حوادث المرور: 11 حالة وفاة في يوم واحد    استقالة حكومة عبد الفتاح السيسي    عاجل/ القيزاني يفجرها ويكشف: "اخلالات في هذه القطاعات وقرارات قريبا"..    المرصد التونسي للاقتصاد يدعو إلى إرساء سياسة فلاحية تكرّس مبدأ السيادة الغذائية    ر م ع شركة اللحوم ل"الشروق": نسعى لتوفير 4000 رأس من الأضاحي    المالديف تحظر دخول الإسرائيليين أراضيها    فظيع/ وفاة صحافية بلدغة ثعبان..    بطولة فرنسا: سانت إتيان ينتزع بطاقة الصعود لليغ 1    تفاصيل بيع تذاكر مواجهة المنتخب الوطني ومنتخب غينيا الإستوائية    مدرب الترجي غاضب ويلوح بالرحيل.    سليانة: وفاة شاب دهسا تحت عجلات القطار    نابل: حجز أزياء عسكرية وايقاف صاحب شركة    تفاصيل إيقاف شخص ساعد أجانب على الإقامة غير القانونية..    فظيع/ حاول انقاذ ابنه فهلك: وفاة كهل غرقا بأحد شواطئ الحمامات..    ارتفاع كبير في درجات الحرارة أواخر الأسبوع..#خبر_عاجل    اليوم: لجنة التشريع العام تنطلق اليوم في مناقشة تنقيح قانون الشيك دون رصيد    مدير عام المنافسة : وفرة مادتي الفارينة و السميد    وزيرة التربية : ''هناك عزوف على شعبة الرياضيات و السبب برامج الابتدائي''    19 مليار دينار استثمارات متوقعة.. الهيدروجين الأخضر طاقة تونس للمستقبل    التحويلات تقارب 880 مليون دولار.. دعم مكثف للهجرة النظامية    لتعزيز المرونة الاقتصادية: صندوق النقد العربي يوصي بدعم الصناعات التقنية    إدارة الترجي الرياضي تحيل حارس مرمى على لجنة التأديب و الانضباط    عاجل : إيقاف ''يوتيوبر'' اشتهر بنشر فيديوهات مع العصابات حول العالم    سمها قاتل وانتشرت مؤخرا .. أخصائي يحذر من تناول هذا النوع من السمك    مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى..#خبر_عاجل    الرابطة المحترفة الثانية: برنامج مباريات الجولة الخامسة و العشرين    اليابان : زلزال قوي بلغت شدته 5,9 درجات يضرب وسط البلاد    مدرب الترجي معلقا : ''ما شاهدته في الدربي لم يكن كرة قدم، بل حرب وفوضى ''    خامنئي: عملية طوفان الأقصى أفشلت محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني    بداية من اليوم: رئيس الحكومة يؤدي زيارة عمل إلى كوريا الجنوبية    الفنانة إبتسام الرباعي ل«الشروق».. أتمنى تطهير الساحة الفنيّة من الدخلاء    القيروان: برمجة ثرية في مهرجان المشمش بحفوز (صور)    فيلم "المابين" لندى المازني حفيظ يتوج بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الفيلم العربي بروتردام    عاجل - تونس : ارتفاع استهلاك السجائر لدى اليافعين والأطفال تزداد أكثر فأكثر    نقص أدوية وطول إجراءات...مرضى السرطان يعانون في صمت!    رغم نجاحات أطبائنا...مستشفياتنا تعاني... والصحة «مريضة»    تونس الأولى عربيا في التدخين والسيجارة الإلكترونية بديل قاتل    مع الشروق .. يرومون الدفء العائلي.. لكن !    الهند: موجة حر تخلف عشرات القتلى و25 ألف اصابة بضربة شمس    سريلانكا.. فيضانات وانهيارات طينية تخلف 10 قتلى ومفقودين    ردّا على حملة في «الفايسبوك»...وزارة التربية تمنع حمل الكوفية الفلسطينية خلال امتحانات الباكالوريا    اليوم: درجات الحرارة تصل إلى 44 درجة    مع الشروق .. يرومون الدفء العائلي.. لكن !    لأول مرة في الكويت: نجوم مصريون يحيون 'ليلة النكد'    هذه أسعار الأضاحي بهذه الولاية..    الترجي يفوز على الافريقي 2-1 ويصبح على بعد نقطة من التتويج..    مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس: معدّل عمر متعاطي أول سيجارة في تونس يناهز 7 سنوات    وفاة المخرج الشاب محمد أمين الزيادي    المخرج التونسي الشاب محمد أمين الزيادي في ذمة الله    إحالة اللاعب أصيل النملي على لجنة التأديب والانضباط    شركة اللحوم تشرع في بيع أضاحي العيد بداية من 8 جوان الجاري    متى تبدأ ليلة وقفة عرفة؟...وموعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة    عادل خضر نائب لأمين اتحاد الأدباء العرب    محرزية الطويل تكشف أسباب إعتزالها الفنّ    من الواقع .. حكاية زوجة عذراء !    الشايبي يُشرف على افتتاح موسم الأنشطة الدّينية بمقام سيدي بالحسن الشّاذلي    من أبرز سمات المجتمع المسلم .. التكافل الاجتماعي في الأعياد والمناسبات    مواطن التيسير في أداء مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأحداث تصبح ثانوية إزاء قوة الرمز والايحاء!
أيام السينما الأوروبية بتونس: شريط «لانوستالجيك» اليوناني
نشر في الصباح يوم 30 - 11 - 2008

الفضول على الأرجح و الرغبة في اكتشاف سينما أخرى قادا بضعة العشرات إلى قاعة سينما الكوليزي بالعاصمة حيث يعرض ليلة الخميس الماضي شريط يوناني بعنوان «لا نوستالجيك» أو« المرأة التي يسكنها الحنين» إن كانت الترجمة موفقة في الوفاء لروح العنوان
الذي هو بدوره مترجم من اليونانية إلى الفرنسية وهو في الأصل «إي نوستالغوس»، الإطار الذي عرض فيه الفيلم و كما هو معروف يتمثل في انعقاد الدورة الجديدة لأيام السينما الأوروبية بتونس التي تتواصل بالعاصمة إلى غاية 3 ديسمبر القادم وتستمر إلى ما بعد هذا التاريخ في عدد من مدن الجمهورية .
الشريط اليوناني المذكور يعود إلى سنة 2004 ولكن هذا الأمر لا يهم طالما وأن من بين أهداف هذه التظاهرة الثقافية الأوروبية تقديم فكرة عن السينما الأوروبية غير المتداولة وغير المألوفة لدى الجمهور التونسي . فباستثناء سينماءات بعض البلدان الأوروبية على غرار إيطاليا وفرنسا مثلا فإن الجمهور التونسي لا تتوفر له فرص كبيرة للإطلاع على التجارب السينمائية في كثير من بلدان أوروبا .
تدورأغلب أحداث الشريط في ليلة واحدة كما أن أغلب المشاهد مصورة في البحر قد لا يكون ذلك مشجعا جدا خاصة وأن أحوال الطقس في بلادنا في وسط هذا الأسبوع كانت بالأحرى باردة والريح قوية ومشاهدة لقطات في الماء أبعد من أن تكون مثيرة في مثل تلك الليالي لكن لا بأس فالقصة تعد بأن تكون رومانسية و من شأنها أن تشد الإنتباه .
ما خلناه اندثر من القيم الإنسانية
تدور الأحداث حول امرأة في الأربعينات .تبقى مشدودة إلى موطنها إلى تلك القرية الساحلية التي تقع في مواجهة القرية التي انتقلت للعيش فيها صحبة زوجها .كانت النسبة الأكبر من مشاهد الفيلم الذي استغرق حوالي ساعة وربع الساعة تدور في البحر وأثناء الليل .تصفح الوجوه كان ممكنا بفضل الضوء الذي يبعثه القمر حيث كان البدر مكتملا ليلتها .الشخصية المحورية في الفيلم تدعى «آنا ». آنا اشتد شوقها في تلك الليلة المشهودة إلى قريتها حتى أنها استقلت القارب الصغير صحبة رجل شاب ومفتول العضلات تماما كما تصوره قصص الخيال الغابر حول أبطال الإغريق في غياب زوجها الذي يعود من عمله بالبحر كل ليلة عند منتصف الليل .لكل أسبابه للتعلق بمكان ما .بالنسبة ل«آنا» كشفت الأحداث في النهاية عن قصة حب انتهت نهاية مأساوية .
وحتى لا يذهب الخيال بالمشاهد بعيدا .أخذت مخرجة الفيلم «إيلينا ألكسندراكي» كل احتياطاتها حتى تؤكد من خلال مختلف المشاهد ومن الحوار ومن المواقف والحالات النفسية التي عاشها ليلتها البطلان أن المسألة بقيت في إطار الحب العذري .لم تشأ المخرجة تعكير صفو القصة كما أن نيتها كانت مبيتة في الإنتهاء بإظهار مختلف الشخصيات في شكل إيجابي بما في ذلك المغامران .لم تخن «آنا» زوجها الكهل في مغامرتها بالبحر كما أن هذا الزوج الذي يحمل داخل ذلك الجسم الضخم قلب طفل صغير قد تفهّم رغبة زوجته في العودة إلى موطنها .
صور الفيلم بالتوازي مع القصة التي تتداخل فيها الأحداث بين ما هو آني وبين ما هو أحداث سابقة يتم الخوض فيها من خلال تقنيات «الفلاش باك» صور أجواء الحياة بالقرى الساحلية اليونانية وقدم صورا رومانسية تبرز مواطن الجمال في مناطق بحرية لا تزال تحتفظ بعذريتها ولم تغزها بعد السياحة .وينتهي المشاهد بالتأكد بأن الحياة بالقرى المتوسطية تكاد تكون هي ذاتها سواء كنا بالضفة الجنوبية أو بالضفة الشمالية وتزداد نقاط التقارب عندما يتعلق الأمر ببلدان الحوض الواحد وفي قضية الحال فإن الأمر يتعلق بالحوض الغربي للمتوسط ..السلوك أيضا يكاد يكون متشابها وخاصة فيما يخص بعض العقليات .البيوت الساحلية تكاد تكون متشابهة وطبيعة الحياة اليومية البسيطة على السواحل و حول الميناء جد متشابهة أيضا خاصة منها ما يتعلق بالغذاء وقد تكررت في الفيلم مشاهد المطبخ و خاصة وجبة السمك المقلي . تحيي المخرجة من جهة أخرى عددا من القيم تكاد تضيع في خضم الحياة العصرية من بينها التعلق بالأرض و بالعائلة وبالذكريات لم لا . ربما لا يكون هذا الشريط من طينة الأفلام التي تثير حماسة المشاهد خاصة وأن الإيقاع كان بطيئا وأن الأحداث تداخلت كما أن الشريط اعتمد على تقنية السرد وتعدد الرواة بين نساء رجال وحتى أطفال لكن أهم ميزة أنه يقدم مناخات قريبة جدا من المشاهد التونسي الذي لا نخال أن تلك الحياة البسيطة والمتقشفة بالقرب من البحر لا تثير حنينه ليس فقط من باب ما يمكن أن يكون قد عاشه من ذكريات ولكن أيضا لما يمكن أن تثيره فيه من حلم في زمن لم يعد يحفل بالقيم التي ذكرنا كثيرا .الفيلم في نهاية الأمر مشحون بالرموز وهو لا يهتم بالحدث في حد ذاته وإنما بما يمكن أن يثيره في ذهن المشاهد من أسئلة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.