ما هي الكلمات التي ردّدها «الرايس» في آخر اتّصال به؟ «الرّايس» طلب النجدة بسبب عطب فنّي قبالة كركوان... وعمليات البحث لم تأت بالجديد الأسبوعي القسم القضائي: شهدت المياه الاقليمية التونسية وتحديدا قبالة السواحل الرابطة بين قليبية وكركوان في الليلة الفاصلة بين يومي الخميس والجمعة الفارطين فاجعة بحرية جديدة تمثلت في فقدان مركب صيد على متنه أربعة بحارة وقد نزل هذا النبأ نزول الصاعقة على بحارة قليبية وأهاليها الذين كثيرا ما أكتووا بالمآسي التي يخلّفها البحر الذي يمثل مورد الرزق الرئيسي للآلاف من أبناء الجهة بين الحين والآخر والى حدود مساء امس لم يتم العثور لا على المفقودين ولا على مركبهم ولا على أية قرينة مادية تؤكد غرق زورقهم رغم أن كل الدلائل تشير الى غرقه أثناء العاصفة الهوجاء بفعل الرياح العاتية التي قاربت سرعتها المائة كيلومترا ساعة وأيضا بسبب تعطب الزورق. حزن وانتظار وفي ظل الغموض الذي يلف الواقعة خاصة وأن عمليات البحث التي انطلقت منذ صباح يوم الجمعة الفارط بمشاركة وحدات من البحرية الوطنية والحرس البحري وطائرة عمودية وعدّة مراكب صيد وتواصلت الى غاية مساء أمس لم تأت بأي جديد يظل الحزن يلف قلوب الأهالي في آنتظار خبر سعيد قد يأتي من خلف البحار. «سرحة» عادية «الاسبوعي» آتصلت بمصادر أمنية وأخرى عائلية بحثا عن حقيقة الواقعة فعلمت أن البحارة الأربعة وهم صلاح غبريش وهو «الرايس» (49 سنة وله ابن وفؤاد الحطبي (37 سنة) وله طفلان عمر أكبرهما سنتان فقط وعبد الرزاق الزواري (53 سنة) وله ثلاثة أبناء بينهم تلميذ وداود (في العقد السادس من عمره) وهو أب لأربعة أطفال أبحروا في حدود الساعة الثالثة من مساء يوم الإربعاء الفارط من ميناء الصيد البحري بقليبية باتجاه منطقة «البنوك» لصيد سمك «الإسبادون» بواسطة «الصنّار» مثلما جرت العادة على أن يعودوا الى الميناء في اليوم الموالي أو الذي يليه حسب قيمة الصيد. أحوال جوية سيئة وهنا أفادنا أحد أقارب المفقودين أنه تلقى مكالمة هاتفية في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الخميس الفارط أعلمه فيها «الرايس» بأن المركب تعطّب قبالة شاطىء كركوان وأنه طلب النجدة نظرا لسرعة الرياح القوية ثم ظل محدّثنا يتّصل به من حين الى آخر يستفسره عن عمّا آلت إليه الأمور فأشعره الرايس بأن الأحوال ساءت أكثر بعد أن ألقى بالمخطاف ولم ينغرس في الرمل بمفعول الأمواج العاتية وأعلمه بأن مصيرهم بات على كف البحر. انقطاع الاتصال وذكر محدّثنا أن الاتصالات الهاتفية انقطعت مع الرايس في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف ربما بسبب نفاد شحن هاتفه المحمول ولكنه أعلمه قبل ذلك بأن المياه بدأت تتسرب الى المركب. وأعلمنا آخرون أن «رايس» المركب المفقود أجرى آتصالات عبر الأجهزة اللاسلكية مع طاقم مركب صيد آخر من نوع «بلانصي» في حدود الساعة الثانية من فجر يوم الجمعة وطلب منه النجدة كما أفاده بأن البحارة الذين معه نال منهم العطش والجوع وطالبه بشربة ماء كما أعلمه بأنهم أصبحوا مهددين من كل جانب قبل ان ينقطع الاتصال.. وهو ما يرجح حينها أن يكون المركب غرق.. مصير غامض وبناء على البلاغات الواردة على المنطقة البحرية بقليبية انطلقت صباح يوم الجمعة عمليات البحث والتفتيش عن المركب المفقود بمشاركة وحدات الحرس البحري والبحرية الوطنية وجيش الجو إضافة لعدة مراكب صيد ولكن رغم مرور ثلاثة أيام فإن الغموض مازال يلف مصير البحارة الأربعة (اثنان أصيلا قليبية وثالث أصيل الهوارية والرابع ينحدر من أحواز قربة).. ويبقى الجميع ينتظرون خبرا تزفه إليهم الأمواج. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: