الأسبوعي- القسم القضائي: انقلبت السعادة بقدوم مولود جديد في عائلة السديري بمنطقة منارة الحمامات إلى ألم وحزن إثر رحيل أحد أبنائها في ظروف أليمة فهذه العائلة التي كانت تعيش في راحة بال وهدوء عاشت منذ أيام فرحة لا توصف بقدوم الابن الرابع ولكن في خضم هذه السعادة تلقت الخبر الفاجعة... لقد توفي الطفل غيث (10 سنوات) وهو في طريقه إلى عطّار الحي لاقتناء بعض الحلوى إثر تعرّضه لحادث... فرحة فألم يقول والد المأسوف عليه «لقد كنت في فرنسا عندما تلقيت مكالمة هاتفية صعقتني... لم أصدّق الخبر... ركبت أول طائرة وعدت إلى تونس ومنها إلى منارة الحمامات حيث كان الألم سيد الموقف... لقد رحل ابني غيث... هذا قضاء الله وقدره الذي منحني قبل أيام طفلا وحرمني من آخر إلى الأبد». وذكر محدّثنا أن ابنه توجه يوم الواقعة إلي مدرسته ولكن غياب المعلّم دفعه للعودة إلى المنزل حيث ترك محفظته واصطحب إحدى بنات الجيران - بعد استشارة والدته- إلى العطرية لاقتناء بعض الحلوى أو المثلجات ولكن في طريق العودة وعلى بعد حوالي عشرين مترا من المنزل تعرّض لمكروه. المأساة هنا يواصل الأب الملتاع حديثه بالقول: «عند العودة إلى البيت ظلّ ابني ومرافقته يمشيان على الرصيف ولكن بالقرب من موقع الحادث فوجئا بوجود كوم من الحطب وبعض الفضلات متروكة فوق الرصيف فنزلا لمواصلة السير على المعبّد ولكن صادف حينها قدوم شاحنة ثقيلة فانزلقت قليلا ممّا أدّى إلى اقتراب المجرورة من الرصيف لتصطدم بفلذة كبدي الذي ظلّ ينزف دما قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو ما كان له الأثر السيء على الشقيق التوأم لغيث والذي أصبح يرفض الذهاب إلى المدرسة». شكاوى وأكد محدّثنا أنه تقدّم بشكايات ضدّ وزارة التجهيز التي لم تقم حسب قوله بتركيز إشارات المرور بالمكان والدائرة البلدية بمنارة الحمامات لعدم رفع الفضلات من الرصيف والتي دفعت بالطفل إلى النزول للمعبّد وكذلك لعدم تركيز مطبّات ضد السرعة ضد سائق الشاحنة الذي اعترف بمواصلته السير رغم لمحه للطفل وهو في موضع الخطر وضد صاحب الشركة التي يعمل فيها السائق لعدم احترام قانون الجولان ومرور الشاحنة الثقيلة من منطقة عمرانية. صابر المكشر