تونس الصباح: احتضن امس الديوان التونسي للتجارة ندوة صحفية خصصت للحديث حول كافة الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان، كما تركزت الندوة حول وضع السوق وعمليات تخزين بعض المواد التي يكثر استهلاكها في هذا الشهر، علاوة على الاسعار والتعديلات الحاصلة فيها والنشاط الذي ستقوم به المراقبة الاقتصادية طيلة هذا الشهر. وقد أشرف على هذه الندوة كل من السيدين محمد العويتي مدير التجارة الداخلية وعلي الغربي مدير المراقبة الاقتصادية، فما هي أبرز ملامح هذه الاستعدادات؟ كيف يقيم المديرون وضع السوق؟ وما هي الخصوصيات التي يتميز بها شهر رمضان لهذه السنة؟ أفاد السيد محمد العويتي انه على غرار السنوات الفارطة جرت استعدادات وزارة التجارة والصناعات التقليدية لشهر رمضان بصفة مبكرة رغم ما يتميز به الظرف الحالي من تقاطع الفصول التي يقل فيها الانتاج مما يتطلب اتخاذ اجراءات خاصة على مستوى برمجة الانتاج والتخزين والتمويل. وبين مدير التجارة الداخلية انه في اطار حسن الاستعداد لتزويد السوق بمختلف المواد الحساسة وكثيرة الاستهلاك خلال رمضان قامت الوزارة بعقد العديد من الجلسات مع كافة الاطراف المعنية بالانتاج والتخزين والتزويد، وتركز الاهتمام على ضمان توفير كافة المنتوجات والمواد بالكميات المطلوبة وذلك بأسعار معقولة تراعي القدرة الشرائية للمواطن، وذلك من خلال برمجة مستويات انتاج معينة تأخذ بعين الاعتبار ارتفاع مستوى الاستهلاك خلال رمضان وتكوين مخزونات تعديلية يتم التدخل بها عند الاقتضاء لسد الحاجيات الاضافية وذلك بالاستناد الى نتائج المسح الوطني للانفاق الأسري لسنة 2000 تجارب ومعدلات الاستهلاك خلال السنوات الفارطة أهم المواد التي شملها التدخل الخضر ومنها الفلفل والطماطم والبصل، اما بالنسبة للخضر الورقية (معدنوس، كلافس) فقد تم انجاز حوالي 3200هك منها 1400هك معدنوس، كما تم تكوين مخزونات هامة من مادة البطاطا بلغت 39 ألف طن اضافة الى مواصلة تزويد السوق انطلاقا من المخزون التعديلي. وبخصوص الغلال افادت مصادر الوزارة أنه ينتظر أن تكون وافرة ومتنوعة على مستوى المعروضات وذلك على غرار البطيخ والدلاع والعنب والاجاص والتفاح وكذلك مادة التمور انطلاقا من المخزونات. وبخصوص منتوجات الدواجن فقد تمت برمجة كميات من دجاج اللحم ويتوقع أن يكون الانتاج بحوالي 7500 طن بالاضافة الى المخزونات المتوفرة. كما يتوقع انتاج 4 آلاف طن من لحم الديك الرومي اضافة الى المخزونات المتوفرة، وبخصوص بيض الاستهلاك فقد أفادت مصادرنا أنه يتوقع توفر 206 ملايين بيضة ما بين انتاج 126 مليون بيضة و80 مليونا احتياطي بما يسمح بتغطية كافة الحاجيات من هذه المادة. وبخصوص حليب الشراب فتتوفر حاليا مخزونات تقارب 60 مليون لتر، دون اعتبار انتاج شهر سبتمبر، وذلك مقابل حاجيات شهر رمضان في حدود 38 مليون لتر. أما بالنسبة للحوم الحمراء فالعرض يبقى متوفرا انطلاقا من الانتاج المحلي بالنسبة للحوم الابقار والخرفان وينتظر توفر جميع المواد في السوق، لكن الدعوة تبقى هامة لترشيد الاستهلاك وجعله حسب الحاجيات الفعلية. تحسين العرض والتحكم في الأسعار السيد علي الغربي مدير المراقبة الاقتصادية أفاد في تدخله أن الوزارة اتخذت بالتنسيق مع مختلف السلط والهياكل المهنية الاجراءات لتحسين مستوى العرض وتأمين الوفرة بالنسبة لمختلف المواد والمنتوجات الاستهلاكية الحساسة آخذا بعين الاعتبار تنامي حجم الاستهلاك بالنسبة لبعض المنتوجات. وأشار انه بالتوازي مع ذلك وفي اطار التحكم في الاسعار والمحافظة على القدرة الشرائية للمواطن تم اتخاذ اجراءات ظرفية لتحديد الاسعار القصوى وهوامش الربح لبعض المنتوجات الاستهلاكية الحساسة المنضوية تحت نظام حرية الاسعار وتهم بالخصوص: اللحوم الحمراء (هبرة): 11 دينارا للكغ لحم الظهر بالعظام: 9 دينارات للكلغ الجومانة:8 دينارات للكلغ الصدرة: 7 دينارات للكلغ وبخصوص لحوم الدواجن فقد تم تحديد الاسعار على مستوى المذابح والتفصيل كما يلي: دجاج جاهز للطبخ عادي PAC:4000 دجاج جاهز للطبخ مظروف:4400 شرائح الديك الرومي العادي:7200 شرائح الديك الرومي عادي ومظروف:7600 شرائح الديك الرومي منظف ومقطع ومظروف:7900 وبخصوص البيض على مستوى التفصيل فقد حدد ب120 مليما للبيضة و480 مليما للأربع بيضات وبخصوص البيض المظروف فانه تم تحديد الاسعار ب520 مليما للأربع بيضات. وعلى مستوى الاسماك فقد تم تحديد هوامش الربح للبيع بالتفصيل في حدود 34% بالنسبة لسعر شراء لا يتجاوز 1.500د للكلغ و24% بالنسبة لسعر شراء يتجاوز ذلك. كما تم تجميد أسعار المشروبات الغازية المعمول بها حاليا على مستوى الانتاج والتوزيع. مجهودات كبرى للتحكم في الأسعار وافاد السيد علي الغربي انه في اطار البرنامج الوطني للتحكم في الاسعار انطلق بداية من جوان 2008 ابرام اتفاق مع المهنيين (ساحات كبرى) بغاية ترشيد مستويات اسعار المنتوجات الاستهلاكية وقد شملت التخفيضات مشتقات الحليب (أجبان، ياغرت، زبدة) وكذلك بالنسبة للمصبرات (تن، هريسة، طماطم) وايضا مواد التنظيف ومواد الصحة الجسدية وقد تراوحت التخفيضات بين 5 و30%. برنامج خاص بالمراقبة الاقتصادية السيد علي الغربي أفاد بأنه تم وضع برنامج للمراقبة الاقتصادية خاص بشهر رمضان وقد تم وضع هذا البرنامج من خلال جلسات عمل تحضيرية شملت السلط المحلية والمركزية وحضرتها ايضا المنظمات المهنية وفق القطاعات ومنظمة الدفاع عن المستهلك. وتم في الغرض اصدار منشورين للمراقبة الاقتصادية خاصين بموسمي العودة المدرسية وشهر رمضان وتم ايضا تعميم الاعلام حول برامج المراقبة على مختلف الادارات الجهوية للتجارة والاطراف المؤهلة، واصدار 5 مناشير قطاعية للتذكير بالتراتيب القانونية والفنية الواجب التقيد بها من طرف المهنة (قصابين، مخابز، مرطبات، ملابس جاهزة وأحذية) وكذلك تذكير القطاعات التجارية بالاجراءات التعديلية والفنية والقطاعية مع اصدار منشور حول مراقبة مسالك توزيع لعب الاطفال وحجز اللعب الخطيرة. وعلى المستوى الوطني تمت اعادة تنشيط قاعة العمليات المركزية لتقبل الشكايات عبر الخط الاخضر 80100191 وايضا تنشيط فرق المراقبة المشتركة المركزية والجهوية (تجارة، صحة عمومية، فلاحة، أمن، تراتيب) وتنسيق أعمالها وايضا اعادة تثبيت الخلايا القارة بأسواق الجملة والخلايا القارة بأسواق البلديات مع تدعيم فرق التدخل السريع وتفعيل دور المراقب الملاحظ ومواصلة العمل الاداري والميداني خارج اوقات العمل مع تواصل نشاطها خلال أيام الآحاد والفترات الليلية. وأفاد أن مجالات المراقبة وأنواعها تتصل بالمراقبة المسبقة على مستوى الانتاج والخزن، وكذلك متابعة ومراقبة مسالك التوزيع في أسواق الجملة والتفصيل، وقد وضعت ادارة المراقبة 500 فريق عمل للمراقبة في كافة أنحاء البلاد وينتظر اصدار نتائجها كل يوم على امتداد شهر رمضان.