تم مؤخرا بفرنسا عرض طائرة عسكرية صغيرة الحجم من طراز «الدرون» DRONE وهي تطير بدون طيار لكن يتم التحكم فيها وتسييرها عن بعد ، وقد اكتسبت هذه الطائرات شهرتها في ساحات المعارك إذ يتم ارسالها فوق ساحة المعركة لاخذ الصور الميدانية لمواقع العدو وارسال الصور مباشرة إلى قاعة تسيير العمليات العسكرية قصد استغلال الصور وتحديد الأهداف قصد قصفها سواء بالصواريخ أو بالمدفعية الثقيلة أو حتى ارسال الطائرات إلى تلك المواقع قصد قصفها.. والغريب في الامر أن طائرات «الدرون» نفسها قد اصبحت تستعمل لقصف المواقع المراد ضربها بعد تزويدها بصواريخ وقنابل موجهة بالليزر!. الطائرة قادرة على البقاء في الجو بين 12 و40 ساعة مقابل 22 ساعة فقط لطائرة الأواكس إسرائيل كثفت من استعمال طائرات «الدرون» لاغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والشيخ ياسين أشهر ضحاياها الإستخبارات الأمريكية إستعملت مؤخرا طائرة «الدرون» لاغتيال أحد قياديي المعارضة في اليمن استعمالات عسكرية وقد كثر خلال السنوات الأخيرة اللجوء إلى هذا الصنف من الطائرات الصغيرة وبالخصوص اثناء الحروب والمعارك على غرار حرب الخليج أو حرب لبنان أو حرب البوسنة والهرسك من ذلك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كثفت من الاعتماد على احدى طائرات «الدرون»التي تصنعها ونعني هنا «الدرون» من طراز «غلوبال هاوك» (GLOBAL HAWK) وبالخصوص اثناء حرب الخليج الاولى والثانية وحاليا في كل من بغداد والبصرة. كما التجأت وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA)) مؤخرا إلى هذه الطائرة لاغتيال احد القادة المقربين من القاعدة في جبال اليمن حيث توجهت هذه الطائرة الصغيرة ووجهت نحوه صاروخا لترديه قتيلا في مكان يصعب حتى على القوات المسلحة اليمنية الوصول اليه. ويتميز هذا الصنف من الطائرات بعدم قدرة الرادار على اكتشافها كما أنها لا تصدر ضجيجا على غرار الضجيج الذي تصدره الطائرات العسكرية الحربية العادية!.. ويبلغ طول «الدرون» «غلوجال هاوك» حوالي طول طائرة عسكرية مقاتلة عادية وهي طائرة قادرة على حمل قنابل وصواريخ في نفس الوقت فضلا عن مقدرتها على التصوير المباشر وارسال الصور سواء بواسطة امواج الراديو أو عبر الأقمار الاصطناعية إلى القواعد العسكرية الامريكية وتتميز هذه الطائرة بقدرة كبيرة على المناورة إذ بما أنها دون طيار فانه يصبح بالامكان تطويعها للقيام بمناورات مختلفة الاوجه يكون من المستحيل القيام بها لو كان على متنها طيار لأنه سيموت في الحين وهذا ما جعل عدة مؤسسات وشركات صناعية كبرى مثل بوينغ تفكر في صنع طائرة حربية عسكرية للنصف الثاني من القرن العشرين تتميز بقدرة فائقة على المناورة والهجوم والتصدي والتجسس دون أن يكون على متنها طيار!.. الجيش الاسرائيلي يملكها تمتلك اسرائيل عدة انواع من هذه الطائرة وقد استعمل الجيش الاسرائيلي طائرة «الدرون» خلال الحرب الأخيرة التي دامت اكثر من شهر خلال السنة الماضية في لبنان عند مواجهته لمقاتلي حزب الله كما أفادت بعض المصادر أن حزب الله قد وصل بدوره إلى صنع طائرة صغيرة بدون طيار مكنته من التعرف على المواقع والاهداف الواجب ضربها شمال اسرائيل لكن الولاياتالمتحدةالأمريكية واسرائيل ادعتا انذاك أن هذه الطائرة من صنع ايراني تم «اهداؤها» إلى حزب الله قصد وضع امكانياتها على المحك خلال حرب حقيقية. الضفة وغزة ولاتزال اسرائيل تعتمد على هذه الطائرة لقنص واغتيال القادة الفلسطينيين سواء كانوا من «حماس» أو من «فتح» وذلك بدءا من الضفة الغربيةوغزة ولعل اشهر ضحية لهذا النوع من الطائرة الاسرائيلية هو الشيخ ياسين مؤسس حركة حماس الذي اغتالته اسرائيل ومن معه بصاروخ تم اطلاقه من الجو خلال شهر مارس من سنة 2004. تحول تاريخي ويبدو أن هذا الصنف من الطائرات سيشهد قريبا ولاول مرة في التاريخ تحولا جذريا من حيث الأغراض التي تستعمل من اجلها إذ ولاول مرة في التاريخ ستتحول طائرة «الدرون» من الاستعمال العسكري إلى الاستعمال المدني وبالتحديد إلى الاستعمال لاغراض انسانية وبالخصوص في افريقيا!! وقد جاءت هذه البادرة من طرف جمعية «طيران بلا حدود» (AIRATION SANS FRONTIERES) والمعروفة عالميا بتسمية «A.S.f» التي تعتزم استعمال هذا الصنف من الطائرات لغايات انسانية بحتة ابتداء من سنة 2008. اف - ار - 101 وفي هذا المجال صرح السيد «جون كلود غيران» (JEAN CLAUD GERIN) رئيس جمعية «طيران بلا حدود» إلى وكالة رويترز قائلا: «لقد وقع اختيارنا على طائرة «الدرون» من طراز آف ار 101 FR 101)) وهي طائرة من صنع فرنسي، وسيتم استعمالها بالخصوص في عمليات ايصال الادوية والموونة إلى سكان المناطق النائية والمعزولة عن بقية العالم أو إلى المناطق المحاصرة أو تلك التي هرب سكانها من الحروب أو من الصراعات القبائلية أو الاثنية.. الخ» كما أكد رئيس الجمعية المذكورة أن جمعيته ابرمت مؤخرا عقدا مع شركة «فلابينغ روبوتز» Flging robots)) التي تصنع هذا الصنف من الطائرات التي تطير بدون طيار!!.. كما ذكر السيد غيران بهذه المناسبة بما حصل لطائرات جمعيته من مصاعب ومشاكل للقيام بمهامها الانسانية فوق مناطق كانت تشكو في الثمانينات من الحروب إذ تم اسقاط طائرة بواسطة صاروخ ارض -جو في السودان واخرى بنفس الطريقة في كمبوديا دون أن يوضح إذ كان الطياران قد بقيا على قيد الحياة أو لقيا حتفهما اثر تفجير طائرتيهما! اما اليوم فانه لن يكون هنالك خوف على الطيارين لانهم بكل بساطة لن يكونا موجودين اثناء القيام بالعمليات الانسانية خاصيات الطائرة وتتميز طائرة «اف آر 101» التي وقع عليها الاختيار بكونها قادرة على التحليق في الجو لمدة تتراوح بين 12 و40 ساعة مقابل 22 ساعة على اقصى تقدير لطائرة «الأواكس».. وبامكان هذه الطائرة حمل 250 كلغ من المؤونة أو من الادوية أو غير ذلك من المعونات الانسانية مثل الاغطية والخيام والثياب اما السعر الحالي للطائرة فيبلغ حوالي 300 الف اورو أي حوالي 500 الف دينار تونسي لكن يبدو أن جمعية «طيران بلا حدود» ستقتنيها بسعر اقل إذ ستخلى عن العديد من التجهيزات العسكرية التي تزود بها الطائرة والتي لن تحتاجها الجمعية في اعمالها الخيرية ومن جملة النقاط الايجابية التي شجعت الجمعية على اختيار هذه الطائرة كلفة تشغيلها والتي لا تتجاوز 80 اورو على كل ساعة تحليق (حوالي 137 دينارا تونسيا) مع العلم أن الجمعية تستعمل حاليا طائرات تستوجب طيارا لقيادتها على غرار طائرة «كارافان» caravane)) والتي يبلغ سعرها مليوني دولار (حوالي مليونين و600 الف دينار تونسي) مع كلفة استغلال تتراوح بين 500 و600دولار على كل ساعة تحليق (حوالي 750 و780 دينارا تونسيا). لكن طائرة «الدرون آف ار 101» تشكو من عدة نقائص إذ لا تتجاوز سرعتها 60 كلم في الساعة مقابل 300 كلم في الساعة بالنسبة لطائرة «الكارافان» كما أن حمولتها لا تتجاوز 250 كلغ مقابل الف كيلوغرام بالنسبة لطائرة الكارافان.. لكن ومهما كانت السرعة ومهما كان الثمن فان الامر يتعلق بتحول تاريخي للاغراض التي تستعمل من اجلها طائرات «الدرون» وهكذا يثبت الانسان انه بامكانه اذا ما اراد ذلك تحويل اجهزة القتل والدمار إلى اجهزة ووسائل لبعث الامل واعادة الحياة إلى المحرومين والمقهورين في الارض