المتضرر في قضية الحال تاجر أقمشة يقوم بخياطتها ويتولى بيعها اصيب ابنه بحالة اكتئاب وأصبح يعاني من عقد وتوترات نفسية جعلته يفضل الانطواء والعزلة، وحاول والده بشتى السبل اخراجه من تلك الحالة لكنه لم يفلح وشعر بالعجز عن انقاذ ابنه فطرح مشكلته على صديق له وطلب منه نصحه وارشاده لعلاج ابنه فأشار عليه صديقه بالاتصال بالمتهم باعتباره مختصا في ميدان علاج مثل هذه الامراض، وذلك ما تم فعلا والتقى الطرفان وطرح الشاكي مشكلته على المتهم آملا في وضع حد لمعاناة ابنه فوعده المتهم بمداواة ابنه عن طريق استعمال السحر وطلب منه تمكينه من الاموال لشراء مستلزمات العلاج المتمثلة في البخور والاعشاب التي ستساهم في علاج الداء، فصدق المتضرر أقواله ومكنه من المال على دفعات متعددة ليصل المبلغ الذي حصل عليه المتهم الى 83 ألف دينار حصل عليها دون أن يفلح في مداواة ابن الشاكي وامام محاصرته له تبخر المتهم واختفى عن الانظار. شعوذة أو اغراض وقد احضر المتهم وهو كهل موقوفا امام انظار الدائرة الجناحية الصيفية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية لمقاضاته من أجل تهمة التحيل، وباستنطاقه من قبل قاضية الجلسة نفى التهمة المنسوبة اليه. وبافساح المجال للسان الدفاع رافع محاميان في حق المتهم وأفاد المحامي الاول وجود علاقة تجمع موكله بالشاكي تعود الى سنوات خلت وأضاف أن موكله مدين للمتضرر بمبلغ 20 ألف دينار مضمنة في صكوك لذلك فان الشاكي حسب رأيه اختلق رواية قضية الحال للكيد لموكله لكي لا يسدد له الدين المنوط بعهدته. وأوضح الدفاع ان كيد الشاكي لموكله كان بمساعدة صهره الذي تجمعه به عداوة منذ سنوات واستشهد بشاهدين أكدا أن الشاكي اتصل بموكله وطلب منه اقراضه مبلغ 20 ألف دينار لشراء أقمشة بصفته تاجر وقدح الدفاع في شهادة الشهود الذين يدعمون المتضرر وركز على أن منوبه ميسور الحال وليس بحاجة للقيام بهذه العملية أو التخطيط لها واستغرب الدفاع امكانية أن يصدق الشاكي بأن موكله سيعالج ابنه ويمكنه من 83 ألف دينار كاملة ليتولى مداواته ولا يتفطن لوجود تحيل طوال المدة التي عرف فيها منوبه، وفي هذا الاطار أفاد بأن الشاكي مجرد خياط بسيط ليس له كل هذه الاموال لدفعها لمنوبه ليخلص الى القول بأن التهمة كيدية الغاية منها توريط موكله وتبعا لذلك طلب البراءة في حقه واحتياطيا التخفيف عنه. ورافعت محامية ثانية أكدت أن التهمة مجردة امام تمسك منوبها بالانكار ولاحظت أن الشاكي ليس له الامكانيات المادية الكافية ليمكن موكلها من المبلغ المالي الهام الذي ذكره ولاحظت أن ابن المتضرر سليم ولا يعاني من اكتئاب أو توتر كما ادعى بذلك والده وطلبت البراءة لموكلها واحتياطيا التخفيف عنه مراعاة لتقدمه في السن. وارتأت الهيئة تأجيل التصريح بالحكم الى موعد قادم.