شيّع سكان مدينة قليبية مساء الخميس المنقضي جثمان محمد الهادي أو (اللّوتي) كما يحلو لأصدقائه أن ينادوه إلى مثواه الأخير بعد أن قرّر وضع حد لحياته وذلك باستهلاكه كمية كبيرة من الأدوية حيث لم تفلح المحاولات الطبية لإنقاذه وفارق الحياة بعد صراع مع الموت دام تسعة أيام... محمد الهادي ابن الثلاثين سنة، هذا الشاب اليافع الذي قضى نصف حياته الأول يحدوه أمل كبير في أن يصبح في يوم من الأيام أديبا أو شاعرا كان في بداية دراسته شعلة من الذكاء وكان من أنجب النجباء ثم اشتد عوده وأصبح يؤلف القصص الصغيرة، ويكتب الشعر كان يحفظ القرآن وفجأة وهو في نصف الطريق ألمت به أزمة نفسية حادّة ردّته على عقبيه وانقلبت حياته من النقيض إلى النقيض، وقد زاد فشله في الحصول على شهادة الباكالويا في مرات عديدة في تعكير صفو حياته... الحب..! وبداية العذاب! كل أهالي المدينة يعرفون، كيف أحب هذا الشاب اليافع فتاة لم تكن من نصيبه لأسباب مختلفة، ولن نأتي على تفاصيلها حيث كان حبه لها جنونيا، وهو ما ساهم بقسط وافر في بداية أزمته النفسية كان ذلك سنة ,1997 وكانت لهذه الحادثة التأثير القاسي على عقل محمد الهادي وعلى مستقبله! النجم والترجي!! والصدفة!! (اللّوتي) المتيم بحب الترجي هكذا عاش لآخر يوم في حياته لكن الغريب في الأمر وحسب ما أسرّ لنا به أحد المقربين منه، أن أول أزمة نفسية حادة داهمته يوم 8 ديسمبر 1997 وكانت خلال متابعته للقاء في كرة القدم جمع الترجي الرياضي بالنجم الساحلي في لقاء متأخر آنذاك لحساب البطولة ومن غريب الصدف أنه فارق الحياة يوم 15 أفريل 2009 (الاربعاء الماضي) أثناء المقابلة المتأخرة لحساب كأس تونس بين الترجي والنجم أيضا!! حاول الانتحار في العديد من المرات! منذ ذلك الحين أصبح محمد الهادي، يتناول حبوبا لتهدئة الأعصاب وأصبح يمر بأزمات متتالية، كان هادئا في بعض الأحيان وكان عنيفا في أحيان أخرى خاصة إذا لاقى معاملة قاسية من بعض النساء وقد حاول منذ سنة 2003 إلى الآن الانتحار في سبع مناسبات، تم إنقاذه في ست مرات لكن في المرة الأخيرة كان الموت أقرب إليه بعد أن تناول كمية كبيرة من الدواء المخصّص لعلاجه. فوزي الزواري