بعد وفاة التلميذ أيوب حرقا في حرم معهد الوفاء بالغزالة تحرّكت أسرته في جميع الاتجاهات قصد الكشف عن دوافع وحقيقة هذه الحادثة التي حاول بعضهم طمس واقعها ببث اشاعات مغرضة في حق الفقيد وبذلك قتلوه مرتين وزادوا في حجم أحزان افراد العائلة... الصريح في منزل أسرة التلميذ الضحية: وللوقوف على تفاصيل هذه الحادثة المؤسفة تحولت جريدة الصريح الى منزل أسرة الفقيد وجمعت لكم مايلي: يقول رشيد والد الفقيد ان هذا الأخير يبلغ من العمر حوالي سبع عشرة سنة ويدرس بالسنة الخامسة ثانوي بمعهد الوفاء بحي الغزالة وهو جدي ومواظب على دراسته وكنت أعتبره بمثابة صديقي ولا أخفي عنه شيئا وقد شعرت هذه الأيام وأنا أناضل من أجل رد الاعتبار له والكشف عن حقيقة وفاته بتلك الطريقة الفظيعة بالقهر والظلم خاصة بعد أن راجت هذه الفترة اشاعات مغرضة مفادها أن الضحية أيوب تلميذ فقير معدم ويائس بل ظروفه العائلية قاسية ويعيش مع امرأة أب متسلطة ووالد متغطرس وقاس، ويعيش خارج المنزل ويتعاطى حبوب الهلوسة... وقد أقدم على حرق نفسه حتى لايواجه والده بأعداد ضعيفة... والد الضحية: لايريدون الحقيقة وسوف لن أبقى مكتوف الأيدي حسب ذكر والد الضحية فإن من يروج مثل هذه الإشاعات لايريدون قول الحقيقة بل يحاولون ايجاد مبررات واهية والتغاضي عن مسؤولية من كان وراء وفاة أيوب حرقا بالدليون والنار في ساحة المعهد والا بماذا نفسر اختفاء المسؤول الأول عن المعهد وعدم الانصات لتلميذ مراهق في حالة غضب قصوى؟ ويواصل والد الضحية حديثه قائلا:« قد تقولون أني المذنب في هذه الحادثة باعتباري كنت أطلع فلذة كبدي أيوب دائما عن تاريخ بلادنا وعلى حقائق الأمور وأرشده الى الصواب، وحتى لا أجامله رحمه الله، فقد كان سخيا محبا للخير ويقرأ القرآن والكل يعلم انه بعد حادثة وفاة الشاب البورعزيزي حرقا في مدينة سيدي بوزيد تململ بعضهم ومن بينهم تلاميذ المعاهد ولم اكن أتوقع أن يقدم أبني على حرق نفسه خاصة أنه فطر معي في منتصف النهار ولم ألاحظ عليه أي تغيير في تصرفاته وقد رد على قول شقيقه محمد عندما أفاد بأن اليوم 6جانفي دفينة البوعزيزي والدنيا خايضة بقوله «للإنسان جانبان نفس مطمئنة ونفس أمّارة بالسوء» ثم انطلق نحو معهده مرفوقا بوالدته... والدة الضحية رغم التطمينات انتابني احساس غريب وحسب ذكر نعيمة والدة الفقيد فقد اصطحبته الى معهد الوفاء لكي تطمئن عليه وتتأكد من سير الدروس في ذلك اليوم الحزين وهنا تذكر محدثتنا «لقد قبّلني ابني ايوب وأحاطني بكلتا يديه وقد انتابني احساس غريب رغم أن أحد المسؤولين بإدارة معهد الوفاء طمأنني بل وقال لي بالحرف الواحد «رقم هاتف الأب موجود عندنا واذا جدّ جديد سوف نعلمكم» وفي حدود الساعة الخامسة والربع تلقيت مكالمة هاتفية من قبل احد زملاء الفقيد مفادها ان أيوب حرق نفسه فيما لازمت الإدارة الصمت وقد علمت ان ابني تم نقله بواسطة اسيزي في طقس شتوي متقلب ودون القيام باسعافات أولية. وحسب مصادري يضيف الأب رشيد الملتاع، فإن بعض التلاميذ وفي غمرة اندفاعهم، أحرقوا نخلة مزروعة في حرم المعهد وذلك في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا وفي حدود الساعة الرابعة مساء نادى مدير المؤسسة التربوية ابني ايوب متهما اياه بحرق تلك النخلة وعندما نفى ذلك طلب منه ان يدلي بهوية من فعل ذلك ودائما حسب ذكر محدثنا فإن مدير هذه المؤسسة التربوية طلب من ايوب جلب والده وهدده بالطرد، وقد رد عليه بقوله «أنا خاطي وماعلميش بشكون حرق النخلة ولواش تطردني واذا اطردتني راني نحرق روحي» الضحية قال: حاجتي بالمدير ثم أحرق نفسه ودائما، وفق رواية والد الضحية ايوب فقد رد عليه مدير المؤسسة التربوية بقوله«تكذب وهانو قدامك وأشار الى وعاء دهن هزو وأحرق روحك ثم دخل مكتبه وأغلق الباب دونه وحسب رواية رشيد والد الضحية فقد توجه أيوب وهو في حالة غضب الى الوعاء المشار اليه وصب على جسمه كمية من محتواه وتوجه الى مكتب المسؤول الأول عن المعهد ولما سألته القيمة العامة عن حاجته قال لها بالحرف الواحد «حاجتي بالمدير»... وهنا يتساءل محدثنا لماذالم تحول هذه المسؤولة عندما لاحظت ان ثياب ابني مبللة وبيده ولاعة فعل أي شيء ولكنها فضلت الابتعاد عنه وهو يطرق باب مكتب مدير المعهد ثم يضرم النار في نفسه... وحسب ذكر محدثنا فقد هب أحد المسؤولين بالمعهد (القيم العام لنجدة ايوب، وذلك عندما رآه يركض في ساحة المعهد والنار تلتهم جسمه فيما كان بعض زملائه يصوّرونه بواسطة أجهزة الهاتف الجوال لماذا اختفى مدير المؤسسة وبعدما سقط أيوب في ساحة المعهد وتمت محاصرة الحريق قال لبعض أصدقائه« ياخي وجهي تحرق» جرى كل هذا والمسؤول الأول عن المعهد لم يظهر له اثر علما بأن من كانوا معه في جلسة خرجوا جميعا عندما علا صراخ التلاميذ تنديدا بهذه الحادثة... وحسب ذكر والد الضحية فقد كاتب عديد الجهات منها وزارة العدل والوزارة الأولى وولاية أريانة ولجنة تقصي الحقائق وطالب بفتح تحقيق نزيه لانصاف فلذة كبده المراهق والذي من المفروض أن يأخذ المسؤولون بالمعهد بيده ولا أن يعمدوا كما حصل في حادثة الحال الى تهديده بالطرد ومن أجل ماذا من أجل جرم لم يرتكبه... اتهموه ظلما لقد أحرق ابني نفسه هروبا من الظلم والقهر ولست أريد هنا أن أقيم له الأعذار، ولكن تصوروا تلميذا مراهقا يقع اتهامه ظلما باضرام النار ثم يهدد بالطرد اذا لم يجلب ولي أمره وحتى بعدما توفي لم يقع اشعاري بذلك بل اكتشفت ذلك بنفسي عندما ذهبت لأزوره في مستشفى الحروق البليغة ببن عروس.. ويواصل عم رشيد كلامه في شيء من الحسرة لقد تم تعطيل وصول جثمان ابني الى المنزل الى ما بعد الغروب بعدما ضربوا حصارا على منزلي وكنت ترى أعوان الأمن في كل مكان وحتى في محيط المقبرة بل وحرموا زملاءه من المشاركة في تشييع الجنازة ومما يزيد في الامي هو أنه اتصلت بعدة جهات وتركت لديها عنواني ورقم هاتفي بعدما وعدوني بالتحقيق في وفاة فلذة كبدي ولكن ها أنا أنتظر ذلك الى يوم الناس هذا.. ريبورتاج مات ع النفاس ولئن تقدمت احدى القنوات التلفزية وتم تصوير أطوار الحادثة فإنها «ماتت ع النفاس» انا سوف لن أقف مكتوف الايدي ولن يرتاح بالي الا بعد كشف الحقائق تصوروا لقد وصلت الدناءة ببعضهم الى حدّ قتل والدة المرحوم، وهي حيّة ترزق وذلك عن طريق اشاعات مغرضة خلفياتها معروفة من المؤكد أن التحريات اللاحقة ستكشف الحقيقة وتنصف المظلوم... تحقيق: يوسف النصري أخرجوا الشاب من منزله ثم اعتدوا عليه بالعنف المتضرر في هذه القضية شاب في العقد الثالث من العمر معروف بحسن سلوكه وطيبة المعاشرة مع كل معارفه وأجواره. يوم الواقعة التي حدثت في ساعة متأخرة من الليل طرق باب بيته سائق سيارة أجرة داعيا إياه إلى مصاحبته فاستجاب لطلبه لكنه وجد شخصين داخل شاحنة صغيرة وقد توقف السائق باحدى محطات بيع البنزين للتزود «بالمازوط» وفي الأثناء طلب أحد الأشخاص من المتضرر تسليمه مبلغ مالي لاقتناء بعض المشروبات الكحولية فرفض طلبه وفي الأثناء تسلح سائق الشاحنة بهراوة واعتدى بها على المتضرر ثم التحق بهما الشخصان الآخران وأشبعاه بدورهما ضربا مبرّحا بالركلات على جسمه دون أي سبب يذكر ثم لاذ الجميع بالفرار وبعدها توجه المتضرر إلى أقرب مركز أمني وبعد تلقيه الاسعافات الضرورية رفع شكوى ضد المتهمين الذين تم القاء القبض عليهم واحالة ملفهم على المحكمة. عامان سجنا لمقترفي البراكاج في مساء أحد الأيام وبينما كان المتهم الأول عائدا إلى مقر سكناه اعترضه زميل له وهو المتهم الثاني في هذه القضية وبعد جدال قصير بينهما مرّ مواطن من أمامهما فاستوقفاه وطلبا منه ولاعة لاشعال سيجارة ثم في الأثناء اعتديا عليه وافتكا منه علبة سجائر وراديو صغير وشرعا في تعنيفه ثم تمكن المسكين من التخلص من قبضتهما وحاول الفرار غير أن المتهم الثاني عرقله برجله فوقع مرة أخرى على الأرض ثم نهض وتمكن من العثور على حجرة فتسلح بها وعاد إل مهاجميه لكنه لم يستطع ردّ الفعل لأن موازين القوى كانت مختلفة وتمكن المتهمان بعدها من ركل ورفس المتضرر الذي انهارت قواه وتركاه في حالة يرثى لها إلى أن حلّ بعض المارة وحملوه إلى المستشفى أين تلقى الاسعافات ثم تم عرضه على الفحص الطبي بواسطة طبيب الصحة العمومية الذي أفاد في تقريره أنه لحق به سقوط دائم بنسبة ثلاثين في المائة نتيجة اصابة بليغة في عينه اليمنى وتم القاء القبض على الجانيين وبانتهاء الابحاث والتحريات أحيلا على المحكمة لمقاضاتهما من أجل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه سقوط مستمر والسرقة المتعمدة وقضت المكحكمة بسجنهما مدة عامين اثنين.