تونس/ الصباح «نحن نواب الأمة التونسية أعضاء المجلس القومي التأسيسي بمقتضى ما لنا من نفوذ كامل مستمد من الشعب وتدعيما لأركان استقلال الدولة وسيادة الشعب وسيرا في طريق النظام الديمقراطي الذي هو وجه المجلس في تسطير الدستور نتخذ باسم الشعب القرار التالي النافذ المفعول حالا أولا: نلغي النظام الملكي إلغاء تاما. ثانيا: نعلن أن تونس دولة جمهورية. ثالثا: نكلف رئيس الحكومة السيد الحبيب بورقيبة بمهام رئاسة الدولة على حالها الحاضر ريثما يدخل الدستور في حيز التطبيق ونطلق عليه لقب رئيس الجمهورية التونسية. رابعا: نكلف الحكومة بتنفيذ هذا القرار وباتخاذ التدابير اللازمة لصيانة النظام الجمهوري كما نكلف كلا من رئيس المجلس والأمين العام لمكتب المجلس والحكومة بإبلاغ هذا القرار إلى الخاص والعام». .. هذا هو نص إعلان الجمهورية الذي دونه جلولي فارس رئيس المجلس القومي التأسيسي في قصر المجلس بباردو يوم 25 جويلية 1957. وفي هذا التاريخ أعلن المجلس القومي التأسيسي عن إلغاء النظام الملكي وهو نظام البايات في تونس وعن قيام النظام الجمهوري.. وكلف الزعيم الحبيب بورقيبة برئاسة الدولة في انتظار الإعلان عن الدستور.. ثم جرت أول انتخابات تشريعية ورئاسية طبقا للدستور الجديد يوم الثامن من شهر نوفمبر 1959 وفازت فيها الجبهة القومية برئاسة الزعيم الحبيب بورقيبة الذي منحه الدستور سلطات واسعة في إطار نظام جمهوري رئاسي وقد توجهت المجهودات منذ ذلك التاريخ إلى تونسة دواليب الدولة.. حيث تمت تونسة الإدارة بالاستغناء عن خدمات الموظفين الفرنسيين وتعويضهم بتونسيين وتونسة السياسة الخارجية حيث أشع نجم المرحوم المنجي سليم في الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة التي تولى رئاستها 20 سبتمبر 1961 كما انخرطت تونس في جامعة الدول العربية يوم غرة أكتوبر 1958. كما تكثفت الجهود لتونسة الأمن والقضاء.. وعلى المستوى الاقتصادي تم السعي إلى إلى الحد من التبعية الاقتصادية بتونسة الجهاز البنكي باحداث البنك المركزي في 18 سبتمبر 1958 وانشاء بنوك شبه حكومية وهي الشركة التونسية للبنك والبنك القومي الزراعي والشركة القومية للتمويل.. كما تم تأميم القطاعات الحيوية من سكك حديدية وموانئ وإنتاج وتوزيع المياه والكهرباء والغاز وبعث شركات قومية مثل ديوان الصناعات التقليدية وديوان الصيد البحري وديوان المناجم وديوان الأراضي الدولية وديوان الزيت.. وألغيت إضافة إلى كل ذلك الوحدة الجمركية مع فرنسا يوم 20 أوت 1959. «الصباح» فتحت صفحاتها لعدد من رجال السياسة والمفكرين والخبراء ممن عايشوا فترة اعلان الجمهورية وما تلاهامن احداث او ممن أرخوا لهذه الفترة وبحثوا في حيثياتها.