باشرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية النظر في ملف قضية تورط فيها عشرة متهمين تمت احالة بعضهم بحالة ايقاف واخرين بحالة سراح والبقية بحالة فرار وقد وجهت دائرة الاتهام الى المتهمين الموقوفين تهم تحويل وجهة شخص باستعمال الحيلة وحجز شخص بدون اذن قانوني ووجهت للبقية تهمة عدم الانجاد القانوني. وكان منطلق الابحاث في القضية بتاريخ 18 اكتوبر 2008 من قبل اعوان مركز الحرس الوطني بزاوية المقايز التابعة لمعتمدية الهوارية ومفادها تعمد المتهمين تحويل وجهة المتضررين الى ضيعة غير مؤهلة وهناك تولوا حجزهما معتدين عليهما بالعنف الشديد والضرب المبرح بعد ان عمدوا الى شد وثاقهما بدعوى التحري معهما بخصوص سرقة مجموعة من الكراسي والاغطية وتفريطهما فيها بالبيع لاحد الانفار واثناء قيام المجموعة باحتجاز المتضررين تمت مداهمة المكان من قبل اعوان الضابطة العدلية التابعين لمركز الحرس الوطني بزاوية المقايز وتخليصهما منهم. عمليات تعذيب بالجملة وبسماع المتضررين لدى قاضي التحقيق افاد المتضرر الاول انه بتاريخ الواقعة كان نائما بمنزله رفقة افراد عائلته فسمع طرقا على الباب الخارجي فتولى فتحه ليجد امامه المتهم الاول الذي اعلمه بأن المتهم الثاني يرغب في ملاقاته بالطريق العام الذي يبعد حوالي اربعمائة متر عن محل سكناه وذلك لغاية مساعدته في تعبئة المياه التي يتولى توزيعها بمقابل مادي فما كان من المتضرر الاول الا ان رافقه وبوصوله الى الطريق العام تفاجأ بشاحنة المتهم الثاني تقف امامه مباشرة وتولت سد الطريق عليه وامام حالة الذهول التي انتابته ارتمى عليه المتهم الاول وشل حركته قبل ان يبرز المتهم الثالث من الصندوق الخلفي للشاحنة ويرغمه رفقة المتهم الاول على الركوب بغرفة القيادة غير عابئين بمجهوداته للتخلص منهم واتجهوا به الى ضيعة المتهمين الرابع والخامس وبمجرد وصولهم الى هناك تولوا انزاله وادخلوه بهو المنزل وعمدوا الى شد وثاقه بواسطة حبل وربطوه بالشباك الحديدي من ساقيه بطريقة اصبح يتدلى فيها من الاسفل الى الاعلى ثم عمدوا الى الاعتداء عليه بمختلف انحاء جسده بواسطة العصي الى ان اغمي عليه ولم يفق الا عند سكب المياه المخلوطة بفواضل الحيوانات عليه ليواصل المتهمون اعتداءهم عليه بواسطة العصي وباستعمال خرطوم ثم باشر المتهمون تعذيبه وذلك بحرقه بواسطة السجائر على مستوى قدميه فأغمي عليه مرة اخرى فقاموا بسكب القاذورات عليه مجددا ليستفيق ثم جلبوا قطعة من كروم الهندي بها اشواك ووضعوها على وجه المتضرر وتولى احد المتهمين رفسها على وجهه ثم عاودوا تعليقه بواسطة الحبل وواصلوا الاعتداء عليه بحضور بقية المتهمين الذين لم يتولوا انجاده واضاف المتضرر الاول بأنه في الاثناء عمد احد المتهمين الى ادخاله داخل غرفة واستجوابه عن كيفية توليه شحن مجموعة من الكراسي واغطية رفقة المتضرر الثاني بعد ان توليا سرقتها من المتهمين وهو الامر الذي نفاه المتضرر الاول وقد واصل المتهمون الاعتداء عليه ثم اطلقوا سراحه لكنه لم يتمكن من المشي على قدميه فقاموا بنقله الى احد الاطباء الى ان اقبل اعوان الحرس واقتحموا المنزل. شدوا وثاقه واحرقوه بالسجائر وبسماع المتضرر الثاني لدى قاضي التحقيق افاد بدوره بأنه تم تحويل وجهته من قبل المتهمين الذين عمدوا الى تعذيبه وضربه وشد وثاقه وحرقه بواسطة السجائر بدعوى انه استولى رفقة المتهم الاول على مجموعة من الكراسي والاغطية من منزل المتهمين. وباحالة المتضررين على الفحص الطبي مكن الاول من راحة مدتها عشرة ايام والثاني من راحة مدتها 15 يوما. وقد ثبت من خلال الابحاث انه على اثر تعرض كراسي واغطية المتهمين للسرقة وجهوا شكوكهم الى المتضررين وقاموا باستدراجهما الى غاية ضيعة فلاحية بالمكان اين تولوا تعذيبهم طالبين منهما الاعتراف بعملية السرقة. وقد ارتأت الهيئة تأجيل المحاكمة الى تاريخ قادم بطلب من الدفاع.