تونس الصباح: كيف ستتعامل سياحتنا مع الأزمة الاقتصادية العالمية؟ وما هي الخيارات والاجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف على الأقل من وطأة الأزمة الاقتصادية على القطاع السياحي في بلادنا؟ وما المطلوب في هذا السياق من الفاعلين في القطاع من مهنيين وادارة اشراف للتعامل مع هذه الأزمة؟... هذه المحاور والمواضيع كانت يوم أمس محور مائدة مستديرة انتظمت ببادرة من مجلة «توريزم آنفو» وبحضور السيد خليل لعجيمي وزير السياحة وعدد من المهنيين. واذ تراوحت الآراء والمداخلات بشأن مدى تأثير الأزمة الاقتصادية الحالية على سياحتنا الوطنية بين التأكيد على ضبابية الرؤية بشأن حجم التأثر والتخوف على مردود القطاع، بين الدعوات الى عدم التهويل في ظل وجود تكهنات متفائلة بعض الشيء بشأن قدرة الوجهة السياحية التونسية اليوم في ظل الازمة على استرجاع قسط من السياح الذين حولوا وجهتهم في وقت سابق الى دول سياحية اخرى متى استطعنا أن نحسن جودة خدماتنا ونضاعف مجهودنا في المجال الاشهاري والترويج.. إلا أن جميع الاطراف تتفق على ضرورة اتخاذ اجراءات سريعة واستباقية للتعامل مع منطق أن الازمة الاقتصادية ستضع بظلالها على سياحتنا ويجب الاستعداد للتعامل مع اسوإ التوقعات قبل أفضلها مع رسم اهداف يجب تضافر كل الجهود لبلوغها، ومن بين هذه الاهداف لنقل الأكثر تفاؤلا هو عدم تسجيل نسب انخفاض كبيرة لمردود القطاع خلال السنة المقبلة أو المحافظة على نفس النسق اذا لم يكن هناك تطور في المؤشرات. دعم الترويج من بين الاقتراحات والاجراءات المعلن عنها والتي يتم السعي الى تنفيذ بعضها في القريب العاجل هو احداث لجنة تضم وزارة الاشراف والمهنيين ممثلين في الجامعة التونسية لوكالات الاسفار اضافة الى بقية الفاعلين في القطاع على غرار جامعة وكالات الاسفار والخطوط التونسية ستنظر في وضع استراتيجية مصغرة واستعجالية على مدى 3 اشهر، وسيتم عرضها على الحكومة مع بداية السنة وسيكون هدفها الأساسي ايجاد الآليات والتمويلات والاجراءات الضرورية لدعم الترويج وتواجد الوجهة السياحية التونسية على الأنترنات وفي وسائل الاعلام وفي مختلف الوسائل الترويجية في الأسواق السياحية لا سيما تلك الأكثر أهمية بالنسبة لنا على غرار السوق الألمانية والفرنسية. من جهة اخرى ستتولى اللجنة الى جانب اللجنة المحدثة صلب الوزارة والخلايا المحدثة في مكاتب ديوان السياحة في الخارج، العمل على مواصلة اليقظة والمتابعة للأسواق السياحية ورصد اوضاع منظمي الرحلات ووكالات الاسفار في الخارج. تجدر الاشارة أيضا وفي سياق الرد على بعض الاقتراحات بالتخفيض في الاسعار لجلب المزيد من السياح كحل لمواجهة الأزمة، أن رئيس الجامعة التونسية للنزل أكد على أنه لا يمكن اللجوء لمثل هذا الخيار لأن العقود المبرمة مع منظمي الرحلات للسنة المقبلة تمت بطبيعتها بأقل الأثمان وأكد في المقابل على مواصلة التشاور مع الوزارة فيما يتعلق بالخيارات المطروحة لمواجهة تأثيرات الأزمة على القطاع السياحي.