تونس الصباح أطلّت كلوديا كاردينال النجمة السينمائية المعروفة على جمهور الإعلاميين بوكالة الإتصال الخارجي بالعاصمة أمس مع منتصف النهار في كامل أناقتها وبابتسامتها العريضة معلنة عن الحدث السعيد حسب وصفها الذي كان في انتظارها قبل اللقاء المذكور. أعلنت عن تتويجها قبل قليل بالصنف الأكبر من وسام الإستحقاق الثقافي الذي سلّمه لها رئيس الدولة واصفة الأمر بأنه كان مفاجأة مفرحة وشرفا أسعدها كثيرا. وتقضي كلوديا كاردينال هذه الأيام بيننا بدعوة من بلادنا . وكانت هذه النجمة المولودة بتونس قد أمضت مؤخرا على كتاب بعنوان "تونس، بلدي" أو حسب العنوان الأصلي للكتاب: "Ma Tunisie" وكان الكتاب الذي صدر ضمن سلسلة "موطني" أو حسب اللغة الفرنسية "Ma terre natale" لمنشورات Timée Editions في مارس من العام الجاري محور اللقاء الذي انتظم مع هذه النجمة المعروف عنها عدم تفويتها الفرصة للحديث عن العلاقة الحميمة التي تجمعها بتونس. النجمة عبر مختلف مراحل حياتها تضمن الكتاب الذي صدر في آن واحد بفرنسا واسبانيا مجموعة من الصور التي تستعرض مختلف مراحل حياة الممثلة التي ولدت بتونس سنة 1938. وتتعرض الصور لكل الفترات بما فيها عندما كانت كلوديا رضيعة ثم طفلة ثم عندما تحولت إلى شابة إلخ وكذلك إلى الأشخاص الذين لعبوا دورا في حياتها سواء من العائلة أو الأصدقاء أو الفنانين... وقد رصّعت المؤلفة الكتاب بجمل تبوح فيها بمشاعرها للبلد وتؤكد أن الحنين لتونس لا يفارقها أبدا وتنتهي بحكمة خاصة بها مفادها أن الإنسان ومهما جاب العالم - وهي تصف نفسها بأنها رحّالة بامتياز - فإنه لا يرحل أبدا عن طفولته. حضر الندوة كل من الناشر الفرنسي "جون بول ناديّو" المدير العام السابق لقاموس "لاروس" وصاحب فكرة "لاروس العربي" وهو أيضا من مواليد تونس وتحديدا مواليد بنزرت والسيدة فاتية الكناني مديرة الديوان الوطني للسياحة بفرنسا حيث كانت للديوان مساهمة في الكتاب من خلال توفير نسبة من الصور حسب تأكيد السيدة فاتية الكناني كما أنه تولّى دعوة كلوديا كاردينال لتوقيع الكتاب بتونس . ومن المفروض أن تكون قد انعقدت مساء أمس جلسة بمكتبة الكتاب بالعاصمة لتوقيع المؤلف الجديد. عشرات المكتبات الفرنسية توشح واجهاتها البلورية بالكتاب وأعلن الناشر الذي كان متحمسا جدا للتجربة أنه يتوقع أن يصدر الكتاب قريبا بايطاليا مؤكدا أن أسباب تقنية كانت وراء تأجيل صدوره بإيطاليا كما قدم صورة حول رواج الكتاب بفرنسا مشيرا إلى أن عشرات المكتبات في فرنسا وضعته بعد في واجهاتها البللورية . وتجدر الإشارة إلى أن كتاب" تونس بلدي" لكلوديا كاردينال جاء بعد كتاب أول للمخرج الراحل "جون كلود برييالي " حول الجزائر ولم يكشف الناشر عن الإسم القادم ضمن نفس السلسلة مشددا على أنه من الصعب جدا أن نجد شخصيات تستوقفنا في قوة شخصية كلوديا كاردينال حتى ولو أراد تخصيص الكتاب القادم لشخصية من المغرب بعد تونسوالجزائر. واجهت كلوديا كاردينال وابلا من الأسئلة بديبلوماسية حاذقة وردّت على كل الإستفسارات حول المقارنة مثلا بين تونس خلال الحقبة التي عاشت فيها طفولتها وشبابها وبين تونس اليوم وكذلك حول رأيها في ما يشهده العالم من مواجهات وصراعات بقولها أنها كانت ولازالت تؤمن بالتعايش بين مختلف الحضارات والأديان واصفة السنين التي عاشتها في تونس إلى جانب مختلف الجنسيات والقوميات بأنها كانت رائعة. أنتمي إلى ثلاث ثقافات: تونسية وفرنسية وإيطالية وجددت بالمناسبة التأكيد على قوة المشاعر التي تربطها بهذا البلد . قالت أنها ولدت بقلب العاصمة ودرست بمدارسها ومعاهدها حيث زاولت التعليم الإبتدائي بنهج مرسيليا ثم انتقلت إلى معهد قرطاج . وحرصت كلوديا كاردينال على التذكير أن النجومية التي تتمتع بها كانت نتيجة الصدفة مشيرة إلى أن فوزها ذات يوم بلقب أجمل فتاة إيطالية بتونس كان صدفة وأصرت على أن تجربتها السينمائية التي انطلقت سنة 1958 اثر فوزها بلقب أجمل الفتيات ومهما كانت قيمتها خاصة وأنها لعبت إلى جانب أكبر الأسماء على الساحة والمخرجين ذائعي الصيت لا تخرج عن محض الصدفة . وتعلل اصرارها على عامل الصدفة فتقول لو لم يكن الأمر كذلك لما وجدتموني أواصل إلى اليوم. ويجدر التذكير أن الكتاب الذي يقترب في صيغته من مؤلفات السيرة الذاتية والذي تؤكد فيه كلوديا كاردينال انتماءها إلى ثلاث ثقافات فهي وكما تصف نفسها تونسية (المولد والنشأة) وفرنسية (الثقافة) وإيطالية (الأصل) وشّح غلافه بصورة نصفية جميلة لكلوديا كاردينال في عنفوان شبابها وقمة تألقها إلى جانب مشهد معبر عن مدينة سيدي بوسعيد. ويحمل كتاب تونس بلدي الذي ننتظر أن يعّرب قريبا رقم ثلاثة في رصيد كلوديا كاردينال . فقد سبق وأصدرت كتابين حول السينما . مع العلم وأن هذه الممثلة النجمة التي ظهرت في أعمال لسينمائيين تونسيين وآخرها فيلم " الخيط " تستقبل كلما جاءت إلى تونس بالحفاوة ذاتها وقد ذكرت بنفس المناسبة ممازحة ومتندّرة أنه تم احصاء حوالي 1200 تونسي وتونسية أكدوا لها في زيارتها الحالية لتونس أنهم تقاسموا معها مقاعد الدراسة.