هدم وإزالة لأسوار وأسيجة وجدران برفراف    العائدات السياحية والعمل تغطّي 68 % من خدمة الدين الخارجي..    اياب رابطة ابطال افريقيا افريقيا : الاهلي المصري يفوز على الترجي الرياضي 1-صفر و يتوج باللقب الثاني عشر    الرابطة المحترفة الثانية (الجولة 23): نتائج مباريات المجموعة الثانية والترتيب    لاعب مغربي يجمع بين جائزتي الهداف و الافضل    وزارة الثقافة تنفي تخصيص ميزانيات ضخمة للمهرجانات لجلب فنانين بأسعار قياسية    بطولة العالم لذوي الهمم: أمان الله التيساوي يحرز ذهبية سباق 1500 متر    الرابطة الأولى: التعادل يحسم لقاء النجم الساحلي والملعب التونسي    طقس الليلة    الحرس الديواني بزغوان يحجز سلعا مهربة بقيمة 362 مليونا    إعفاء المندوب الجهوي للتربية بتونس 1    تخصيص ميزانيات ضخمة للمهرجانات لجلب فنانين باسعار قياسية..المنصف بوكثير يوضّح    صفاقس: الرفع في نسق العودة الطوعية للمهاجرين من دول جنوب الصحراء    القصرين: إجراء حفرية أثرية علمية ثانية في موقع أثري روماني [فيديو]    اتصالات تونس تتوج لمجهوداتها في مجال الالتزام البيئي    قبلي: توفر 6 آلاف اضحية بالأسواق وورشات التسمين و12 ألف رأس لدى العائلات    إصابة أحد مشجّعي الترجي أمام "استاد القاهرة"    اليوم على " ستاد القاهرة" ... الترجي يتحدى الاهلي من اجل الظفر بلقبه الخامس برابطة ابطال افريقيا    افتتاح الدورة 40 لصالون الابتكار في الصناعات التقليدية    عاجل/ استئناف مفاوضات غزة..ومقترحات جديدة..    سليانة: مندوبية الفلاحة تدعو الى إتخاذ جملة من التدابير اللازمة للتوقي من الحرائق    توصيات مختصة في علم النفس خلال فترة الإعداد للامتحانات    الحد من التهرب الجبائي والاملاك المصادرة، محور لقاء رئيس الجمهورية بوزيرة المالية    رئيس الجمهورية يدعو إلى إيجاد حلّ نهائي لمشروع 'سما دبي'    قيس سعيد: لم يقع تتبّع أي شخص من أجل رأي ونحن نرفض رفضا قاطعا أن يُزج بأحد في السجن من أجل فكرة    أليست الاختراعات التكنولوجية كشفٌ من الله لآياته في أنفس العلماء؟    لأول مرة في تونس: عملية استئصال ورم في قاعدة الدماغ بالمنظار، عن طريق الأنف    مفزع/ حوادث: 18 حالة وفاة خلال 24 ساعة..    فلسطين تطالب بضرورة محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني    قابس: ضبط أكثر من 10 آلاف قرص مخدر مخفية داخل مكيف هواء..    من بينها البطاطا المقلية: عادات غذائية تسرع من الشيخوخة..اخذروها..    توزر: برمجة تدخلات تنوير وتعبيد طرقات ومد أرصفة ضمن برنامج الاستثمار البلدي    سليانة: السيطرة على حريق أتى على 7.5 هكتارات من الشعير    المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك توحه نداء عاجل لرئيس الدولة..    فلسطين حاضرة في ذاكرة الاغاني شامخة في الوجدان التونسي    أبرز ما ورد في الصحف التونسية لليوم السبت 25 ماي 2024    وزير الدفاع الوطني يشرف على إحياء الذكرى 63 لمعركة رمادة    معهد الفلك المصري يحدّد موعد أول أيام عيد الأضحى    معهد الفلك المصري يكشف عن موعد أول أيام عيد الأضحى    هبوط اضطراري لمروحية رئيس وزراء أرمينيا    الهلال السعودي يدخل موسوعة "غينيس" بأطول سلسلة انتصارات متتالية    مشاركة متميزة لتونس في الاجتماعات السنوية للمؤسسات والهيئات المالية العربية    القنوات الناقلة لمباراة الأهلي والترجي في نهائي دوري أبطال أفريقيا 2024    البنك البريدي.. مسألة وقت    عاجل/ بوتين يفجر مفاجأة عن مقتل رئيس إيران ومروحية مرافقيه..    قفصة: الكشف عن محل لصنع مادة "مسكّرة"    ما علاقة استخدام الهواتف الذكية ومشاهدة التلفزيون بمرض السمنة لدى الأطفال؟    انتحار شاب ثلاثيني شنقا..    بعد قرار محكمة العدل الدولية: جيش الكيان الصهيوني يقصف رفح    بمناسبة انتهاء مهامه ببلادنا.. سعيد يستقبل سفير قطر بتونس    نجاح طبي جديد/ لأوّل مرّة في تونس: استئصال ورم في قاعدة الدماغ بالمنظار عن طريق الأنف    رئيس قسم الأعصاب بمستشفى الرازي يوجّه هذه النصائح للتونسيين    نابل: يوم إعلامي حول التجربة المغربية في المقاومة البيولوجية للحشرة القرمزية بمزارع التين الشوكي    تسع مدراس ابتدائية تشارك في الملتقى الجهوي للكورال بسيدي بوزيد    حُبّ أبي بكر للرّسول صلى الله عليه وسلم    المديرة العامة للإذاعة الوطنية : 60 ألف دينار معلوم كراء إذاعة الزيتونة    مواقف مضيئة للصحابة ..في حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم    محمد الشاذلي النيفر نشأته ومؤلفاته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسم استعادة الذاكرة العراقية...
مع الأحداث
نشر في الصباح يوم 25 - 02 - 2009

بين نهب الكنوز الاثرية التاريخية الفريدة في المتاحف العراقية والسيطرة على ثروات العراق الطبيعية والنفطية ومنها الى مصادرة العقول العراقية وإلغائها او تهجيرها يكون الاجتياح الامريكي لبلاد الرافدين قد اقترن باحدى اسوا جرائم العصر التي استهدفت الذاكرة الانسانية والتاريخية للعراق.
ولعل الكثيرين قد عادت بهم الذاكرة وهم يتابعون حدث اعادة افتتاح جزء من
المتحف العراقي وقد فقد نحو سبعة آلاف من القطع الاثرية تلك المشاهد الهمجية التي افاق العالم على وقعها وهو يتابع ما تعرضت له المنشآت العراقية من عمليات سلب ونهب وسطو للاموال والاثار تحت انظار القوات الامريكية المدججة بالسلاح والتي تابعت في صمت مقيت ما يحدث بدعوى انها لم تتلق اوامر لمنع عمليات السلب والنهب قبل ان يثبت تورط الكثير من تلك القوات في عمليات تهريب الكثير من القطع الاثرية التي فقدت في بلاد الرافدين... كل ذلك فيما كان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش يقف متباهيا بانجاز قواته امام الاعلاميين الامريكيين، مرددا بان العراق يشهد بداية عهد جديد ويعيش على وقع اختبار الفوضى الخلاقة التي لم يتاخر العالم في اكتشاف اثارها وانعكاساتها على العراق كما على المنطقة باكملها...
بعد ست سنوات على اغلاق ابوابه واحالة موظفيه على البطالة القسرية وحرمان زائريه من الاستفادة من دروسه ومنابعه والتمتع بكنوزه وثرواته التاريخية العابرة لكل الازمان والعصور، يعود متحف بغداد لاستقبال رواده وفتح صفحاته التي تروي تاريخ البشرية ومسيرة بلاد ما بين النهرين بكل ما احتضنته من حضارات متعاقبة من السومرية والاشورية والبابلية والاسلامية وغيرها بمختلف انواع الفنون واللغات والرموز والرسوم واللوحات والتماثيل وغيرها.. كل ذلك في تحد صارخ لكل الذين تسابقوا في سلب ونهب كنوز العراق ومقتنياته التي لا تقدر بثمن والتي تداول على نقلها وتهريبها عصابات مدربة في سرقة الاثار لتتجاوز بذلك حدود القارة الامريكية الى استراليا والهند والبيرو وغيرها من مناطق العالم.
والحقيقة انه رغم كل ما تعرض له العراق من سطو منظم ومن محاولات لاستهداف وطمس هويته الانسانية العالمية وتغييبها، فقد ظلت الذاكرة الانسانية العراقية حاضرة ترفض كل محاولات التحجيم والالغاء وقد اكتسبت بذلك الموقع الذي تستحق في تاريخ الحضارة البشرية.. ولا شك ان في عودة فتح ابواب متحف بغداد المعلم الاثري الاول في العراق والسادس في العالم قد حمل في طياته اكثر من رسالة الى اكثر من طرف في توقيت لا يخلو بدوره من دلالات واشارات لا حد لها في مرحلة لم يعد خفيا معها ان هم الادارة الامريكية الجديدة بات منحصرا في البحث عن الانسحاب بما يكفل ماء الوجه ويجنب العملاق الامريكي المزيد من الوصمات والاتهامات والانتهاكات والملفات التي تنتظر فتحها والتحقيق بشانها.
ورغم كل النقائص وكل التجاوزات التي ارتبطت بهذا الحدث بدءا بحرمان الصحافيين العراقيين من متابعة الحدث ورصد الحقائق وصولا الى كل المحاولات للقفز على الواقع وتحميل الحدث اكثر مما يحتمل وتسويقه على انه استعادة لجزء من سيادة العراق فربما يكون في افتتاح المتحف العراقي مؤشر على بداية موسم استعادة الذاكرة العراقية المفقودة بكل ما يعني ذلك من تمهيد لعودة العقول العراقية المهاجرة وعلماء العراق وباحثيه الذين اجبروا على التخلي عن ابحاثهم وترك جامعاتهم وهجرة طلبتهم المتعطشين للعلوم والمعارف.. فالحفاظ على الذاكرة العراقية ستوجب كل ذلك واكثر...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.