تونس الصباح: في إطار الاحاطة الاجتماعية والتوقّي أقصى ما يمكن من ظاهرة الطلاق التي باتت متفشية في مجتمعنا، أعدت المنظمة التونسية للتربية والاسرة بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين برنامجا خاصا يهدف أساسا الى تكوين وتأهيل الشباب للحياة الزوجية والاسرية، وتأطير المقبلين على الزواج وتهيئتهم للدخول في حياة جديدة ومختلفة. وقد انطلق هذا البرنامج العلمي منذ أواخر السنة الماضية على أن يتواصل الى غاية سنة 2011. تثقيف قانوني واجتماعي وجنسي وقد تم تقسيم هذه الخطة على ثلاث مراحل اساسية، تتعلق المرحلة الاولى بتكوين المباشرين لعمليات التأطير الخاصة بالمقبلين على الزواج وقد انطلقت هذه المرحلة منذ شهر أكتوبر الماضي. وتشمل هذه المرحلة اخضاع المؤطرين الى برنامج تكويني يتعلق بمحاور حول منظومة الزواج عبر دراسة القوانين المنظمة للعلاقة الزوجية وبالخصوص الاطلاع الجيد على فحوى وأهداف مجلة الاحوال الشخصية وإجراءات منظومة الزواج بمختلف مراحلها سواء فيما يتعلق بالخطبة أو البناء وحقوق وواجبات الزوج والزوجة.. وتأطير الشباب المقبل على الزواج خاصة من الناحية النفسانية والتثقيف الجنسي. وسيكون لبرنامج اعداد الشباب للحياة الزوجية دور كذلك فيما يتعلق بالمساهمة في حملة التشغيل من خلال توفير مواطن شغل خاصة بالنسبة لحاملي الشهادات العليا. فالمشرفون على تأطير الشباب المقبل على الزواج سيكونون من بين حاملي الشهائد العليا في مجالات تأطير المقبلين على الزواج وخاصة منهم الحاملين لشهادات في اختصاصات الحقوق وعلم الاجتماع وعلم النفس وبعض الاختصاصات شبه الطبية... وسيتوجه هذا البرنامج لفئة الشباب بين ال25 وال35 بالاساس وعموما لمن اقترب سنهم من سن الزواج أو الذين يستعدون للزواج. وسيركّز في بداياته على فئة الطلبة والطالبات داخل المؤسسات الجامعية والمبيتات وكذلك على روّاد دور الثقافة والشباب... أما المرحلة الثانية فسيتم خلالها توسيع الدائرة وتعميم التجربة من خلال إستهداف أقصى ما يمكن من الشباب في مختلف الاوساط ومن مختلف الشرائح وذلك على امتداد سنوات تنفيذ البرنامج. وتم إعداد مؤلف «دليل الحياة الزوجية» يجيب خلاله مختصون عن كل ما يمكن أن يخالج الشباب من استفسارات وتساؤلات عن الحياة الزوجية والحياة الحياتية والجنسية من النواحي القانونية والاجرائية والطبية... عزوف عن الزواج وازدياد حالات الطلاق وتم وضع هذا البرنامج أساسا بعد ما تمت ملاحظته لدى الشباب من عزوف عن الزواج وتطور ظاهرة الامهات العازبات الى جانب تفاقم ظاهرة الطلاق في مختلف الاوساط حيث فاقت حالات الطلاق في السنة الماضية ال 13 ألف حالة. وكانت بيانات إحصائية صادرة عن وزارة المرأة والاسرة التونسية خلال السنة الماضية أفادت أن عدد المطلقات في تونس تجاوز ال55 ألف مطلقة. وتشير البيانات الاحصائية الى أن 48.3% من إجمالي حالات الطلاق سببها العنف بين الزوجين. وتبيّن الاحصاءات أن العام 2007 شهد تحرير 76809 عقد زواج في تونس، وأن 15% فقط من قضايا الطلاق التي نظرت فيها المحاكم انتهت بالصلح. وتشير الاحصاءات إلى أن منطقة تونس الكبرى، تأتي في طليعة المناطق التي تكثر فيها حالات الطلاق، حيث تم تسجيل 2145 حالة طلاق عام 2007، تليها ولاية صفاقس ب1007 حالات، ثم ولاية سوسة ب958 حالة. وكانت دراسة حديثة كشفت مؤخرا أن 82% من حالات الطلاق في تونس تحدث خلال السنة الاولى من الزواج وان العنف بين الزوجين يأتى فى مقدمة مسببات الطلاق بنسبة 28% يليه ادمان الزوج بنسبة 11% في حين تتوزع الاسباب الاخرى بين البطالة والعجز الجنسي..
