تونس - الصّباح: من الاجراءات أو التوجهات المقترحة والتي تستهدف الفئات الشبابية بالأساس دراسة فكرة تحجير بيع السجائر الى من يقل سنهم عن 18 سنة.. ومنع بيع السجائر «صبة» بمحيط المؤسسات التربوية كذلك منع التدخين كليا داخل المدرسة أو المعهد والكليات ومراكز التكوين المهني. أثيرت في الفترات الماضية مسألة التنفيذ الصارم لقانون منع التدخين بالمقاهي والمطاعم وداخل النزل السياحية مما أفرز ردود فعل صاخبة من قبل عدد من أصحاب المقاهي وهو ما استوجب تحركات واجتماعات حوار وتشاور مع ممثلي المهنة يبدو أنها كانت ايجابية أثمرت تجاوبا من أصحاب هذه الفضاءات المفتوحة للعموم واقتناعا وبتطبيق قانون تحجير التدخين وتخصيص أماكن للمدخنين لكنهم التمسوا ضرورة مراعاة ظروفهم وخصوصيات محلاتهم وضيق مساحاتها وبالتالي منحهم الوقت اللازم للتأقلم مع القرار.استخلاص الخطايا على عين المكان وبحث امكانية الترفيع فيها في حال تسديدها في وقت لاحق... هي أيضا من المقترحات المطروحة للنظر والتمحيص. تنقيحات منتظرة أشار مدير عام الصحة بوزارة الصحة العمومية الدكتور محمد بن العائبة في لقاء صحفي أمس على هامش الاحتفال اليوم 31 ماي باليوم العالمي للامتناع عن التدخين إلى أن عديد التصورات بصدد الدرس في إطار تنقيح قانون 1998 للوقاية من مضار التدخين في اتجاه توسيع التحجير بصفة تدريجية بالمقاهي والمطاعم والمؤسسات الفندقية بالتعاون مع الهياكل المهنية المعنية. كما تم اصدار مناشير لمزيد تدعيم المراقبة والتطبيق الفعلي للقانون الحالي صادرة عن عديد الوزارات من وزارة أولى وصحة وتربية ونقل تحدد الاجراءات العملية لجعل مؤسساتها خالية من التدخين. قانون وبعد...! يذكر أن قانون 1998 أتى على عديد الاجراءات والتراتيب التي لو طبقت بصفة فعلية في باب التحجير مثلا لكانت النتائج افضل خاصة في مجال معدل التدخين الذي يناهز حاليا 35% بالنسبة لمن يفوق سنهم 20 سنة... 50% من الرجال وما بين 10 إلى 15% نساء..ولعل من أهم العناصر التي نص عليها القانون منع التدخين بالاماكن ذات الاستعمال الجماعي من مستشفيات ومحطات النقل والادارات الى جانب تنصيصه على علب السجائر مع ابراز مكونات السيجارة فكيف كانت إذن الحصيلة بعد عشر سنوات من اصدار التشريع؟ حسب السيدين العائبة واستنادا الى مؤشر 35% مدخنين وهي نسبة كبيرة على حد تعبيره تبرز الحاجة الى مراجعة القانون لاعتبارين اثنين الأول تفاقم ظاهرة التدخين والثاني ملاءمة التشريع التونسي مع مقتضيات الاتفاقية الاطارية للمنظمة العالمية للصحة حول مكافحة التدخين والتي وقعتها تونس سنة 2003 في انتظار المصادقة عليها حال استكمال الجوانب الترتيبية للتشريع المحلي.ولأن الهدف الأساسي يتعلق بتفعيل تنفيذ القانون لاسيما في النقطة الخاصة بالأماكن المخصصة للاستعمال الجماعي فان الخطة الوطنية المنبثقة عن قرار رئيس الدولة جعل 2009 سنة مكافحة التدخين تعتمد 4 محاور منها الجانب التشريعي والترتيبي وفي هذا السياق أعطيت الأولوية في مستوى التحجير الى المؤسسات الصحية والتربوية وكذلك بالوسط المهني على ان يتم التوسع تدريجيا في منع التدخين في المقاهي والمطاعم ويجرى في هذا الاطار اعداد نص ترتيبي لتوضيح صيغ التحجير بهذه الفضاءات.. حسب اصناف المحلات المستهدفة. وقد تم في الغرض تكوين وتأهيل 1730 عونا من أعوان الصحة في مجال المراقبة ورفع المخالفات لمعاضدة جهود أعوان الضابطة العدلية. ومن منطلق الايمان بأن القانون وحده لا يكفي تتواصل جهود تعزيز التحسيس والتوعية في اتجاهين الأول وهو توجه جديد يقضي بمرافقة الطفل توعويا لتجنب أول سيجارة وهو هدف ستجند له كل الوسائل المتاحة للحيلولة دون انضمام مدمن جديد الى قائمة المدخنين سيما وأن أول سيجارة لدى طفل 13 سنة تنطلق من مجرد الاحساس بالمتعة والكيف ومحاكاة الغير لتنتهي الى الادمان.. علما وأن نسبة المدخنين في صفوف المراهقين تقارب 13% وهي بدورها تتفاوت من شريحة الى أخرى حيث تتراوح بين 5,8% في سن 12 - 14 عاما الى 20,3% في سن 18 الى 20 عاما لتبقى المراهنة على هذه الفئة هي الأساس. «الكنام» والتدخين أما الآلية الثانية والتي تسير بالتوازي مع الأولى في تفعيل جهود مكافحة التدخين فتتعلق بالأخذ بيد المدخنين للاقلاع عن عادة التدخين بتنظيم عيادات للمساعدة على التوقف عن التدخين والرفع من عددها حاليا من 21 عيادة الى 60 مع توفير الاطار الطبي المختص ويشمل برنامج التكوين في اطار هذا البرنامج 1800 طبيب سنة 2009 بالتعاون مع الصندوق الوطني للتأمين على المرض والذي يرفض حاليا التكفل باسترجاع مصاريف المعوض النيكوتيني بمختلف تشكيلاته متعللا بأن التدخين سلوك وليس مرضا وان التكفل يحصل في مستوى الامراض الناجمة عن التدخين مثل ضغط الدم والسرطان والقلب والشرايين. وتعقيبا على هذه الملاحظة اعتبر مدير عام الصحة ان «الكنام» طرف مشارك في اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين ويساهم في الدورات التكوينية ولربما تطول المساهمة جوانب أخرى.