تونس الصباح: تنظر بعد غد السبت الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية قتل نفس بشرية عمدا شهدت وقائعها جهة الكاف خلال شهر رمضان من السنة المنقضية. جدت الجريمة مساء 21 سبتمبر 2008 بالكاف وقد ذهب ضحيتها اربعة انفار من عائلة واحدة فيما اودع اثنان اخران بقسم الانعاش بالمستشفى الجهوي بالكاف وهما الجاني وخال خطيبته وقد هلكت خطيبة الجاني وشقيقتها ووالداها وتبين من خلال نتائج التشريح الطبي ومن الشهادة الطبية ان وفاة الام كانت نتيجة نزيف دموي مرده اصابتها بطلقتين ناريتين اسفل العنق واعلى القفص الصدري وان وفاة خطيبة الجاني كان سببها سبع طعنات واما شقيقتها فكانت وفاتها نتيجة اصابة بطلقة نارية وست طعنات بواسطة آلة حادة. وكانت وفاة الاب ناجمة عن اصابة بطعنتين قاتلتين بواسطة آلة حادة واما الخال المتضرر فقد اصيب برصاصة على مستوى جانبه الايمن مما استوجب اجراء عملية جراحية لاستخراجها. وجاء على لسان الجاني عند استنطاقه في اليوم الموالي للواقعة عند تواجده بالمستشفى الجهوي بالكاف لتلقي الاسعافات انه تعرف منذ سنة 2000 على الهالكة خطيبته وتوطدت العلاقة بينهما واصبح يقابلها ويتواعد معها باستمرار وخلال سنة 2004 تقدم الى خطبتها رسميا بعد ان حصل على موافقة اهلها الا ان العلاقة بينهما ساءت شيئا فشيئا نتيجة تدخل عائلتها في علاقتهما ثم بلغ الى علمه فيما بعد انها ربطت علاقة جديدة مع شخصين اخرين الشيء الذي اثر على نفسيته خاصة بعدما تمسكت عائلتها بفسخ الخطوبة بينهما واعلمته خطيبته بعدم رغبتها في مواصلة علاقتها به واكد ان ازمته النفسية ازدادت حدتها عند تيقنه من ان والدة خطيبته سحرته الا انه من فرط حبه لخطيبته كان يتحول خصيصا الى الحي الذي تقطن به لرؤيتها من بعيد وقد صادف ان اعتدى عليه خال خطيبته بواسطة قضيب حديدي اربعة ايام قبل حصول الواقعة كما اعتدى عليه والدها واستوليا على هاتفه الجوال ومبلغ 30 دينارا مما استوجب تنقله الى مركز الامن الوطني وتقديم شكاية ضدهما مقدما في ذات الوقت شهادة طبية سلمت له من مستشفى المكان وبمزيد التحرير عليه اكد الجاني انه اوقف عن العمل بسلك الحرس الوطني منذ ثلاثة اشهر وبتاريخ الواقعة تحول الى المكان الذي سبق له ان اشتغل به والتقى مع زميل له وتبادل معه اطراف الحديث وفي الاثناء طلب منه تمكينه من السيارة التي قدم على متنها للقيام بجولة فلبى طلبه ثم استغل غيابه للاستيلاء على سلاح ناري دون ان يتفطن اليه وغادر المكان في حدود الرابعة والنصف مساء قاصدا مدينة الكاف. وبوصوله توجه مباشرة الى منزل خطيبته لغاية قتلها وكل من ظلمه من عائلتها حيث وجد الباب مفتوحا فدخل المنزل ومباشرة اطلق النار على خال خطيبه ثم وبمشاهدته لوالدة خطيبته تخرج من المطبخ اطلق عليها كذلك النار ثم بعد ذلك فقد صوابه ودخل في حالة هستيرية حيث لم يعد يتذكر كل من اطلق عليهم النار مؤكدا انه جلب معه سكينا استعملها كذلك في الاعتداء على اصهاره. احيل ملف القضية على انظار القضاء وباشر الابحاث قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالكاف في مرحلة اولى ثم احيل ملف القضية الى المحكمة الابتدائية بتونس وبعد ان ختم عميد القضاة بها ابحاثه احيل الملف على انظار دائرة الاتهام ونشرت القضية مؤخرا بالدائرة الجنائية بالمحكمة المذكورة وستنظر فيها بعد غد السبت. تورط في هذه القضية متهمان الجاني وصديقه صاحب السلاح الناري ووجهت للمتهم الاول تهم القتل العمد مع سابقية الاضمار ومحاولة القتل العمد مع سابقية الاضمار والسرقة وحمل ومسك سلاح ناري بدون رخصة وحمل ومسك سلاح ابيض بدون رخصة. والثاني التسبب عن قصور وعدم الاحتياط واهمال وعدم تنبه وعدم مراعاة القوانين في القتل عن غير قصد والتسبب بقصوره وعدم احتياطه وعدم تنبهه وتغافله وعدم مراعاته للقوانين في الحاق اضرار بدنية بغيره عن غير قصد.