تونس الصباح ستكون تونس العاصمة بداية من السبت القادم عاصمة السينما العربية والافريقية والعالمية من خلال الدورة 22 لايام قرطاج السينمائية.. هذه التظاهرة الدولية التي بدأت عام 1966 حلما لتصبح فعلا ثقافيا جادا في المدونة السينمائية العالمية.. ولان ايام قرطاج السينمائية «تصنع» النجوم فان التتويج فيها بالتانيت الذهبي يبقى حلما مشروعا لكل المشاركين في هذه التظاهرة. في هذه الورقة سنمتطي زورق الايام منذ التأسيس لاستكشاف رحلة التانيت الذهبي منذ 1966 حتى 2006. الانطلاقة بالسينغال شهدت سنة 1966 انطلاق ايام قرطاج السينمائية وبحضور عربي وافريقي يحمل بداخله بذرة كسب الرهان لاجل التأسيس لتظاهرة سينمائية عربية وافريقية ذات طابع خصوصي بينتصر للثقافات الوطنية. وآل التانيت الذهبي في أول دورة للايام للسينغال من خلال فيلم «سوداء فلان» للمخرج عصمان صميان الذي فضح في هذا العمل العنصرية الجديدة في فرنسا. ** وكان للايام من وقفة لترسيخ اختياراتها الطموحة والجادة فكان ان تم حجب التانيت الذهبي في الدورة الثانية: 1968 على اعتبار ان الافلام المشاركة لم تستجب لتوجهات الايام الثقافية. ** وكان الموعد في دورة 1970 مع المخرج يوسف شاهين بفيلم «الاختيار» المتوج بالتانيت الذهبي والتأكيد على التوجه الثقافي العميق للمهرجان. ** ومثلت سنة 1972 محطة هامة في مسيرة ايام قرطاج السينمائية حيث شهدت ميلاد الجمعية العربية لنقاد السينما. وانطلاق السينما السورية من خلال «المخدوعون» لتوفيق صالح الحائز على التانيت الذهبي مناصفة مع المخرج صاره مالدرور (الكونغو الديموقراطية) بفيلم «صامبيزا نقا». ** وحملت لنا الدورة الخامسة للايام 1974 ميلاد مخرج موريطاني كبير اسمه محمد عبيد هندو بفيلم (عمال عبيد) الحائز على التانيت الذهبي مناصفة مع فيلم (كفر قاسم) للمخرج اللبناني برهان علوية الذي اعلن من خلال هذا العمل على التأسيس لسينما نبنت القضية الفلسطينية. 1976: اول تانيت ذهبي لتونس وانتظرت تونس بوصفها الدولة المحتضنة لايام قرطاج السينمائية الدورة السادسة (1976) لتحصل على اول تانيت ذهبي من خلال فيلم «السفراء» للناصر القطاري وقد سعى المخرج في هذا الفيلم الى فضح ما يعانيه العمال المهاجرون في فرنسا من استبداد علما وان الناصر القطاري اختار الممثل المصري محمود مرسي بطلا رئيسيا لهذا العمل. ** وعرفت دورة 1978 بروز السينما الجزائرية في قرطاج بعد تألقها في مهرجان كان سنة 1975 مع المخرج لخضر حامينا.. نالت الجزائر اول تانيت ذهبي في قرطاج بفيلم «مغامرات بطل» لمرزاق علواش. ** وقدمت دورة 1980 ثاني تانيت ذهبي لتونس من خلال فيلم «عزيزة» للمخرج عبد اللطيف بن عمار. مالي ثالث دولة افريقية ** وانتظرت افريقيا دورة 1982 لتحصل على التانيت الذهبي الثالث في رصيدها فبعد السينغال (1966) والكونغو الديموقراطية (1972) حصلت مالي من خلال فيلم «الريح» لسليمان سيسي على تانيت دورة 1982. ** وعاد التانيت الذهبي الى سوريا للمرة الثانية عام 1984 بفيلم «أحلام المدينة» الذي اعلن عن ميلاد مخرج اسمه محمد ملص. تتويج ثالث لتونس ** وقدمت دورة 1986 ثالث تانيت ذهبي لتونس من خلال فيلم (ريح السد) للنوري بوزيد الذي اعلن من خلال هذا العمل عن ميلاد ما يسمى ب(سينما المؤلف). ** وقدمت ستة 1988 اول تانيت ذهبي لفلسطين بفيلم (عرس الجليل) لميشال الخلايفي معلنا رسميا تبني ايام قرطاج السينمائية للقضية الفلسطينية ومكرسا البعد الثقافي والنضالي لهذه التظاهرة. ** وتكرّس مفهوم ما يسمى ب(سينما المؤلف) ضمن توجهات السينما في تونس بتتويج فيلم (عصفور السطح) اول فيلم في مسيرة المخرج فريد بوغدير بالتانيت. ** وعاد محمد ملص كمخرج له مفهومه الخاص في الابداع السينمائي الى منصة التتويج في دورة 1992 لحصوله على التانيت الذهبي بفيلم (الليل». اول امرأة عربية وافريقية ومثلت سنة 1994 محطة هامة في مسيرة السينما التونسية من خلال تتويج مفيدة التلاتلي بالتانيت الذهبي بفيلم (صمت القصور) لتكون بذلك اول امرأة عربية وافريقية تتوج بأكبر جائزة في تظاهرة سينمائية عربية وافريقية. عودة بعد 18 سنة وعادت سنة 1996 الجزائر لتتربع على عرش السينما العربية والافريقية بفيلم «سلاما يا ابن العم» لمرزاق علواش الفائز باول تانيت ذهبي للجزائر في دورة 1978.. وامتد التميز والنجاح السينمائي الجزائري الى دورة 1998 بفيلم «العيش في الجنة» للمخرج بوعلام قرجو.. ** وفي دورتي 2000 و2002 آل التتويج لدولتين افريقيتين: (دولي) للمخرج ايمونغا ايفانغا (الغابون) 2000. (ثمن العفو) لمنصور صوراواد (السينغال) 2002. أول تانيت للمغرب ** وكان الموعد في دورة 2004 مع أول تانيت ذهبي للمغرب بفيلم «فوق الدارالبيضاء.. الملائكة لا تحلق) ليعود النوري بوزيد الى منصة التتويج بحصول (آخر فيلم) على التانيت الذهبي في دورة 2006.