يبدو أن التجارة الموازية تجاوزت مجالات بيع الآلات الكهرومنزلية والسلع اليديوية والملابس والألعاب النارية وطالت الأكلات الخفيفة السريعة.. فلم يعد الحديث يقتصر على المحلات المختصة في بيع الأكلة السريعة والمطاعم وشروط إيفائها لقواعد الصحة بل وصل الأمر هذه المرة الى الحديث عن باعة متجولين للأكلة الخفيفة الذين اختاروا أرصفة الطريق مكانا لهم ضاربين عرض الحائط بشروط حفظ الصحة.. بل همهم الوحيد جمع المال. زادهم وزوادهم من هؤلاء الباعة من استنجد بعربة يدفعها أمامه تسهل له عملية التنقل من شارع الى آخر ومنهم من جعل رصيف الطريق بساطا فسيحا لزاده وزواده.. حيث يستغلون اما زوايا المحلات او يقبعون أمام المحلات المغلقة فيجعلون بضاعتهم أمامهم وعتبة المحل أريكة مريحة يجلسون عليها. يقبعون هناك ينتظرون الزبائن دون أن يتغنوا بأكلاتهم فيعمدون الى لف خبز الطابونة في طرود كرتونية ملفوفة في أغلفة بلاستيكية حتى تحافظ على «سخونتها» والى وضع البيض المسلوق («المسموط») في أوان حديدية وقارورة زيت الزيتون وعلبة هريسة فتحت غطاءها تستقبل الحشرات والميكروبات والأغبرة وغيرها.. وقد تسلح هؤلاء الباعة بسكين يشقون به خبز الطابونة الى نصفين ووعاء صغير الحجم وضع خصيصا للملح. والتوابل. مشهد بيع ظلّ هؤلاء الباعة على ابتساماتهم العريضة للزبون.. يلبون طلباته بسرعة قصوى حيث يرفعون الغطاء عن الخبز وسرعان ما يسحبون واحدة ويعيدون الغطاء على الكمية الباقية حتى يذهب الى ظن الزبون أن الخبر «فرشك» وساخن ومحمي من كل الأوساخ.. ويسرعون الى اعداد «السندويتش» على مقاس طلبات الحريف يتبعه ببيضة يتم تقشيرها بخفة فتسلم الى الزبون بعد ان يتم رشها ببعض التوابل والملح. حرفاء همّهم سدّ البطون يعمد بعض حرفاء هؤلاء الباعة الى شراء مثل هذه الأكلة وهمهم الوحيد هو سدّ البطون غير آبهين بصحة أجسادهم ولا بالقيمة الغذائية لهذه الوجبة السريعة التي تفتقد الى الحريرات والتي قد تسبب في أمراض لم ينزل الله بها من سلطان. ويميل الى هؤلاء الباعة خاصة الحرفاء الباحثين عن سد رمقهم بأكلة حارة زهيدة الثمن علما وان هذا السندويتش لايتعدى سعره 500 مليم. غياب المراقبة الصحية على كون ان الباعة ارتفع عددهم وامتلأت بهم الشوارع وأدركهم القاصي والداني الا أعوان المراقبة الصحية غضوا البصر عن هذه الأكلات السامة التي روى لنا مواطن تناول ذات مرة منها كيف قاسى الويلات ولم يغمض له جفنا في ظل الأوجاع والألام التي انتباته طوال ال 24 ساعة.. فماذا تنتظر المراقبة حتى تتحرك؟! أم أن التحرك ومنع هؤلاء الباعة لا يكون إلا لا قدر الله عند تسجيل حالة وفاة؟! الحبيب العرفاوي للتعليق على هذا الموضوع: