تونس الصباح ... على غير العادة.. قطعت ايام قرطاج السينمائية مع المألوف في كل حفل افتتاح.. لتصنع الفرجة وتؤسس لتقاليد ابداعية جديدة وتعلن عن ميلاد مرحلة اكثر طموحا واشعاعا وايمانا بقيمة واهمية وخصوصية مشروعها السينمائي.
حفل افتتاح الدورة 22 لايام قرطاج السينمائية مساء السبت الماضي.. ميلاد جديد لهذه الدورة.. واعلان عن زخم ابداعي كان لا بد له ان يظهر للعيان. كان لا بد ان يكون الافتتاح في مستوى عراقة قرطاج وزخمها الحضاري.. وكان لا بد من الاحتفال بكل التفاصيل والارتقاء بالابداع السينمائي نحو الافضل والأرقى والأجمل. بساط أحمر ولوحات فرجوية ... ولأن قرطاج غاية وبغية السينمائيين العرب والافارقة بدرجة اولى.. ولأن قرطاج «صانعة» النجوم وبوابة الانتشار العالمي.. ولان قرطاج اميرة المبادرة السينمائية العربية والافريقية والحاضنة بكل حب ودفء لكل التجارب.. كان لا بد لها ان تحتفي على طريقتها الخاصة بنجومها الذين اموها.. لذا لا غرابة ان يكون التنظيم في مستوى الطموحات.. فلا ضوضاء ولا تداخل ولا تنافر بين مختلف العناصر.. البساط الاحمر ظهر لاول مرة في تاريخ المهرجان معلنا مجد وعراقة وثراء المخزون الابداعي العربي والافريقي.. البساط الاحمر زاد في هيبة الايام ونبل رسالتها الفنية.. وكان للوحات الاستعراضية دورها الكبير في التعبير عن الفرح وعلى ان قرطاج هي ملتقى المبدعين بدون حساسيات وبكل تلقائية.. مناخ احتفالي سيبقى حتما في الذاكرة والجمهور يتابع «نجومه» في طريقهم الى داخل المسرح البلدي.. في الوقت الذي كانت فيه الكاميرا تنقل داخل القاعة ما يعيشه الشارع التونسي خارجها من تناسق وابهار ملفت للانتباه. اسماعيل لو اول المفاجآت ... وماء ان اعلن الجرس عن بداية حفل الافتتاح حتى ظهر على الركح الفنان السينغالي اسماعيل لُو محتضنا قيتارته ليغني ويعزف على أوتار القلوب احلى الايقاعات الافريقية وقد صاحبته صور من واقع الحياة في القارة السمراء. «أنا الشمس» «... لست رهين رضا اوروبا.. لست عباد الشمس التي تدور حول الشمس.. انني الشمس..» هكذا صدع المخرج عصمان صمبان قبل رحيله عن هذه الدنيا في الشريط الوثائقي التكريمي الذي عرض في حفل الافتتاح.. وهو شريط اعده فريد بوغدير تحية للثلاثي الراحل الذي اختارت ايام قرطاج السينمائية تكريمه: عصمان صمبان (السينغال) احمد بهاء الدين عطية (تونس) يوسف شاهين (مصر) ليتم منح تانيت الشرف لهم.. وليتم اثر ذلك تقديم مختلف لجان التحكيم لمسابقات المهرجان.. بما في ذلك لجنة التحكيم والمتألفة من 7 اطفال من 7 ولايات لتغني غالية بن علي «لما بدى يتثنّى» بحركات تعبيرية صفق لها الجمهور الحاضر بحرارة.