية القادمة فان الاهم بالنسبة لمئات الملايين من العرب والمسلمين وانصار السلام في العالم توظيف مناخ الحملة الانتخابية الحالية في الولاياتالمتحدةالامريكية للتعريف بقضايا السلام والتحرر الوطني العادلة وبينها قضية فلسطين المغتصبة وماساة شعبها ومعضلة الاحتلال المباشر وغير المباشر لاراض عربية عديدة.. بينها العراق والجولان السوري واراض لبنانية واردنية ومصرية.. فضلا عن الاراضي العربية التي تواجه منذ عقود حروب استنزاف مكلفة اقتصاديا وبشريا.. ولا بد أن يكون من أولويات الادارة الامريكية القادمة وقف النزاعات والحروب التي تنهك جسم العالم العربي وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في الاستقلال وبناء دولة ذات حدود وسيادة عاصمتها مدينة القدس الشريف. فعسى أن تتحرك لوبيات المال والسياسة والاعلام العربية في هذا الاتجاه.. مع فريقي المرشحين الجمهوري والديمقراطي للانتخابات الامريكية القادمة.