اعتماد سيارات مجهّزة بكامل وسائل القيس وتعميم عمليات المراقبة في كل الجهات مع نهاية الثلاثية الأولى من هذه السنة تونس الصباح يمثل انبعاث الغازات من وسائل النقل أحد ابرز العوامل الملوثة للهواء والمحيط. وعلي الرغم من تطور التشريعات في تونس بخصوص المحافظة على نقاوة الهواء، فإن العاصمة والعديد من المدن الكبرى تعيش اختناقا على امتداد ساعات النهار بفعل ما تنفثه العربات المتجولة داخلها من دخان يبلغ حد رسم علامة داكنة تشاهد حتى بالعين المجردة. هذا الانبعاث المكثف للدخان والغازات بقي متواصلا منذ سنوات نتيجة تحرك عربات لا تتوفر فيها شروط السلامة. كما أن عمليات قيس نسبة الغازات المنبعثة من السيارات بقيت مرهونة بمجهود الامن، ولم تكن المراقبة الحاصلة بشأنها سوى موسمية. وهذا ما جعل الظاهرة تتكاثر، والحد منها محدود، ومناسباتي. وزارة النقل عبر هياكلها المختصة وضعت خطة جديدة لمراقبة اسطول العربات على الطرقات سوف ينطلق عما قريب بالعاصمة، ثم يعمم على كافة جهات البلاد وطرقاتها. ففي ما تتمثل هذه الخطة، ماذا عن طرق تنفيذها؟ وماذا تم من تراتيب لتطبيقها على كافة العربات المخالفة؟ اعتماد سيارات مجهزة بآلات قيس على الطرقات العامة لمراقبة الاسطول أفادت مصادر مطلعة من وزارة النقل، أنه بداية من الايام القريبة القادمة سيتم تطبيق خطة لمراقبة مستوى التلوث والانبعاثات الغازية التي تنفثها العربات المتجولة على طرقات العاصمة في الهواء. وهذه الخطة ستتم بالتعاون مع الامن المروري، وذلك بتوفير عربات مجهزة بوسائل قيس، تكون راسية على الطرقات وتقوم بدوريات مراقبة يومية في المجال، تتولى من خلالها رصد العربات الملوثة وإخضاعها لعملية قيس نسبة الانبعاثات الغازية منها. كما أفادت نفس المصادر أن دورية مراقبة انبعاث الغازات من العربات لن تتوقف على العاصمة، بل ستعمم على كافة جهات البلاد وذلك في فترة لا تتجاوز الثلاثية الاولى من السنة الجارية، حيث ستعتمد هذه الدوريات وعربات القيس بشكل مكثف. ماذا سيتم من إجراءات خلال هذه المراقبة؟ عملية قيس انبعاث الدخان من العربات تتم كما أشرنا إلى ذلك من خلال سيارات مجهزة بآلات قيس لانبعاث الغازات، تكون راسية في شكل دوريات على الطرقات. وتخضع لها كل العربات المشبوه في سلامتها بتعاون وتيسير لنشاطها من قبل الامن المروري. وبناء على عملية القيس التي تتم بسرعة لا تتجاوز 10 دقائق، وحسب مستوى التلوث الذي تفرزه عملية القيس للعربة يتم تحرير محضر في الغرض، وتوظف خطية مالية ضد صاحب العربة، وهذه الخطية تتفاوت بتفاوت قيمة التلوث والحالة التي عليها العربة. مهلة إصلاح للعربة تتراوح بين 3 و15 يوما ويشار من ناحية أخرى إلى أنه علاوة على تحرير المحضر والمخالفة التي تتم في الغرض، يمنح صاحب السيارة مهلة تكون إما بثلاثة أيام إذا كانت نسبة التلوث لا تتجاوز 25 في المائة تقريبا، و15 يوما اذا كانت هذه النسبة مرتفعة. وبعد عملية إصلاح العربة يتولى صاحبها عرضها على مركز فني للحصول على ما يثبت سلامتها، لعرضها من جديد على المراقبة، وفي صورة عدم تطبيقه لهذه الاجراءات يتم حجز العربة، ومنعها من التجول على الطرقات.