تونس الأسبوعي: تشهد غدا مختلف المؤسسات التربوية ابتدائية كانت أو إعدادية أو ثانوية تنظيم حفلات اختتام السنة الدراسية 2008 ,2009 بعد عام كامل من العمل المضني والجهد المتواصل لتحقيق النجاح وإحراز التفوّق، ومن ثمة الاستعداد للمرور إلى الحلقة أو المستوى الموالي. ويتسم هذا اليوم عادة بتكريم عدد من نجباء المؤسسة في شتى الأقسام والمستويات، كما يكرّم التلاميذ من ذوي السلوك المثالي، والمتميزين في بعض الأنشطة الثقافية.. وهي في واقع الأمر حركة إيجابية من شأنها أن تحفز المتعلم على مواصلة التألق ومعانقة الامتياز في ظل زمن لا يعترف إلا بالتميز والتفوق في شتى الميادين.. جداول جاهزة ولكن؟ الخاصية الأولى التي ستميز موعد اختتام السنة الدراسية الحالية، تتمثل في مبادرة وزارة التربية والتكوين ولأول مرة بإلزام مديري المدارس الإعدادية والثانوية بتسليم مدرسيهم جداول الأوقات يوم 30 جوان بدلا عن 14 سبتمبر وفق ما جرت عليه العادة. ومن المفترض أن تكون هذه الجداول وعلى الرغم مما طرحته من تململ وعدم تحمس من قبل بعض المديرين بدعوى كثرة المشاغل والالتزامات طيلة شهر جوان، وعدم دقة المعطيات والمؤشرات الإحصائية لتلاميذ المؤسسة - جاهزة وعلى ذمة أصحابها.. لكن في المقابل أكد بعض القائمين على هذه الإعداديات والمعاهد الثانوية أن هذه الجداول لن تكون نهائية، وإنما وقتية وقابلة للتغيير في مطلع العام الدراسي القادم، سيما إذا ما تغيرت المؤشرات الإحصائية وأدخلت تعديلات على الهرم التلمذي للمؤسسة أو اقتضت مصلحة التلاميذ الحد من الساعات الجوفاء في جداولهم.. وحسب ما يتنبأ به البعض يمكن أن يطرح هذا التغيير سيما إن كان جوهريا ، عديد الإشكاليات وربما يصل حدود الرفض من قبل بعض المدرسين... لجنة الزمن المدرسي إلى أين؟ أما المسألة الأخرى التي يمكن التوقف عندها ونحن في هذا الموعد من نهاية السنة الدراسية- وخاصة مع تسليم جداول أوقات الموسم الدراسي القادم- أي مصير لأعمال اللجنة المكلفة بالنظر في مسألة الزمن المدرسي التي بعثت هذا العام، وجاءت عديد الأخبار الرسمية لتؤكد المتحدثة عن اقتراحاتها وجوب التدخل وتعديل هذا الزمن المدرسي، وملاءمته مع متطلبات تكوين التلميذ من جهة ومع ما هو معمول به في بعض الدول الأخرى من جهة ثانية؟ فهل سيتواصل الحال على ما هو عليه في العام الدراسي الجديد لتتم التغييرات في سنوات قادمة؟ علما أن هنالك فرضية ثالثة تقول أن التعديلات في الزمن المدرسي قد تستهدف المرحلة الابتدائية كخطوة أولى، ثم يتم التدرج مع باقي مراحل التعليم.. وهي طريقة اعتمدت سابقا في مراجعة الزمن المدرسي لسنوات الابتدائي، خاصة إذا ما علمنا أيضا أن مديري المدارس الابتدائية لم يتم إلزامهم بإعداد التّوازيع الأسبوعية وجداول الأوقات في موفى السنة الدراسية وإعفائهم من تسليم هذه الجداول للمعلمين يوم 30 جوان الجاري كما هو الشأن بالنسبة للإعدادي والثانوي... لولا سعر الورق.. استثناء جديد وإيجابي كان يمكن أن يتم في موفى هذه السنة، ويتمثل في الشروع في تسويق وتوزيع الكتب المدرسية الخاصة بالعودة المدرسية القادمة في نهاية جوان الحالي بدلا عن نهاية جويلية أو بداية أوت كما جرت عليه العادة.. لكن شاءت الصدف أن تحصل بعض المعيقات حالت دون توصل المركز القومي البيداغوجي إلى إنهاء طباعة مابين 12 و13 مليون نسخة من الكتب المدرسية خاصة وأن عملية الطباعة لم يشرع فيها إلاّ في موفى شهر أفريل الماضي.. وقد ردت بعض المصادر التابعة للمركز الأسباب إلى الظرفية الاقتصادية العالمية وما انعكست به على سعر الورق في العالم، مما استوجب وقتا أطول لمختلف مراحل الصفقات والإجراءات.. هارون للتعليق على هذا الموضوع: