تونس الأسبوعي القسم القضائي شب في حدود الساعة الواحدة من فجر يوم الجمعة الفارط حريق بالطابق السفلي لبناية كائنة بسوق سيدي بومنديل بالعاصمة تسبّب في وفاة امرأة من مواليد 1959 تدعى صوفية السعيدي. ولفظت المأسوف عليها أنفاسها الأخيرة بعد نحو ساعة من الاحتفاظ بها بقسم العناية المركزة بمستشفى الحبيب ثامر نتيجة تدهور حالتها الصحية الناجم عن اختناق شديد. حريق في الطابق السفلي وبزيارتنا لعائلة الضحية.. دقائق قبل تشييع جنازتها بعد ظهر أوّل أمس أفادتنا ابنتها ابتسام أن أفراد عائلتها كانوا نائمين «عندما تفطّنا لارتفاع أصوات بعض الأجوار وتصاعد دخان كثيف من أسفل البناية فحاولنا مغادرة الشقة عبر الباب الرئيسي ولكننا عجزنا بسبب انتشار ألسنة اللهب في المدرج لذلك هرع الأجوار لإنقاذنا». محاولة إنقاذ يائسة وذكرت محدثتنا التي كانت في حالة نفسية سيئة أن عددا من المتساكنين «جلبوا سلّما وثبّتوه على مستوى إحدى النوافذ وساعدونا على مغادرة الشقة ولكن والدتي أصيبت باختناق جرّاء انتشار الدخان وهو ما منع شقيقي من مساعدتها على الهرب». في الأثناء كان الأجوار يجهدون أنفسهم لإخماد الحريق «وبعد نجاحهم في مسعاهم استوقفنا سيارة أجرة (تاكسي) ونقلنا والدتي الى مستشفى الحبيب ثامر» تتابع ابتسام «تم الاحتفاظ بأمي بقسم العناية المركزة في حالة حرجة ولكن بعد أقل من ساعة أعلمنا الإطار الطبي بوفاتها نتيجة الاختناق الشديد.. لقد كانت صدمة كبيرة فهي الإنسانة الحنونة التي علمتنا القيم المثلى للحياة». وختمت الابنة حديثها بالقول: «لقد كانت والدتي تحلم بالحصول على مسكن عوض المحلّ الذي نقطن به حاليا والمهدد بالانهيار في كل حين بسبب قدمه ولكنها فارقت الحياة دون تحقيق أمنيتها نظرا لوضعيتنا الاجتماعية الصعبة». وأكيد أنّ السلط المحلية بتونس ستقف الى جانب هذه العائلة وتمدّ لها يد المساعدة. صابر المكشر سعيد المشرقي للتعليق على هذا الموضوع: