تونس الصباح: يكتسي برنامج اعداد الشباب للحياة الزوجية الذي اعلنت وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين عن الشروع في اعداده مند فترة، اهمية بالنظر الى انه الاول من نوعه الذي يهم موضوع التأهيل للزواج اضافة الى دوره المنتظر في الحد من حالات الطلاق في بلادنا المتفاقمة من سنة الى أخرى. وتشير مصادر الوزارة في هذا السياق الى الانكباب حاليا على اعداد «دليل الشباب للحياة الزوجية» كمرحلة اولى من البرنامج. وان لا تتوفر احصائيات رسمية وفقا لما اكدته لنا مصالح وزارة العدل ترصد بشكل دقيق متى يحصل الانفصال والطلاق بين الازواج اي بعد كم من سنة زواج، لكن الكثير من المهتمين والمتابعين لقضايا الطلاق من رجال قانون ومرشدين اجتماعيين.. يؤكدون ان نسبة كبيرة من حالات الطلاق المسجلة في بلادنا تكون خلال السنوات الاولى من الزواج. ويرجع الاخصائيون الاجتماعيون والنفسيون ذلك الى مدى استعداد وتأهيل الشباب للحياة الزوجية التي لم يكن من الاولويات لا في اهتمامات الاسر ولا ايضا في برامج الهياكل المعنية بالأسرة التونسية. دليل الحياة الزوجية يتم اعداد دليل الشباب للحياة الزوجية انطلاقا من استغلال ما تم جمعه من معطيات تعكس اراء الشباب وافكارهم وتصوراتهم حول الحياة الزوجية والعلاقة بين الزوجين وتوزيع الادوار داخل الاسرة واسباب تأخر سن الزواج في اطار دراسة باشراف مختصين في علم الاجتماع والاتصال. وسيتضمن الدليل ارشادات للشباب حول مواضيع جاءت في تساؤلاتهم ضمن فضاءات الحوار، في شكل نصائح لمساعدة الشباب على الاقبال على الزواج باكثر ثقة من خلال ارشاده حول المواقف والسلوكيات التي توفر اكثر حظوظ النجاح للزواج كاختيار القرين وعوامل الصحة الانجابية السليمة والتصرف الرشيد في اعداد بيت الزوجية والاحتفالات بالزواج والتقاسم العادل للادوار داخل الاسرة.. ودور الحوار بين افرادها في ضمان الاستقرار الاسري لا سيما وان مشاكل الاسرة اليوم تتمثل في جزء كبير منها في العنف وغياب الحوار ويكفي الاشارة الى ان الاحصائيات المتعلقة بالطلاق تبين ان العنف بين الزوجين يأتي في مقدمة الاسباب المؤدية الى الطلاق. المرحلة الثانية تجدر الاشارة الى ان البرنامج ينفذ بالشراكة مع المنظمات والجمعيات وخاصة منظمة التربية والاسرة وجمعية التوازن الاسري وسيكون عمل هذه الاطراف أكثر فاعلية في المرحلة الثانية من برنامج اعداد الشباب للحياة الزوجية وذلك من خلال تكوين مجموعة من الاطارات والشبان في مختلف ولايات الجمهورية ومن المبيتات الجامعية قصد تأهيلهم في مجال تأطير الشباب المقبل على الزواج. نشير ايضا الى انه سيتم ايضا تكوين عدد من المتقاعدين للاضطلاع بدور التأهيل والتأطير وذلك ضمن برنامج توظيف الكفاءات المسنة وتشريكهم في بعض النواحي الاجتماعية والتطوعية.