توجت القمة المصرية السعودية عن موكب أهدت فيه السلطات السعودية الدولة المصرية باخرتين مدنيتين عملاقتين لنقل المسافرين.. تخفيفا عن الشعب المصري الشقيق عن نكبة غرق باخرة ضخمة تابعة لشركة خاصة عرفت بتسمية "عبارة السلام 98" مما تسبب في مقتل أكثرمن ألف من ركابها.. قيمة كل من الباخرتين الجديدتين 900 مليون دولار.. وقيمة الاثنين مليارو800 مليون دولار.. الحدث مهم جدا ويعكس أهمية الرهان على التقارب العربي العربي اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.. والمبادرة السعودية ايجابية لانها لم تقدم لمصر وعودا وتعازي ومشاعر.. بل هدية هائلة ستضمن سلامة مئات الالاف من المسافرين والسياح والحجاج والمعتمرين المصريين والسعوديين والعرب والاجانب خلال تنقلاتهم البحرية الدولية عموما.. وخاصة في البحر الاحمر بين جدة والموانئ المصرية.. لكن على هامش الحدث.. استحضرت ما قيل ويقال دائما عن أهمية "المبلغ الضخم" للمساعدة المالية السنوية التي تقدمها الولاياتالمتحدةالامريكية لمصرمنذ توقيعها اتفاقية صلح منفرد مع اسرائيل قبل 30 عاما.. والمبلغ كان في حدود 2 ملياردولار لمصر (مقابل 3 مليارلاسرائيل) وقع تخفيضه.. وصرف جانب منه الى الاردن.. يبرر الجميع بعض المواقف السياسية التي قد تضطراليها القاهرة أو عمان وغيرهما بالدعم المالي الامريكي والاوروبي (والاسرائيلي).. بالرغم من كون تلك المساعدات الامريكية مشروطة بالتطبيع مع تل ابيب وبعضها تجهيزات عسكرية ومدنية وليس اموالا.. لكن حجم المساعدة السعودية الجديدة في شكل باخرتين عملاقتين الى مصر.. والمساعدات المالية المهمة التي قدمتها مؤخرا الى القيادة الاردنية.. تكشف ان الدول العربية والاسلامية والافريقية ليست في حاجة الى الدعم الاجنبي.. بل الى تنسيق مواقفها.. والاعتماد على ذاتها.. وفرض مواقف وطنية.. تجلب لها اولا احترام خصومها واعدائها.. بعيدا عن التنازلات السياسية المجانية..