الحمامات الصباح في حديث مع الدكتور المنجي الحمروني مدير الطب المدرسي والجامعي أفادنا أن هذا المؤتمر الوطني ينتظم كل سنتين وقد بلغ عمره خلال هذه الدورة العشرين وأن هناك سعيا متواصلا لتطوير محتواه من سنة إلى أخرى وقد شهد هذا العام حضور عدد هام من الخبراء من مختلف بلدان المغرب العربي ومن فرنسا وإسبانيا إلى جانب حضور ممثلين عن الفرق الجهوية للصحة المدرسية والجامعية بمختلف ولايات الجمهورية وممثلين عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية والتكوين ووزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين ووزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية والكشافة والهلال الاحمر وأساتذة كليات الطب وغيرهم.. وذكر الدكتور الحمروني أن عدد المداخلات التي وجهت للادارة قبل المؤتمر بلغ 267 مداخلة تم اختيار 126 منها لتقديمها خلال المؤتمر الذي تم تنظيمه في شكل ورشات عمل نظمت في أربع قاعات حسب المواضيع التي تم التطرق إليها. وتتعلق هذه المواضيع بمسائل الصحة ووسائل التواصل والسمنة لدى الطفل والشاب والعنف لدى الشباب.. إلى جانب معضلة التدخين ومشاكل تسوس الاسنان. مخاطر عديدة وعن سؤال يتعلق بسبب التركيز على هذه المحاور قال مدير الطب المدرسي والجامعي إن التلاميذ والطلبة أصبحوا اليوم أكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن سوء استخدام وسائل الاتصال والناجمة عن السمنة او السلوكيات العنيفة أو التدخين.. ففي ما يتعلق بدواعي اختيار مبحث الصحة ووسائل الاتصال لاحظ أن الطفل أو المراهق أو الشاب أتيحت له إمكانيات أكبر لاستخدام مختلف وسائل الاتصال الحديثة والابحار في شبكة الانترنات لكن في غياب وعيهم بمخاطر سوء استعمالها يمكن أن تكون نتائج الاستعمال وخيمة. وفي ما يتعلق بموضوع السمنة لدى الطفل والشاب بين محدثنا أن ظاهرة السمنة استفحلت في صفوف الاطفال والشباب في الكثير من بلدان العالم نظرا لعدم اتباع هذه الفئة نظاما غذائيا متوازنا يقوم على القمح والخضر والغلال وزيت الزيتون والاسماك وميلها إلى تناول الاكلات الخفيفة والمشروبات الغازية والسكريات. أما في تونس فقد عانت هذه الفئة على مر سنوات عديدة من مشاكل سوء التغذية جراء نقص الحريرات والرضاعة الطبيعية لكن الان تغير الحال ونلاحظ حدوث عكس ما كان وبروز مشاكل زيادة الوزن الامر الذي يتطلب تكثيف العمل الوقائي للعودة إلى الحمية المتوسطية نظرا لان السمنة تسبب أمراضا مستعصية العلاج وأحيانا خبيثة وهي وراء بروز السكري وضغط الدم وأمراض القلب والشرايين وارتفاع معدل الكوليستيرول في الدم إضافة إلى عدم ممارسة النشاط البدني. وعن مسألة العنف قال مدير الطب المدرسي والجامعي إن هذا الموضوع لم يكن يطرح سابقا بنفس الحدة التي يطرح بها اليوم وذكر أنه يجب توخي الحذر اللازم من استفحال الظاهرة خاصة وقد تبين بالكاشف أن عديد المراهقين والطلبة الذين يعانون من ضغوطات يفكرون في الانتحار.. وقال "لئن كان عددهم قليل مقارنة بما هو الحال في بلدان أوروبية مثل فرنسا فإن مجرد ظهور الرغبة في الانتحار لدى هذه الفئات يتطلب التفكير في المسألة بكل جدية للحد من أخطارها. وفي ما يتعلق بمعضلة التدخين بين أن تناول هذه المسألة بالدرس يقتضي البحث عن طرق جديدة وطريفة للحد من مفعول الاشهار الذي تقوم به شركات التبغ لترويج سلعها غير آبهة بالمخاطر التي تحدق بصحة مستهلكها على غرار سرطان الرئة والفم والمريء وأمراض القلب والجهاز التنفسي وغيرها إضافة إلى غلاء تكلفته الامر الذي يتسبب في إثقال كاهل الاسر بنفقات كبيرة.