تونس الصباح: أثمرت التحركات القوية والأخطبوطية الشكل والتدخل في مكافحة آفة التدخين نتائج اولية مريحة في نظر أهل الذكر وافرزت قرارات جريئة في التعاطي مع خطر التدخين لا سيما بالنسبة للمدخنين في سن مبكرة. التحركات الأخيرة التي استمرت على مدى الاشهر الاولى من هذه السنة اتسمت بالحزم من أجل التفعيل التام لقانون منع التدخين بالاماكن والفضاءات العامة خاصة في مجال تنفيذ الخطايا المالية ضد المخالفين وما اكثرهم واستهداف المؤسسة التربوية والاستشفائية كفضاءات يحجر بها التدخين ثم التوسع في مرحلة لاحقة الى بقية المنشآت والأماكن. تفاصيل ضافية عن هذه الاجراءات والنتائج الاولية المسجلة والمندرجة في اطار جعل 2009 سنة مكافحة التدخين حدثنا عنها د. المنجي الحمروني مدير الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة العمومية. مدرسة بدون تدخين بالنظر الى الخطر المحدق بتلاميذ الاعداديات والمعاهد وجنوحهم الى محاكاة غيرهم في التدخين في سن مبكرة تقرر جعل المؤسسة التربوية فضاء خاليا من التدخين ومنع كذلك تخصيص مكان للمدخنين داخلها حتى وان كان منزويا ومنعزلا.. الى جانب دعوة البلديات للتدخل للحيلولة دون انتصاب الباعة المتجولين للسجائر بمحيط المدرسة من الاجراءات المزمع اقرارها كذلك الغاء بيع السجائر بالتفصيل مع تحجير بيعها لكل شاب يقل سنه عن 18 سنة هذا الى جانب الاعلان في وقت سابق عن الترفيع في اسعار السجائر. هل تريد الاقلاع عن التدخين؟ على صعيد الفضاءات الصحية واطاراتها الطبية ستنطلق كذلك دفعة من الاجراءات والتحركات لعل ابرزها دعوة الاطباء بالقطاع العام والخاص الى القاء السؤال التالي بصفة آلية ومباشرة على مرضاهم «هل تدخن؟ وهل تريد الاقلاع عن التدخين ؟ مع تقديم بعض النصائح وتوجيههم الى أحد عناوين عيادات الاقلاع عن التدخين. عن هذا الاجراء يقول د. منجي الحمروني «يجري التنسيق بين عمادة الاطباء ووزارة الصحة وستتم مراسلة كافة الاطباء في هذا الشأن..» لكن ماذا عن عيادات المساعدة على الاقلاع عن التدخين وهل تتوفر بالعدد الكافي؟ المعوض النيكوتيني يتجه العمل مستقبلا نحو تركيز مثل هذه العيادات بكامل الخطوط الامامية وبالمستشفيات ويبلغ عددها الحالي 20 عيادة بعديد المستشفيات الجامعية وبعض مراكز الصحة الاساسية. وقد تم تكوين الاطباء المختصين في الامراض الصدرية والعديد من اطباء الخطوط الامامية للاحاطة بالمدخنين طبيا ونفسيا. ويتم توفير المعوض النيكوتيني بصفة مجانية خلال الفترة الاولى من الفطام. كما سيتم نشر قائمة شاملة لارقام الهاتف وعناوين العيادات. فطام متزايد.. افاد مصدرنا بانه يفضل التعريف الاعلامي القوي بهذه العيادات، وما تقدمه من مساعدة لحمل مدمني التدخين على الفطام والتحسيس بمضاره الصحية وفاتورته الباهضة على المجموعة الوطنية.. تضاعف في المدة الاخيرة عدد المقبلين عليها مرتين على الاقل وهو ما ينعكس ايجابا على التقليص في عدد المدخنين حيث صرح محدثنا بملامسته تفاعلا بارزا مع الحملات والتحركات الاعلامية المنتظمة لمكافحة التدخين على مستوى احترام الفضاءات المانعة للتدخين. حتى أنت يا.. «شيشة»!! وقد تقرر عقد جلسة عمل تقييمية للجنة الوطنية لمكافحة التدخين صبيحة هذا اليوم لتقييم حصيلة تحركات اللجان الفرعية المنبثقة عنها وتدارس مراحل التحرك للفترة القادمة. يذكر ان الهدف المنشود خلال الخمس سنوات المقبلة يكمن في التخفيض ب10% في عدد المدخنين وهو ما يعادل نسبة 2% كل سنة في مقابل احصاء نحو 35% من المدخنين الكهول منهم 50% رجال وما بين 4 الى 15% نساء على ان مصدر القلق الأكبر المطروح على انظار اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين يتعلق بظاهرة تغلغل آفة السجائر بالوسط المدرسي بعد ان بينت دراسة انجرت سنة 2007 ان نسبة المدخنين لدى فئة المتمدرسين تقدر ب8،12% وأكيد انها تجاوزت هذا السقف بكثير اليوم.. ومن اخطر ما رصدته الدراسة من سلوكيات التبكير في ممارسة التدخين في سن تصل الى 13 سنة والادهى انها اصبحت مقترنة بانتشار ظاهرة الشيشة لدى هذه الفئة العمرية وذلك بنسبة 5،13% في صفوف الذكور و4% اناث (!!). وهي ممارسة مرشحة لمزيد التفاقم ما لم تجابه بآليات وقائية وتحسيسية فاعلة وصارمة حتى لا تكون كمن هرب من القطرة فوقع تحت «الميزاب».