تونس - الصّباح: ....يتوقع أن تركز وزارة التربية والتكوين في سعيها للنهوض بالحياة المدرسية وتطويرها وتحسينها على عدد من القضايا والمسائل التي لم تفلح بعض الاجتهادات المبذولة سابقا في تطويقها ومعالجتها رغم أهمية هذه المشاغل وعمق تأثيرها على مردود التلميذ ومردودية العملية التربوية برمتها. وتتعلق هذه المسائل بجملة من العناصر منها تدهور المظهر الجمالي والبنى الأساسية لعدد من المؤسسات التعليمية بما فيها المحدثة منذ سنوات ليست بالبعيدة وتآكل التجهيزات وتقادمها والإخلال بمقومات النظافة داخل الوسط المدرسي. ومن المشاغل أيضا التي ظلت تؤرق التلاميذ والأولياء طوال السنوات الماضية ما يخص الساعات الجوفاء وغياب قاعات احتضان التلاميذ واستغلال هذه الساعات فيما ينفعهم ويؤثث هذه الأوقات بدل قضائها في غياهب الشوارع والمقاهي المحاذية للمعاهد والإعداديات... وهي مظاهر ناجمة بالأساس عن لخبطة وسوء توزيع لجدوال الأوقات. مراجعة الزمن المدرسي أيضا يشكل الزمن المدرسي لاسيما بالتعليم الابتدائي احدى القضايا التي يتعين تناولها بالتقييم والمراجعة بعد أن اثبتت التجربة نقائص وهنات في تطبيق نظام الحصة المسترسلة التي يمتد بعضها إلى الخمس ساعات بالتمام والكمال مستنزفة طاقة التلميذ الصغير على الاستيعاب والتركيز ومنهكة لطاقته البدنية الهشة بطبعها.. فهل يرجى خيرا من تلميذ يتابع مثل هذا الكم من ساعات الدرس المتعاقبة عن مضض وبضجر لا يتردد في الجهر بهما عبر حالات الفتور والملل التي تنتابه؟! أما عن المشغل الآخر الذي يثير امتعاض وألم التلميذ ومحيطه العائلي فيتعلق بثقل حمل محفظته التي تفوق أحيانا كثيرة وزن التلميذ وتتجاوز طاقة ظهره على رفعها وحتى الحقائب المجرورة تكاد تعجز عن حملها لثقلها. أولويات للمتابعة ...هذه المشاغل تشكل إلى جانب طبعا غيرها من القضايا التربوية احدى أبرز الأولويات المطروحة على أجندا وزير التربية والتكوين السيد حاتم بن سالم الذي تعهد في زيارته الميدانية الأخيرة لعدد من المؤسسات التربوية بمتابعتها ومعالجتها بكل جدية وإيجاد الحلول الناجعة لها وأقر تشكيل لجان مختصة تنكب على دراسة كل مشغل مؤكدا على نجاعة الحلول وستكون هذه اللجان محددة في الأشخاص (التركيبة) وفي الزمن والزامها بتقديم تقاريرها القابلة للتنفيذ في آجال محددة. خارطة للصيانة ولعل ما يستوقفنا في هذا المستوى دعوة الوزير الملحة إلى تجهيز كل مؤسسة تربوية اعدادية وثانوية بقاعة مراجعة واعتبارها عنصرا أساسيا وثابتا داخل المدرسة إلى جانب التوجه نحو إيلاء مسألة النظافة والصيانة والعناية القصوى بل لعلها ستتحمل أولوية التحرك القصوى مستقبلا قبل حتى القيام باحداثات جديدة حيث تقرر إعداد خارطة للمدارس التي تستوجب الصيانة والتعهد وتغيير تجهيزاتها وضبط أولويات تدخل وفق ما تمليه الأوضاع السائدة وسيتم للغرض تعزيز الاعتمادات المخصصة لهذا الباب والترفيع فيها إيمانا بأهمية عنصر الصيانة للمؤسسة التربوية وتأثيره على الحياة المدرسية وعلى ظروف الدراسة في وقت يتطلع فيها الجميع إلى الارتقاء بجودة التعليم وهي جودة لا يمكن أن تتحقق في محيط متدهور.