تونس الصباح أعلن السيد دومينيك ستروس كان Dominique Strauss Kahn المدير العام لصندوق النقد الدولي الذي أدلى في مؤتمر صحفي عقده في مقر البنك المركزي بتونس مع محافظ البنك المركزي السيد توفيق بكار أن تاثير الازمة المالية والاقتصادية العالمية على تونس والدول المغاربية سيكون محدودا في 2009 لكنه لم يستبعد ان تتاثر نسب النمو الاقتصادي في تونس والمنطقة المغاربية بهذه الازمة ..عبر انخفاض نسب النمو بنقطة او اكثر حسب تطورات الازمة دوليا واقليميا وعدد من العوامل الاخرى . واورد المدير العام لصندوق النقد الدولي ردا على سؤال الصباح أن لصندوق النقد اقتراحات وتوصيات عملية كثيرة لتحسن اوضاعها الاقتصادية والاجتماعية من بينها تجسيم القرار الذي صدر منذ مدة عن قادة المنطقة باحداث بنك مغاربي للاستثمار. واورد ستراوس أنه حضر في طرابلس مع السيد توفيق بكار الاجتماع الرابع لمحافظي البنوك المركزية المغاربية والمسؤولين الماليين في الدول المغاربية في إطار الندوات المخصصة للاندماج الاقتصادي في المغرب العربي ..وأعلم مستضيفيه المغاربيين أن صندوق النقد الدولي يامل تجسيما سريعا لعدد من القرارات الاقتصادية المشتركة وعلى راسها احداث البنك المغاربي للاستثمار. الغاء الرسوم القمرقية مغاربيا ومن بين التوصيات العملية العاجلة التي قدمها المديرالعام لصندوق النقد الدولي لقادة الدول المغاربية في رده على سؤال الصباح «تجسيم القرارات العديدة التي سبق اتخاذها حول الغاء الرسوم القمرقية وتحرير التجارة البينية ..وانجاز مشاريع البنية الاساسية المشتركة المتفق عليها مثل الطريق السريعة التي تربط العاصمة الليبية بمدينة صفاقس في تونس ..فضلا عن التحري الشامل لتنقلات المسافرين والسلع وروؤس الاموال بين الدول المغاربية اذ لا يعقل أن تكون بعض دول شمال افريقيا اقامت منطقة للتبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي ولا تزال حواجز عديدة تعرقل تحرير مبادلاتها وفتح حدودها مع جيرانها المغاربيين والجنوبيين».. ونوه ستاروس بالخطوات العملية التي نجحت تونس في اقامتها مع جيرانها المغاربيين خاصة مع ليبيا ..ومن بينها التعامل بعملتي البلدين ..مما سيساعد على تجسيم شعار تحرير الدينار التونسي .. «قدموا مصلحتكم الاقتصادية على المشاكل السياسية» وردا على سؤال اخر وجهته اليه «الصباح» حول مساهمة صندوق النقد الدولي في معالجة مضاعفات الازمة المالية والاقتصادية العالمية على الدول المغاربية اورد ستروس : «عندما يتعلق الامر بالاسباب المالية والاقتصادية للازمات يمكن لصندوق النقد ان يتدخل.. أما عندما يتعلق بالاسباب والعراقيل السياسية فان دورنا محدود جدا ..وبصفتي مواطنا اوروبيا اذكر ان دولنا تجاوزت خلافاتها السياسية وارث الماضي وقدمت مصالحها الاقتصادية المشتركة وقامت تدريجيا بخطوات ملموسة اوصلت الاتحاد الاوروبي الى ما بلغه اليوم من تنسيق وتكامل ..رغم حجم التناقضات والصراعات التاريخية بين دولنا ..وأتمنى من الدول المغاربية ان تقوم بخطوات مماثلة تقدم المصلحة الاقتصادية على الخلافات الموروثة» وضع اقتصادي طيب في تونس ..رغم الصعوبات وتعقيبا على عدد من الأسئلة التي أجراها ستراوس في تونس وبينها لقاء مع رئيس الدولة زين العابدين بن علي أورد أنه يعتقد أن المؤشرات الحالية تؤكد «أن الاقتصاد التونسي في وضع طيب رغم الأزمة العالمية الحادة ..وإني أترقب نموا اقتصاديا قويا مقبولا في تونس هذه السنة .. بفضل جهودها والسياسة المالية والاقتصادية المنتهجة فيها والتي اعتقد أنها سياسة سليمة .. «ورغم خطورة التحديات التي أفرزتها الازمة المالية والاقتصادية العاليمة ليست لنا مخاوف بالنسبة إلى السنة المقبلة في تونس والمنطقة المغاربية ..لعدة أسباب من بينها الإجراءات الوقائية التي اتخذتها حكومات المنطقة وضعف علاقة البورصات والمصارف المغاربية بنظيرتها الامريكية حيث انطلقت الازمة» . ضرورة مشاركة كل الاطراف في معالجة الازمة وردا على عدد من التساؤلات الخاصة بقمة ال 20 للكبار في واشنطن والدعوات الى مراجعة النظام المالي والاقتصادي العالمي وتشكيات عدة دول من بينها الدول الافريقية بسبب عدم تشريكها في قمة واشنطن ومسار ل 20 اورد ستروس انه يعتبر «قمة واشنطن تاريخية وقدمت الجديد» وقد كلفت بريطانيا برئاستها عام 2009 .. والرهانات كبيرة لتجسيم نداءات براون وساركوزي وغيرهما من قادة العالم لبناء نظام مالي واقتصادي دولي جديد ..لكن ستروس اعتبر ان القمم والاليات المصغرة تبقى ذات دور محدود ..وان الهيئات الاممية والدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي مؤهلة أكثرمن غيرها لصياغة سياسات جديدة تاخذ بعين الاعتبار في نفس الوقت مشاغل الدول الغنية ومليارات البشر الذين لم يمثلوا في قمة ال 20 بواشنطن وبينهم شعوب افريقيا .