المدير العام للصحة: «نعم نسجّل اكتظاظا في مراكز الطبّ الاستعجالي لأن 60% من المرضى الذين يقصدونها لا يمثلون حالات استعجالية» تونس الصباح: رغم إرساء الإستراتيجية الوطنية للنهوض بقطاع الطب الإستعجالي في تونس منذ سنوات فإن أقسام الطب الإستعجالي مازالت تشهد الكثير من الضغط ومازال المواطن يتذمر من خدماتها ويعتبرها في مستوى غير مرض.. وتفسيرا للأسباب يقول السيد محمد بلعايبة المدير العام للصحة إن حالة الاكتظاظ التي تشهدها أقسام الطب الاستعجالي وخاصة الكائنة منها بالعاصمة مردها أن هذه الأقسام تفتح أبوابها لجميع المرضى حتى الذين لا يعتبرون حالات استعجالية.. وأكد محدثنا على أن نسبة الحالات غير الإستعجالية التي تزور أقسام الاستعجالي تمثل قرابة 60 بالمائة وهو ما يتسبب في الاكتظاظ خاصة وأن كل مريض يكون مرفوقا بعدد من أفراد عائلته وهو ما يجعل قاعات الانتظار غاصة بالمرضى.. وبين أن أكثر من 4 ملايين تونسي يدخلون الاستعجالي سنويا وهو رقم كبير جدا.. ولكن رغم ذلك فهم يتمتعون بالعلاج. ولاحظ أن الضغط المسجل في أقسام الطب الاستعجالي لا نشاهده في تونس فحسب بل نجد في بلدان أوروبية مرضى يقضون ليلة كاملة في أقسام الطب الاستعجالي للحصول على الخدمة.. وفي نفس الصدد تفيد مصادر بوزارة الصحة العمومية أن المواطن حينما يزور قسم الطب الإستعجالي لا يراعي أن هناك حالات استعجالية تستدعي المتابعة قبله.. لذلك نجده يلوم العاملين في القسم لأنهم تركوه ينتظر طويلا.. فمن كان مهشم الرأس أو مذبوحا بسكين.. على حد ذكره.. أولى بالدخول إلى الطبيب بأقصى ما يكون من السرعة من شخص يعاني من وجع في الضرس.. فمن الإجراءات التنظيمية بأقسام الاستعجالي مراعاة الأولوية في الفحص للحالات الإستعجالية القصوى مع العمل على التقليص من مدة انتظار المرضى. وعن سبب الاكتظاظ يقول نفس المصدر إن أقسام الطب الاسعجالي بالعاصمة هي التي تشهد ضغطا كبيرا خاصة قسم شارل نيكول نظرا لوجوده في مكان استراتيجي.. مركز الإصابات والحروق البليغة وبخصوص مركز الإصابات والحروق البليغة الكائن ببن عروس بين نفس المصدر أنه سيخفف من الضغط على أقسام الطب الاستعجالي الأخرى.. وذكر أنه تم فتح هذا المركز واستغلال الفضاءات الجاهزة وذلك في انتظار استكمال بقية مكوناته الأخرى.. ويندرج بعث هذه المؤسسة العمومية للصحة التي أحدث بمقتضى الأمر عدد 1224 لسنة 2007 المؤرخ في 14 ماي 2007 في إطار الإستراتيجية الوطنية للنهوض بقطاع الطب الاستعجالي التي تعتمد على ثلاثة محاور أساسية وهي الطب الاستعجالي في مرحلة ما قبل المستشفى والطب الاستعجالي في المرحلة الاستشفائية والتكوين. ويذكر أن مرحلة الطب الاستعجالي في مرحلة ما قبل المستشفى تقوم على تركيز أقسام المساعدة الطبية الاستعجالية لتغطية جميع جهات البلاد وتعزيز المصالح المتنقلة للإسعاف والإنعاش وتعميمها تدريجيا على مختلف الولايات وتطوير وسائل الاتصال السلكي واللاسلكي وإحكام التنسيق بين جميع الأطراف المتدخلة والعمل على توحيد أرقام النجدة والإسعاف وتدعيم وسائل النقل الصحي بسيارات إسعاف حديثة وطائرات مروحية.. وتتمثل مرحلة الطب الاستعجالي في المرحلة الإستشفائية في تهيئة أقسام الاستعجالي وتجهيزها بالمعدات ودعم وحدات العناية المركزة بالمرضى وإحداث وحدات إستعجالية ببعض المدن الواقعة في مفترق الطرق الكبيرة وتنفيذ الإجراءات التنظيمية الرامية لتحسين مردودية العمل بهذه الأقسام وبعث قطبين مختصين في الطب الاستعجالي بالمدخلين الجنوبي أي بن عروس والشمالي أي المرسى لإقليم تونس. وتتمثل مرحلة التكوين في التركيز على الطب الاستعجالي في التكوين الأساسي الطبي وشبه الطبي وإحداث شهادات دراسات عليا متخصصة في الطب الاستعجالي وبعث برنامج خاص للتكوين في الإسعافات الأولية ودعم التكوين في الاختصاصات الموازية للإستعجالي من الإنعاش والجراحة وغيرها. ومن الإجراءات التنظيمية بأقسام الاستعجالي عدم اعتماد التقسيم الجغرافي في قبول المرضى إذ يمنع رفض أي مريض يتوجه لقسم الاستعجالي إضافة إلى تحسين ظروف الاستقبال ومراعاة الأولوية في الفحص للحالات الإستعجالية القصوى مع العمل على التقليص من مدة انتظار المرضى واعلام المريض أو من يصاحبه بحالته الصحية وبمراحل العلاج. ويذكر أنه من الإجراءات التنظيمية الأخرى بأقسام الاستعجالي وجوب تعليق جميع قائمات الاستمرار الطبي للمستشفى بقسم الاستعجالي وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أنه يتعين على طبيب الإستمرار أن يكون متواجدا كامل الوقت بقسم الإستعجالي 24 ساعة على 24 ساعة ويمنع تقاسم الوقت مع الأقسام الداخلية للمستشفى كما أن تواجد الأطباء الداخليين في أقسام الاستعجالي بالمستشفيات الجامعية إجباري بهدف التكوين لكنهم لا يتحمّلون بمفردهم مسؤولية العناية بالمرضى. عناية بالصحة أكد الدكتور محمد بلعايبة على أن هناك عناية خاصة بخدمات الطب الإستعجالي للارتقاء بها نحو الأفضل وبين أن قطاع الصحة عموما يحظى برعاية هامة نظرا لارتباطه الوثيق بالعنصر البشري الذي يعد أغلى مورد وأثمّن رصيد لذلك يشهد القطاع الصحي تطورا متواصلا على مستوى الوقاية والعلاج وتم إرساء منظومة صحية متكاملة هدفها تعميم الخدمات الصحية على كل الجهات وتقريبها من المواطنين ونجد على حد قوله 95 بالمائة من التونسيين ينتفعون بالخدمات الصحية في شعاع يقل عن 5 كلم من مقرات إقامتهم إضافة إلى دعم طب الاختصاص في الجهات وذلك من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات والحوافز لفائدة أطباء الاختصاص العاملين في الجهات وتوفير إطار بشري كفء من أطباء وسلك شبه طبي وتوفير تجهيزات طبية متطورة على غرار المفراس والمعجل الخطي والتصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها..