أحضر أمام أنظار الدائرة الجنائية بالمحكة الإبتدائية بقرمبالية متهم بحالة إيقاف لمقاضاته من أجل تهمة احتجاز شخص بدون إذن قانوني صاحبه عنف شديد وتمت إحالة المتهم الثاني في القضية بحالة فرار. تقدم المتضرر في قضية الحال بشكاية يوم 28 أوت 2006 أفاد خلالها أنه كان متوجها إلى ضيعة ابن خالته الكائنة بسيدي الظاهر التابعة لمعتمدية بوعرقوب عندما هاتفته شقيقة أحد المتهمين والتي تقطن هي وأفراد عائلتها بالضيعة المذكورة وطلبت منه احضار خبزة معه فاستجاب لطلبها وبحلوله بالضيعة وجد المتهمين بالمكان وقد عمد الأول إلى صفعه ولكمه بمساعدة المتهم الثاني ثم حولا وجهته مسافة 50 مترا وأدخلاه عنوة إلى المنزل الذي كان شاغرا حينها وواصلا تعنيفه ثم شدا وثاقه بواسطة حبل على مستوي ساقيه وقام أحدهما بنزع سرواله ثم ربطا له خرقة قماش على جبينه وكان المتهم الثاني بصدد وضع البخور والعنبر بكانون به نار وهما يرتلان القرآن وأعلماه أنهما سيقتلانه ليتمكنا من استخراج كنز وقد أصيب الشاكي بغيبوبة وعندما أفاق منها وجد نفسه بمفرده وسط الغرفة وساقاه موثوقتان فزحف إلى أن وصل إلى بابها وقد قدمت في الأثناء شقيقة المتهم الأول وساعدته في فك وثاقه وامتطى دراجته العادية وتحول إلى ضيعة والده. وبإيقاف المتهم الأول وإحالته على قلم التحقيق بقرمبالية أنكر التهمة المنسوبة إليه وأفاد أنه اتفق رفقة المتهم الثاني والمتضرر على استخراج كنز من الضيعة وقد تم تكليف هذا الأخير باقتناء البخو وسلماه مبلغ مائتي دينار على أساس أن يدفع هو نفس المبلغ ليقتني البخور إلا أنه أحضر نوعا مغشوشا وحصل شجار لذلك بين المتهم الثاني وبين المتضرر وتبادلا العنف فقام المتهم الأول باخراجهما معا من المنزل عندها امتطى المتضرر دراجته فسقط من فوقها وأصيب في ساقة وهددهما بالانتقام. وخلال جلسة المحاكمة حضر المتضرر وتمسك بأقواله المسجلة عليه لدى قلم التحقيق وأكد أن المتهمين عنفاه وشدا وثاقه وأظهر للهيئة آثار الاعتداء على بدنه. وباستنطاق المتهم أنكر التهمة المنسوبة إليه وأكد أن المتضر رهو من فكر في استخراج الكنز وأن المتهم الثاني هو من شد وثاقه وهو تدخل فقط لفض النزاع بينهما. وبزيادة سماع المتضرر أكد أنه يتمسك بحقه في تتبع المتهمين عدليا. وخلال الجلسة حضر محام في حق المتضرر تقدم بملف الدعوى المدنية. وباعطاء الكلمة للسان الدفاع رافع محاميان في حق المتهم فأكدا على غياب الأركان القانونية للتهمة وانتفاء الركن القصدي وأضافا أن الواقعة مجرد شعوذة وطلبا أصالة البراءة لموكلهما واحتياطيا التخفيف عنه واعتبار التهمة من قبيل اعتداء بالعنف الشديد المجرد فحسب. وإثر المفاوضة أدانت الهيئة المتهمين وقضت بعامين سجنا للمتهم الموقوف و4 أعوام سجنا غيابيا للمتهم المحال بحالة فرار وتغريمهما بغرامات مالية.