في مثل هذا اليوم (8 فيفري) من سنة 1958 فوجئت بلدة ساقية سيدي يوسف الحدودية مع الشقيقة الجزائر بغارات جوية قامت بها طائرات جيش الاستعمار الفرنسي المتواجد في البلاد الجزائرية وقد صادف ذلك اليوم انتصاب السوق الأسبوعية التي يقبل عليها التونسيونوالجزائريون لقضاء شؤونهم المعيشية في هذه البلدة وبلغ العدد الجملي للطائرات المغيرة 25 طائرة ظلت تمطر بقنابلها كل الأهداف المتاحة لمدة ساعة كاملة... ومن جملة هذه الأهداف مركز الجمارك ومبنى المعتمدية ومركز الحرس الوطني ومكتب البريد والمدرسة الابتدائية وبطحاء السوق وادارة الغابات وادارة المنجم والمساكن والدكاكين اضافة الى شاحنات الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي التي تواجدت يومها بساقية سيدي يوسف لتوزيع المساعدات من المؤن على اللاجئين الجزائريين القاطنين بالتراب التونسي... وكانت الذريعة وراء هذا الاعتداء الغاشم هي تعقب الثوار الجزائريين الذين كانوا يتخذون من الأراضي التونسية منطلقا لهم للدفاع عن بلدهم ومنها يحصلون على الدعم المادي والمعنوي من قبل الأهالي بالخصوص الذين يفتحون لهم الأحضان لمعالجة الجرحى وأخذ قسطا من الراحة قبل معاودة الكرة في مقاومة المحتل. وبخصوص الخسائر البشرية التي نجمت عن هذا الاعتداء فانها بلغت 79 قتيلا منهم 20 طفلا و11 امرأة وعون جمارك... وقد وصف هذا الاعتداء بأنه أبشع ما عرفته تونس في كفاحها الطويل من أجل استرجاع السيادة والاستقلال... وهي اذ ذاك حديثة العهد بهذا الاستقلال ولم تزدها المحنة الا تحد وثبات على المبدأ ايمانا بالمصير المشترك بين دول المغرب العربي. ساقية سيدي يوسف اليوم بحكم موقعها الحدودي وتاريخها النضالي المشرق حظيت مدينة ساقية سيدي يوسف بنظرة تنموية خاصة جعلتها تحظى بكل مقومات النهوض والتطور وباعتبارها تصنف ضمن مناطق التنمية الجهوية ذات الاولوية فهي تتمتع بأقصى الامتيازات والتشجيعات في مجال الاستثمار ومنها منحة استثمار بنسبة 25% وتصل الى 30بالمائة للباعثين الجدد وتكفل الدولة بمساهمة الاعراف في النظام القانوني للضمان الاجتماعي لمدة 5 سنوات... وتكفل الدولة بمصاريف البنية الأساسية في جميع الحالات... ونتيجة لذلك بدأت تشهد انجاز جملة من المشاريع الصناعية الصغرى في مختلف المجالات.. وفي تاريخ قريب جدا (10 ماي 2008) تمتعت هذه المعتمدية ضمن الاجراءات الرئاسية لدعم مسيرة التنمية بولاية الكاف ببعض المشاريع منها انجاز مشروع للتنمية الريفية المندمجة بقيمة 5 ملايين دينار وانجاز الدراسة الفنية المتعلقة بمشروع التنمية الفلاحية المندمجة بالشريط الحدودي ووضع خطة لمقاومة الانجراف ومكافحة ظاهرة الانزلاقات انطلاقا من السنة الحالية وانجاز برنامج خصوصي لدعم قطاع تربية الماشية وآخر لدعم قطاع الأشجار المثمرة والزياتين على مساحة 400 هكتار اضافة الى تخصيص حصة اضافية في اطار تدخلات الصندوق الوطني للتشغيل والترفيع بنسبة 50% في الاعتمادات المخصصة للبرنامج العادي للحضائر الجهوية وتوفير اعتماد اضافي في اطار الحضائر الوطنية للغابات بما يساوي حوالي 27 ألف يوم عمل. برنامج احتفالات إحياء الذكرى لأول مرة يعطى لحدث إحياء ذكرى حوادث ساقية سيدي يوسف على مستوى ولاية الكاف بعدا وطنيا بالاعلان عن مسابقة وطنية في الرسم موضوعها (الساقية في عيون الطفولة) تشارك فيها جميع المؤسسات الثقافية والشبابية والتربوية الوطنية (انطلقت يوم 2 جانفي واختتمت يوم 30 منه) وعلى مستوى الجهة عقد ملتقى رجال الأعمال التونسيينوالجزائريين واجتماع مجلس الغرفة المشتركة الحدودية للبلدين وتنظيم أمسية طلابية تظمنت تدشين معرض وثائقي وعرض شريط وثائقي وسهرة (الفداوي في عرض الحجاي) وانتظمت الحلقة الثالثة من منتدى الفكر السياسي حول الازمة المالية وانعكاساتها الاقتصادية على الفضاء المغاربي وتنظيم معرض وثائقي حول اصداء الحادثة في الصحافة العالمية اضافة الى الدورة المغاربية 29 للعدو الريفي المدرسي والحفل الفني المشترك الكبير ويختتم البرنامج اليوم 8 فيفري بالاجتماع العام بدار الثقافة بساقية سيدي يوسف.