بعد اللفتة السامية التي حظي بها صباح أوّل أمس من لدن سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي، أحيط السباح التونسي والبطل الأولمبي أسامة الملولي بتكريم آخر مساء ذات اليوم بدار الجامعات من قبل اللجنة الوطنية الأولمبية وذلك اعترافا وتقديرا للإنجاز التاريخي الذي توّج به مشاركته في دورة بيكين للألعاب الأولمبية بإحراز ذهبية سباحة 1500م. وقد حضر المناسبة إضافة إلى المحتفى به الدكتور عبد الحميد سلامة رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية وعبد الله الكعبي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنيّة إضافة إلى بعض رؤساء وأعضاء الجامعات الرياضية من مختلف الاختصاصات، ومثلما كان مقداما وجريئا في السباقات، كان الملولي جريئا ولبقا ومتمكّنا من الحديث. لفتة سامية أشاد الدكتور عبد الحميد سلامة بقيمة الحدث الرياضي الذي رسم أطواره السباح أسامة الملولي واعتبر ذلك حافزا هاما للرياضة والرياضيين في بلادنا للاقتداء بالتجربة والإنجاز، ونجاح العمل الجاد والهادف وكفاءة البطل ومن ورائه الهيكل المشرف على هذه اللعبة والإطارات الفنية التي تعامل معها الملولي فضلا عن عزيمة ومجهودات البطل. ودعا إلى ضرورة الاعتبار من تجربته ليتسنّى تحقيق النتائج المنشودة عالميا. واعتبر ما حظي به الملولي من لفتة سامية من قبل رئيس الدولة بمنحه الصّنف الأوّل من وسام الحريّة تقديرا لمثابرته وجهده من أجل رفع الراية التونسية في المحافل الدولية. الواجب تجاه الوطن لم يخف السباح التونسي فرحته بما حظي به من تكريم في تونس واعتبر ما أنجزه واجبا تجاه وطنه كرياضي لإعلاء رايته في المحافل الدولية مؤكدا أنّ هذا الإنجاز كان الحلم الذي سعى إلى تجسيده باعتبار أنه تحقّق في اختصاص سيطرت عليه لسنوات أستراليا والولايات المتحدة قائلا: «المستحيل ليس تونسيا وليس حكرا على البلدان العظمى، كما نفى ما روّج عن مسألة تجنيسه لفائدة بلد عربي واعتبر ذلك إشاعة. تحدّي الصعوبات وأوضح أنّه واجه عديد الصعوبات في رحلته من أجل التتويج بهذا اللقب منها صعوبات صحية بسبب إصابته الحادة في مستوى الظهر والضغط الكبير الذي واجهه خاصة بعد انسحابه من سباقات الاختصاصات الأخرى أبرزها اختصاصه 400م. إذ اعترف أن اللقب كان تحدّيا بفضل عزيمته القوية على تكذيب كل من شكك في قدرته على اعتلاء منصات التتويج وما واجهه من صعوبات إثر العقوبة التي سلطت عليه من قبل الاتحاد الدولي للسباحة بحرمانه من المشاركة في المسابقات الدولية أكثر من عام وهي الفترة التي استغلها لمواصلة العمل والتحضير لهذه التظاهرة وغيرها من التظاهرات الدولية القادمة كالألعاب المتوسطية بإيطاليا 2009 وبطولة العالم بدبي 2010. عناية أفضل ودعا أسامة الملولي الى ضرورة إيلاء الرياضة والرياضيين الاهتمام والعناية اللازمين للوصول إلى تحقيق النتائج المرجوّة مؤكدا أن بلادنا تملك الكفاءات والقدرات الكفيلة بإدراك هذا المبتغى وما ينقصها الا تحسين طرق التعاطي معها والعمل معترفا أن عاملي «القليب» و«حرارة الدم» من أوكد عناصر النجاح والتحليق بالراية الوطنية عاليا. مناشدا الهياكل المسؤولة ضرورة مراجعة بعض الاختيارات في تسيير الهياكل الرياضية ومنح الثقة للأطراف القادرة على الإفادة وتقديم الإضافة واعتبر أن مواجهة الأمر بصراحة إنما هو من أجل التقدّم. ومن أبرز ما جاء في تدخل الدكتور عبد الحميد سلامة قوله «لمزيد إحكام التحضير لمختلف الدورات الأولمبية المقبلة وتقييم أداء مختلف الرياضات سيتم بالتنسيق مع الوزارة تعميق التشاور من أجل اقرار دورية جديدة لإنتخابات المكاتب الجامعية الوطنية ليكون كل أربع سنوات باعتبار المواعيد الأولمبية». تكريم من مستقبل المرسى ومن المنتظر أن تتواصل احتفالات التكريم والاحتفاء بالبطل الأولمبي، إذ بادر جلال تقية عضو جامعة كرة القدم بطلب إمكانية تحوّل الملولي رفقة منتخب كرة القدم الى بوركينا فاسو لملاقاة منتخب المكان الأسبوع القادم. كما طالب البعض بضرورة إطلاق اسم أسامة الملولي على مسبح مستقبل المرسى الذي شهد بداياته. من جهة أخرى ضبطت هيئة مستقبل المرسى برنامجا احتفاليا مساء السبت القادم ببلدية المكان ليقوم اثرها الملولي بجولة بالمدينة. وستكون السهرة احتفالية بأحد مقاهي ضاحية قمرت.