انطلقت قضية الحال بمكالمة هاتفية وردت على ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس بتاريخ 1 اكتوبر 2007 من مركز الأمن بحمام الأنف مفادها أن شخصا تقدم الى مركز الأمن وأعلم انه كان برفقة فتاة سقطت من قمة بجبل بمنطقة حمام الأنف فماتت على عين المكان. وبتحول ممثل النيابة وأعوان الأمن الى مكان الواقعة تم اجراء المعاينات اللازمة وفتح بحث تحقيقي انطلقت بموجبه الأبحاث. وباستنطاق المتهم ذكر أنه في مساء الجمعة 28 ديسمبر 2008 لما كان مارا على متن دراجته النارية بحمام الأنف التقى فتاة فبادرها بالتحية وعرض عليها نقلها الى المكان الذي ترغب فيه فقبلت عرضه وطلبت منه نقلها الى منزل خالها بحمام الأنف، لكنها في الطريق غيرت رأيها وعبرت عن استعدادها للبقاء معه فعرض عليها مرافقته الى الجبل لقضاء الليلة هناك فاستجابت لطلبه ورافقته بعد ان اشترى الطعام. وفي الجبل تناولا الطعام ثم استلقيا على حاشية كان احضرها من منزل والديه وواقعها برضاها وناما ليلتهما هناك وفي الصباح أعلمته برغبتها في التحول الى الشاطئ للسباحة فتحولا الى الشاطئ واستحما وحوالي الساعة الثالثة ظهرا قفلا عائدين الى جبل حمام الأنف، وفي الطريق اشترى المتهم علب ياغورت وعصير وقارورة مياه ثم واصلا طريقهما الى المكان الذي قضيا فيه ليلتهما، وحوالي الساعة السابعة والنصف مساء استلقيا على الحاشية الموجودة هناك. هل قتلها أم سقطت من قمة الجبل؟ وبعد برهة أعلمته الهالكة أنها ستتحول لقضاء حاجة بشرية فابتعدت عنه وبقي ينتظرها لكنها تأخرت فشرع في البحث عنها ونزل الى سفح الجبل وهناك عثر عليها ملقاة على الأرض وتحمل اصابة على مستوى رأسها فأصيب بحالة فزع، فصعد الى قمة الجبل وعثر على حقيبة الهالك فقام برميها لتسقط فوق جسدها وحمل الحاشية الى منزل والديه فاستفسره شقيقه عن سبب فزعه فأعلمه بما حدث وتحول الى مركز حمام الأنف للاعلام. ونفى المتهم أن يكون قام بدفع الهالك من قمة الجبل، وحول رمي الحقيبة فوق الهالكة صرح أنه كان في حالة اضطراب، وبسؤاله عن انتباهه وحمل الحاشية الى منزل والديه والحال أنه في حالة فزع صرح انه لا يجد تفسير لذلك، وأكد المتهم أنه لم يقع في خلاف مع الهالكة باعتبار أنها رافقته بإرادتها ومكنته من نفسها عن طواعية. وقد جاء في تقرير الطبيب الشرعي أن وفاة الهالك ناتجة عن سقوطها وارتطامها بالصخور، كما بينت معاينات الباحث أن المكان معزول وخطير وأن الهالكة تبلغ من العمر حوالي 16 سنة. وقد أحيل المتهم على الدائرة الجنائية بابتدائية تونس بتهمتي القتل العمل مع سابقية الاضمار ومواقعة أنثى برضاها سنها فوق الخامسة عشر ودون العشرين طبق الفصول 32 و201 و227 مكرر من المجلة الجزائية وعينت لها جلسة في شهر جوان 2009.