سألنا في البداية السيد جلال بوريشة نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل ومهني عن أسباب عدم تطور السياحة الداخلية، فاعترض على القول بأن السياحة الداخلية لم تتطور، مبينا أن الأجدى أن نقول أنها تتطور لكن بالامكان أن تكون أفضل مما هي عليه الآن.. ويضيف محدثنا أن السياحة الداخلية والتونسي متواجد في بعض المناطق ويقبل على السياحة في هذه المناطق بنسب هامة وهي المحطات السياحية القريبة من المدن الكبرى، على غرار الحمامات وسوسة والمهدية، لكن يبقى اقبال التونسي على المناطق السياحية البعيدة ضئيلا لعدة أسباب من بينها ظروف النقل البري المتعبة والنقل الجوي المكلفة، بالنسبة للتونسي خاصة أن سلوك قضاء العطل لدى المواطن التونسي عادة ما يكون مع افراد العائلة، واعتماد النقل الجوي مع الاسعار الحالية لن يكون في المتناول.. لكن ماذا عن أسعار الإقامة في الفنادق؟ أسعار الإقامة حول هذا الموضوع سألنا نائب رئيس الجامعة التونسية للنزل هل يتفق مع من يدعون الى اعتماد نسب تخفيض محددة بصفة رسمية ويتمتع بها التونسي كلما توجه لقضاء عطلة في الفنادق، لاسيما أن الأسعار المقدمة للمواطن التونسي مقارنة بالسائح الأجنبي ظلت محل انتقاد وتذمر وتعتبر في الكثير من الأحيان بعيدة عن المقدرة الشرائية لأغلب التونسيين، فأجاب قائلا أنه لا يوجد مبرر لمثل هذا الاجراء وهو غير ممكن من منطلق أن منظومة العرض والطلب هي التي تتحكم في تحديد الأسعار في القطاع. في المقابل يشير السيد جلال بوريشة انه بالامكان تمتيع التونسي بأسعار تفاضلية بطرق أخرى على غرار تشجيع وكالات أسفار متخصصة عبر الأنترنات تعمل على توفير فرص مناسبة للسائح التونسي في ظروف مشابهة أو أفضل لتلك التي يتم فيها التعامل مع السائح الأجنبي.. الحجز المسبق سألنا محدثنا عن موقفه مما يقال عن غياب عقلية الحجز المبكر لدى التونسي التي من شأنها أن تحد من نجاعة الحلول التي يمكن اقتراحها على مستوى السياحة الداخلية، وكيف يمكن تقييم تجربة منظومة «أماديوس» للحجز التي جاءت أساسا لتوفير بعض الحلول، فبين انه فيما يتعلق بالحديث عن غياب عقلية الحجز المبكر، هناك جانب من الصحة، لكن هذا لا يعني أن عقلية التونسي تطورت بعض الشيء في السنوات الأخيرة، ومثلما أصبح التونسي اليوم يستعد بشكل مبكر لحفلات الزواج أحيانا قبل سنة كاملة يمكن أن تتطور ايضا عقلية الاستعداد المسبق والحجز المبكر لقضاء العطل وللسياحة.. وفي تقييمه لمنظومة «أماديوس» ذكر محدثنا أن نتائجها ميدانيا كانت ضعيفة وأنه كان من الأجدى العمل على تشجيع المهنيين في القطاع أنفسهم لاحداث منظومات حجز للسياحة الداخلية باستعمال التكنولوجيات الحديثة.. الاستقبال والخدمات من جهة أخرى، وفي رده على تساؤلنا حول حقيقة أن التونسي سائح الأزمات وغير مرحب به دائما لدى أصحاب الفنادق، ولا يعامل كما الأجنبي في المنشآت السياحية.. أشار السيد بوريشة أن أساس التعامل مع كل الحرفاء هو حسن الاستقبال وتقديم الخدمات الجيدة، واذا ما وجد اخلال في هذه الجوانب فهو يمس جميع نزلاء ذلك الفندق سواء كان سائحا أجنبيا أو تونسيا، ودعا في هذا السياق الى ضرورة تشديد المراقبة لفرض الالتزام بتوفير خدمات سياحية تستجيب لمعايير الجودة بكل مقوماتها (التكوين والانتدابات والمراقبة...) حفاظا على سمعة القطاع في عيون التونسي والأجنبي على حد سواء.