''غرفة المخابز: '' المخابز مهددة بالإفلاس و صارت عاجزة عن الإيفاء بإلتزاماتها    الكاف: إيقاف معتمد الدهماني ورئيس فرع بنك    وادي مليز: حريق يأتي على 3 هكتارات من حقول القمح    الجيش المصري يدفع بتعزيزات جديدة نحو الحدود مع قطاع غزة    ليبيا: إختفاء نائب بالبرلمان.. والسلطات تحقّق    عاجل/ القسّام: أجهزنا على 15 جنديا تحصّنوا في منزل برفح    القنوات الناقلة لمباراة الترجي التونسي والأهلي المصري    بطولة الجزائر- الجولة ال26: مولودية الجزائر تتوّج باللّقب الثامن    نهائي دوري ابطال إفريقيا: التشكيلة المتوقعة للترجي والنادي الاهلي    قفصة: 241 حاجا وحاجة ينطلقون من مطار قفصة القصر الدولي يوم 28 ماي    مدنين: القبض على شخص استولى على 40 ألف دينار من أجنبي    والدان يرميان أبنائهما في الشارع!!    بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الإعاقة: التونسية سمية بوسعيد تحرز برونزية سباق 1500م    طقس اليوم: أمطار و الحرارة تصل إلى 41 درجة    ضمّت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرا في السينما العربية في 2023    قانون الشيك دون رصيد: رئيس الدولة يتّخذ قرارا هاما    إنقاذ طفل من والدته بعد ان كانت تعتزم تخديره لاستخراج أعضاءه وبيعها!!    جرجيس: العثور على سلاح "كلاشنيكوف" وذخيرة بغابة زياتين    5 أعشاب تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتجنّب تجلّط الدم    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده من أجل مخالفة التراتيب الصحية    كاس تونس لكرة القدم - نتائج الدفعة الاولى لمباريات الدور ثمن النهائي    مدرب الاهلي المصري: الترجي تطور كثيرا وننتظر مباراة مثيرة في ظل تقارب مستوى الفريقين    قابس: تراجع عدد الأضاحي خلال هذه السنة مقارنة بالسنة الفارطة (المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)    إرتفاع قيمة صادرات المواد الفلاحية البيولوجية ب 24،5 بالمائة    بن عروس: اندلاع حريق بمستودع قديم وغير مستغل    وزير التشغيل والتكوين المهني يؤكد أن الشركات الأهلية تجربة رائدة وأنموذج لاقتصاد جديد في تونس    تفكيك شبكة لترويج الأقراص المخدرة وحجز 900 قرص مخدر    القيروان :الاحتفاظ ب 8 اشخاص من دول افريقيا جنوب الصحراء دون وثائق ثبوتية يعملون بشركة فلاحية    رئيسة مكتب مجلس أوروبا بتونس تقدّم خلال لقاء مع بودربالة مقترح تعاون مع البرلمان في مجال مكافحة الفساد    الكاف: انطلاق فعاليات الدورة 34 لمهرجان ميو السنوي    مدير معهد الإحصاء: كلفة انجاز التّعداد العامّ للسّكان والسّكنى لسنة 2024 تناهز 89 مليون دينار    وزير الصحة يؤكد على ضرورة تشجيع اللجوء الى الادوية الجنيسة لتمكين المرضى من النفاذ الى الادوية المبتكرة    نحو 20 بالمائة من المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم يمكنهم العلاج دون الحاجة الى أدوية    رسميا.. سلوت يعلن توليه تدريب ليفربول خلفا لكلوب    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    أولا وأخيرا ..«سقف وقاعة»    القدرة الشرائية للمواكن محور لقاء وزير الداخلية برئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    دقاش: افتتاح فعاليات مهرجان تريتونيس الدولي الدورة 6    وزير الفلاحة: المحتكرون وراء غلاء أسعار أضاحي العيد    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    تقريرنقابة الصحفيين: ارتفاع وتيرة الاعتداءات على الصّحفيين في شهر أفريل    570 مليون دينار لدعم الميزانيّة..البنوك تعوّض الخروج على السوق الماليّة للاقتراض    حادث مرور قاتل ببنزرت..وهذه حصيلة الضحايا..    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    النائب طارق مهدي يكشف: الأفارقة جنوب الصحراء احتلوا الشريط الساحلي بين العامرة وجبنيانة    روعة التليلي تحصد الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    فرنسا: الشرطة تقتل مسلحا حاول إضرام النار بكنيس يهودي    بطاقة إيداع بالسجن في حق مسؤولة بجمعية تُعنى بمهاجري دول جنوب الصحراء    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تباين في الآراء بين الولي والمربي ... واتفاق على وجوب وجود محطة بديلة للتقييم
قرار إلغاء «الكتريام»:
نشر في الصباح يوم 14 - 02 - 2009


مربون: تحفظات... واقتراحات
أولياء: لا جدوى من التقييمات المبكرة...
مدير عام التعليم الابتدائي: هذه خلفيات القرار... وأبعاده
تونس الصباح: فاجأ قرار الاعلان عن التخلي عن امتحان «الكتريام» الجميع.. اولياء ومربين واسرة تربوية باكملها..
ذلك ان مبادرة وزير التربية والتكوين بالافصاح عن هذا الموقف تم في اطار ندوة صحفية انعقد الثلاثاء الماضي ولم يكن اي من الاطراف يتوقع هكذا قرارا سيما وان المنشور الضابط لشروط وظروف انجاز هذا الامتحان صدرت ووزعت على مختلف المدارس لاحكام الاستعداد لهذا «الحدث» الذي يتواصل العمل به هذه السنة في انتظار ان يلغى من روزنامة الامتحانات «الوطنية» بدءا مع العام الدراسي القادم..
وقع المفاجأة اختلف في واقع الامر من طرف لاخر.. فلئن نزل القرار بردا وسلاما على الاولياء الذين طالما عارضوا اقراره بموعد الاعلان عنه منذ اكثر من سنتين وحتى انه وتحت ضغطهم ادرجت على التراتيب المنظمة له عديد التعديلات حتى لا نقول التنازلات مما افرغ المناظرة من محتواها ومن ابعادها واهدافها مع التحفظ طبعا على الفئة العمرية المستهدفة به.
في المقابل لم نسجل تحمسا بارزا لدى جانب من رجال التربية لاعلان الالغاء باعتبار الحاجة في مرحلة التعليم الاساسي الاولى الى محطة تقييمية جادة بعد الغاء «السيزيام» كشرط اساسي للارتقاء الى المرحلة الاعدادية.. فيما اعرب جانب اخر عن ارتياحه للمبادرة مع اقتراح بعض الحلول البديلة للتقييم.
اذن قرار الالغاء كما الاقرار جاء مباغتا ومفاجئ لم يتحسب له احد خارج اروقة ومكاتب الوزارة ومن يدري فقد يكون الأمر كذلك في الداخل وهو ما يدع الى التساؤل عما اذا كانت قرارات بمثل هذه الاهمية والحسم تطهى بمعزل عن اهل الذكر والاختصاص من الاسرة التربوية الموسعة ويحمل على التساؤل كذلك عن دور المجلس الاستشاري للتربية هذه الآلية التي اقرت منذ سنوات ولم نسمع عن تفعيلها ونشاطها شيئا يذكر خصوصا وان مثل هذا المجلس يفترض ان يجمع خيرة الاطراف التربوية والبيداغوجية الناشطة والمتقاعدة استئناسا بخبرتها وتجربتها وكفاءتها وكان يتعين قبل اضافة هذا الامتحان الى قائمة الامتحانات الوطنية الاخرى التروي والتحري والاصغاء الى آراء المتدخلين في العملية التربوية قبل التسرع في القرار ليكون مآله الطمس والالغاء بعد مدة من العمل له..
على كل «الصباح» فتحت ملف الامتحان التقييمي الجهوي للرابعة اساسي بعد 24 ساعة من اقرار العدول عنه ورصدت انطباعات وردود كل من الولي والمربي والمتفقد والمسؤول عن مرحلة التعليم الابتدائي بوزارة الاشراف وخرجت بهذه المواقف.

مربون: تحفظات... واقتراحات
قبل استعراض حصيلة ما رصدناه من آراء وردود فعل آنية حول اجراء الالغاء يجدر التذكير بان قرار وزير التربية والتكوين بالعدول عن امتحان الكتريام انبنى على جملة من العناصر والتقييمات ومنها الفترة المبكرة من عمر التلميذ التي يجرى فيها الاختبار لتقييم مردوده ومكتسباته وهي فترة لا تسمح حسب رأي الوزير باكساب التقييم الموضوعية اللازمة لتحديد نجاعته وجدواه لا سيما في ظل المؤشرات المتشابهة والمتقاربة التي تم تسجيلها في استقراء نتائج مقارنة بنظام الامتحان العادي قبل اقرار المناظرة وهو ما استوجب التخلي عنه بداية من العام القادم.
تحفظات ولكن..
هذا الاجراء طرحناه على عدد من رجال التعليم من معلمين مباشرين ومتقاعدين ومديري مدارس واطار تفقد ولم يخف الكثير منهم اندهاشهم لقرار الالغاء للطابع المباغت في الاعلان عنه حتى ان احد المدرسين لم يصدق ذلك للوهلة الاولى ووصفه بالاشاعة وبعد ان أكدنا له الامر اعرب عن تحفظه على القرار لاعتقاده ان التلنيذ تعود عليه وكذلك الولي والمربي ودخل وتيرة الحياة الدراسية ثم اضاف مستدركا «ان كان لا بد من التخلي عن «الكتريام» فالمطلوب ايجاد محطة تقييمية بديلة شرط ان تكون جدية تعزز رصيد الثقة في مناهج التقييم اذ لا يعقل ان يصل التلميذ الى الباكالوريا دون محطة تقييم جادة ولها من المصداقية ما يسمح بالوقوف على المستوى الحقيقي للتلميذ وللعملية التعليمية برمتها..»
في ذات السياق تحدث السيد أحمد مدير مدرسة مبديا في البداية استغرابه للقرار الذي لم يسمع به الا من خلالنا ولم يكن من المتحمسين له ذات الاسباب التي سبق ذكرها مضيفا قوله ان العائلة اصبحت اكثر وعيا ومتابعة لطفلها منذ السنة الاولى من دراسته ولم تعد مستقيلة عن دورها في الاحاطة به وهذه نقطة ايجابية تحسب لها وللتلميذ جراء اقرار مناظرة «الكتريام» التي تدرب التلميذ على اجواء الامتحان واصبح بمقتضاها الولي والتلميذ يوليان اهمية خاصة لمواد اساسية معينة وقد كان محدثنا من مؤيدي اقرار هذه المناظرة رغم تحفظه على طريقة تنفيذها والتسرع في اعتمادها باعتبارها تهدف الى تقييم مكتسبات التلميذ في السنة الرابعة اساسي في حدها الادنى ولم تكن تهدف الى تقييم مدى نبوغه وتميزه وهو ما يجعل مواضيعها في متناول التلميذ المتوسط او ما دونه مشيرا الى ان وجودها قد يكون بعد التقدم في اعتماد التجربة افضل من الغائها ما لم تتوفر محطة تقييمية بديلة.
وتشاطره الرأي السيدة منيرة المرعي التي تعتبر التقييم مرحلة اساسية ومحطة يتعين التوقف عندها في الابتدائي لتدارك نقائص المردود التربوي للتلميذ ودعم مكتسباته.
محطة يتيمة
وشدد من جهته السيد نور الدين مدير مدرسة على أهمية المحطة ان لم تكن محطات تقييمية في المرحلة الابتدائية باعتبارها المقياس الموضوعي لتقييم مكتسبات التلميذ وقيس مدى نجاعة المناهج والبرامج التربوية معتبرا ان هذه المناظرة وفي غياب «السيزيام» تبقى المحطة الوحيدة المتاحة لرصد وتقييم مستوى التلميذ كما انها شكلت حافزا للأولياء لمزيد العناية باطفالهم ومراقبة دراستهم والاهتمام بمشوارهم الدراسي منذ الصغر.. مطالبا بضرورة وجود محطة تقييمية ثابتة وقارة قبل سن الثانية عشر قائلا «كمرب وبحكم التجربة الطويلة التي قضيتها في التدريس والاشراف افضل ان تكون هذه المحطة في الرابعة او السادسة على ان تكون وطنية ومواضيعها موحدة لكافة التلاميذ وان يقع احتساب معدلها في الارتقاء او الرسوب دون اللجوء الى احتساب المعدل السنوي ليكون التقييم اكثر مصداقية ودقة وموضوعية.
على الطرف الآخر عبرت السيدة هالة معلمة عن ارتياحها لقرار الالغاء الذي لم تكن متحمسة له منذ البداية على غرار العديد من زملائها كما تقول لما فيه من حكم جزافي على التلاميذ في سن مبكرة جدا ولما يخلفه لدى الأولياء من سباق وتسابق نحو الدروس الخصوصية لان غايتهم اصبحت النتائج والتميز دون ادنى اعتبارات اخرى.
ويوافقها الرأي السيد حسن نصر معلم الذي وصف قرار المناظرة بالمتسرع والمرتجل عند اقراره وكان لا بد من الغائه وهي نتيجة طبيعية لكنه أكد اهمية ايجاد محطة تقييمية مقترحا ان يتم التفكير بجدية في اعادة العمل ب«السيزيام» كامتحان وطني ملزم للجميع شريطة احكام الاعداد والتحضير الجيد لهذه المحطة وطرح الموضوع في مستوى مجلس استشاري موسع يضم الاسرة التربوية ليكون الاصلاح مبنيا على اسس متينة وصلبة بعيدا عن القرارات الترقيعية المرتجلة.
تساؤلات مشروعة
من جهته وصف السيد الشريف بن حسين معلم متقاعد مناظرة الرابعة ابتدائي بالقرار المرتجل وقد تم الاعلان عنه دون تشريك او استشارة المعلمين والمتفقدين مما خلق بلبلة في صفوف الادارات الجهوية واسرة التعليم عامة بمجرد اقراره خلال الموسم الدراسي 2006/2007. ووصف ظروف اجراء المناظزة ب«المهزلة» عند التطبيق باعتبار ان عملية المراقبة تتم من طرف المعلم الاصلي للتلميذ او مدير المدرسة واحيانا يتم تلقين بعض الاجابات لبلوغ نسبة 100% من النجاح استغفالا للولي وللوزارة وان كانت هذه الاخيرة تتحمل المسؤولية بدرجة كبيرة لانها لم تحط ظروف المناظرة بالجدية اللازمة لانجاحها فاتحة المجال لبروز الكتب الموازية الخاصة بالمناظرة تحت عناوين رنانة.
لتبقى النقطة الايجابية مرتبطة بعملية الاصلاح التي تتم في كنف الشفافية خارج المدارس الاصلية للامتحان وان كان المعلم المصلح لا يتقاضى مقابلا في غياب الاعتمادات المخصصة للاصلاح وهو ما دفع ببعض الادارات الجهوية للتعليم الى الاجتهاد في تدبر بعض الاموال من مديري المدارس لهذه العملية.
وتساءل السيد بن حسين في استنكار عن الاطراف التي شركتها وزارة التربية بالرأي عند الاعلان عن المناظرة والتراجع عنها؟ وعن مبررات التغاضي عن احكام الاعداد المادي قبل اقرارها من حيث توفير الاوراق والمطبوعات والحبر وتسهيل التنقلات) مع اقرار العمل بمجانية الاصلاح؟! مقترحا ضرورة اعادة مناظرة السادسة لوقف نزيف تدني المستوى التعليمي باعتبار ان هذه المحطة كانت حافزا للجميع للعمل والتفاتي والجدية.. وطالب بضرورة الشروع في تدريس الفرنسية من السنة الثانية عوضا عن الثالثة بحكم الفجوة التعليمية العميقة بين برنامج الثالثة والرابعة.
وختم تدخله باقتراح اسناد جائزة سنوية معتبرة للمعلم المتفاني في عمله واخلاقه.
جدوى الامتحان محل تساؤل
ويرى السيد عبد السلام بوزيد متفقد تعليم ابتدائي ان تقييم مكتسبات التلميذ في مرحلة ما من مساره التعليمي الابتدائي يمكن ان تتم عبر عينة محددة تمثل مختلف مستويات التلاميذ ولا تقتضي بالضرورة اخضاع الجميع لامتحان تقييمي معمم خاصة في هذه المرحلة وبالشكل او المنحى الذي اتخذته المناظرة وهو ما جعل جدواها محل تساؤلات صلب الاسرة التربوية الموسعة وتم بالتالي التخلي عنها دون ان يعني ذلك بالضرورة التخلي الكلي عن محطات التقييم التي تعد اساسية في مستويات محددة من مراحل التعليم قبل بلوغ الباكالوريا.
أولياء: لا جدوى من التقييمات المبكرة...
من جهة الأولياء كان الانطباع وتوافق الآراء شبه حاصل والامر من مأتاه لا يستغرب باعتبارهم اول من عارض المناظرة ثم قبولها على مضض بعد التنازلات التي اقرتها الوزارة تحت ضغط موقفهم السيدة نائلة موظفة وصفت المناظرة ومبرراتها بغير المقنعة منذ البداية لانها لا يمكن ان تفضي الى تقييم موضوعي لمكتسبات التلميذ في سن التاسعة او العاشرة وهو الرأي الذي اورده السيد بن محمود اطار بنكي الذي يرفض فكرة حمل الطفل على مواجهة غول الامتحان في مثل هذه السن المبكرة رغم انه ليس له طفل في سن الدراسة ولم يتزوج.
أما السيد عادل فيرى ان التقييمات المبكرة تفرز ظاهرة سلبية لدى الولي والتلميذ وحتى المعلم وهي اللهث وراء النتائج والانشغال بالاعداد وان كان ذلك على حساب المستوى الحقيقي والدليل على ذلك الجري وراء الدروس الخصوصية وتشاطره هذا الرأي احدى الامهات ممرضة التي اثلج صدرها قرار وزير التربية وازاج عنها كابوسا ثقيلا سيما وانه كان يفترض ان تجتاز ابنتها هذه المناظرة السنة القادمة وبهذا التخلي يكون قد ازيحت غمة عن قلبها على حد تعبيرها.
ورغم اعتقادها ان تأخير التقييم الى السيزيام مقترحا غير شعبوي فقد تمسكت به احدى المستجوبات معتبرة اعادة العمل بهذه المناظرة التي فقدت كل مقوماتها واهدافها بجعلها اختيارية الحل الانسب المتاح لتقييم المردود الحقيقي للتلميذ داعية الى العمل على التحضير النفسي والذهني الجيد للتلميذ كما الولي وتشريكهم بالرأي والمقترح حول هذا الشأن من خلال فتح ابواب الحوار الصريح والتلقائي وفسح المجال بكل حرية للاصغاء لمختلف الآراء مهما تباينت واختلفت حتى تكون مصلحة التلميذ الفضلى الفيصل في هذه المسألة وشجبت آمال زعيم ربة بيت القرارات المتسرعة التي دأبت على اتخاذها وزارة التربية باقرارها مناظرة «الكتريام» و«السيزيام» بشكلها الاختياري والتخلي عن «النوفيام» كمحطة اساسية ومفصلية للارتقاء الى المعاهد الثانوية.. مشددة على ضرورة التريث والاستشارة الموسعة لاهل الذكر بما في ذلك الاولياء عند اقرار اصلاحات تتعلق بمصير ابنائهم وليس اهم من الامتحان بالنسبة للعائلة التونسية.
من جهتها لوحت خالتي وردة عاملة منزلية بمرارة ان «القراية بالمناظرة او بدونها لم تجد نفعا مع ابنيها» مبررة ذلك بان «الدراسة صعبت ومخ صغارها موش في القراية».
على نقيض هذه الآراء ارتأت احدى السيدات التي يجتاز طفلها المناظرة هذه السنة ان مثل هذه المحطة تعود الطفل منذ سنته الاولى على المثابرة والبحث عن تعزيز مكتسباته وعلى الحصول على احسن النتائج وجعل التميز هدفا منشودا في مختلف المستويات.. وهي في نظرها حافزا مهما للتفوق بالنسبة للتلميذ وآلية لتقييم المستوى الحقيقي له بالنسبة الى الولي وهو ما جعلها تحرص على مرافقة طفلها في دراسته واعداده الجيد خاصة نفسيا لهذا الامتحان وقد ارتاح بالها عندما علمت ان قرار الالغاء يدخل حير التنفيذ العام القادم.
على ذكر ارتياح هذه المستجوبة نشير الى ان اثناء محاولة اجراء التحقيق بأحد المدارس الابتدائية وطلبنا مقابلة بعض تلاميذ السنة الرابعة نصحنا مديرها بعدم الحديث الان معهم في هذا الموضوع لعدم المامهم بالقرار وخشية ان يؤثر ذلك على تركيزهم ويدخل البلبلة في نفوسهم خصوصا وانه سيشرع في اعتماده بداية من العام القادم ولا ينسحب بالتالي على دورة 2009.
لهذا حولنا وجهتنا الى الأولياء ولم نعثر لسوء الحظ عند اجراء الاستجواب الميداني على عينات يتابع ابناءها تعليمهم بهذه السنة باستثناء السيدة التي ايدت المناظرة.
مدير عام التعليم الابتدائي: هذه خلفيات القرار... وأبعاده
حول أبعاد قرار الغاء مناظرة «الكتريام» والتصورات البديلة المقترحة لاضفاء ثقة ونجاعة اكبر على عملية التقييم طرحنا الموضوع على مدير عام التعليم الابتدائي بوزارة التربية والتكوين السيد صادق دحيدح الذي صرح بان قرار الالغاء جاء نتيجة تشخيص بعض العوامل والحقائق ومنها ان اجراء الامتحان يتم في مرحلة مبكرة من المسار الدراسي للتلميذ وهو ما قد يفقده بعض الموضوعية والدقة في ضبط نتائج عملية التقييم والتي لم تبرز خلال السنوات الاولى لهذه التجربة اختلافا او تباينا جليا في مؤشرات النجاح كما الرسوب وتقاربت النتائج في هذا الشأن بنظام الامتحان القديم او باقرار العمل «المناظرة» خصوصا بعد التسامح او التنازلات التي سجلت في مستوى صياغة وتحديد شروط النجاح والاسعاف وهو ما افقد الامتحان موضوعيته ونجاعته المنشودة. كما ان الاعتماد على آلية الامتحان الاقليمي او الجهوي وبالتالي اقتراح مواضيع غير موحدة ومتفاوتة من حيث المضامين وقدرات التلاميذ لا يمكن ان يكون مقياسا دقيقا في الحكم على مردود عشرات آلاف التلاميذ المتقدمين لهذه المناظرة فيما تظل مقاييس الاصلاح واحدة هذا دون اعتبار اختلاف ظروف اجرائها. لذا يرى البيداغوجيون حسب محدثنا ان الامتحان الوطني اكثر تقنية ومصداقية عند التقييم والوقوف على نجاعة العملية التربوية ومردوديتها لشمولية العينات الممتحنة واختبارها في ذات المواد والمواضيع وحسب ذات المعايير والمقاييس عند التقييم. ولان الجميع يتفق على ضرورة وجود محطة للتقيم فان مناظرة «السيزيام» تشكل حاليا الآلية الأكثر ملاءمة وانسجاما مع هذا التوجه على ان يقع استقطاب وتحفيز اكبر عدد من التلاميذ المعنيين بها للتقدم لاجتيازها بما يوفر مقومات التقييم العلمي والموضوعي مع التحضير الذهني والبيداغوجي الجيد للتلاميذ لاجتياز هذه المناظرة وايلائها الجدية اللازمة رغم طابعها الاختياري لان الامتحان فن وعلم ولا بد من توفر كافة الشروط والضوابط المقرة له ضمانا لجدواه ونجاعته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.