الزمالك المصري فريق من نوع خاص... وهذا الدليل لاعب باستيا الخزري لا يمانع في حمل الزيّ الوطني التونسي للأكابر كان أول سفير لكرة القدم التونسية في البطولة المصرية، اقترن اسمه بنادي الضاحية الجنوبية حمام الأنف ومن بعده النادي الإفريقي ومن ثمّة كانت الرحلة إلى نادي الزمالك المصري لتكون الانطلاقة في تجربة قصيرة مع المنتخب ثم ليستقر به المطاف في نادي باستيا الفرنسي الذي يربطه به عقد إلى موفى الموسم الرياضي المقبل.
عن تجاربه في النوادي التي تقمّص زيها وعن مسيرته الاحترافية ومستقبل وآفاق لاعبنا المحترف يامن بن زكري استغلّت «الأسبوعي» وجوده بيننا لقضاء إجازته * أين يامن بن زكري؟ - متعاقد مع فريق باستيا الفرنسي المنتمي للدرجة الثانية لمدة موسمين انقضى منهما موسم وبقي آخر. * ماهو حكمك عن الموسم الذي انقضى؟ - ايجابي في الجملة بالنسبة لي بما أني لعبت 24 مقابلة في أول موسم في أوروبا علما أني تعرّضت إلى إصابة حرمتني من المشاركة في 10 مقابلات... وهو السبب الرئيسي في اختفائي عن الفريق. * ماهو انطباعك حول مستوى الدرجة الثانية الفرنسية؟ - حسب تجربتي المتواضعة أراها صعبة جدا من الناحية البدنية. * وكيف تقيّم الجو داخل الفريق؟ - هو جو خاص بأتم معنى الكلمة حيث العمل ولا شيء سواه والعمل من أجل النجاح تحديدا فمن السهل أن تتدرب وتحظى بالكشوفات الطبية والمعالجة الطبيعية وأن تقيم مع اللاعبين وأن يتكفّل النادي بمصاريف التنقل وغيرها ونحن ليس بالسهل بالمرة أن تفرض احترام مسؤوليك بأن تقتلع مكانك في التشكيلة الأساسية في جميع المباريات سواء كنت أساسيا أم احتياطيا فالنجاح إذا هو رهن العمل ومقياس النجاح هو المشاركة في المباريات. * علاقتك بالمدرب ورئيس النادي والجمهور؟ - بدون مبالغة أنا سعيد والحمد لله وبدون تعليق!! * وماذا عن هدفك في المستقبل؟ - أرجو من الله أن أواصل العطاء بنفس النسق وبنفس انتظام المردود الذي يخوّل لي اللعب دائما بمعنى أن أضمن مكاني كأساسي في صلب تشكيلة النادي وإذا وجدت عرضا أفضل بإمكاني الخروج وإلا فالعمل والانضباط هما شرطا البقاء والاستمرارية على الساحة على الأقل. * لو نعود بالذاكرة إلى تجربة نادي الزمالك المصري، ماهي الانطباعات الراسخة في ذهنك منها؟ وكيف تقيّمها؟ - أذكر أنني كنت سعيدا جدا عند إمضائي لفائدة نادي الزمالك إنه ناد من نوع خاص ويحمل كل صفات أكبر الأندية الأوروبية على جميع المستويات وحتى البطولة في مصر هي بطولة قوية والأهم من ذلك بالنسبة لي أنني كنت أول لاعب تونسي يحترف كرة القدم بمصر والأهم من كل ذلك أنني لما كنت ألعب هناك اقترن ذلك بدعوتي لتقمّص زي المنتخب لهذا ولغيره أنا أحب هذا النادي كثيرا ولي تجاهه ميل خاص. هذا من حيث الانطباع أما من حيث تقييم التجربة أذكر أنني لعبت 33 مباراة خلال 17 شهرا وكان مردودي مستقرا إلى أن تعرّضت لإصابة كما حصلت عدة تغييرات في الجهاز الفني للفريق وقضّيت ال3 أشهر الأخيرة صعبة ثم كانت المحطة الثانية خارج الحدود مع فريق باستيا. * ذكرت المنتخب فأين أنت منه الآن؟ وهل ترى نفسك قادرا على الإفادة والاستفادة؟ - أعتقد أن الانتماء للمنتخب هو شرف لكل لاعب وهذا لا شك فيه ولعلمك فأنا أنتمي للقائمة الموسّعة للمنتخب الوطني ولكن وجب عليّ المحافظة على هذا الامتياز أولا ومزيد العمل والصبر والبقاء في أوج الاستعداد حتى ألتحق بقائمة العناصر الأساسية ثانيا هذا من حيث الاستفادة أما من حيث الإفادة فأرى أن الذين يشغلون نفس الخطة التي أشغلها يقومون بدورهم على أحسن وجه «ماهمش مقصرين» وإن شاء الله سأصبح أساسيا في يوم من الأيام. * كيف ترى حظوظ المنتخب في الترشح؟ - «المونديال في أقدام اللاعبين» نعم... نستطيع الترشح ونحن قادرون على الرجوع بنتيجة ايجابية من نيجيريا بالذات خاصة مع عودة لاعبين مفاتيح مثل عصام جمعة وياسين الشيخاوي وغيرهما الذين هم قادرون على إحداث الفارق في أية لحظة. * يوجد لاعب تونسي آخر في نادي باستيا الفرنسي وهو وهبي الحرزي ماهو تقييمك لمردوده؟ - نعم، هو لاعب ممتاز وقادر على إعطاء الإضافة وإحداث الفارق في كل لحظة، هو لاعب صغير السن وموهوب وهو مهاجم وبالرغم من أنه لعب في الموسم الفارط في آخر مشوار البطولة فإنه تمكن من تسجيل 5 أهداف وهذا الموسم سيكون حاسما بالنسبة إليه كما يحدّثني دائما. * هل يريد الانضمام للمنتخب؟ - بالتأكيد نعم والدليل على ذلك أنه لعب مع المنتخب الأولمبي ضد مالطا ولم يستطع المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بسبب انشغاله بامتحان الباكالوريا. * ماذا تعلّمت من الاحتراف؟ - الاحتراف يختلف من مكان لآخر من الناحية الكروية ففي مصر مثلا يعتمدون كثيرا على السرعة والفنيات الفردية وتقريبا يعتمدون على خطة (3-5-2) فنجد كل الفرق تتشابه أداءا ومردودا أما في الرابطة الثانية الفرنسية فالأمر يختلف إذ تعلمت منهم اختلاف الخطط التكتيكية بمعنى أن لكل مقابلة حقيقتها ولكل فريق رسمه وأسلوبه في اللعب كما يعتمدون أيضا على عنصر اللياقة البدنية والجاهزية والانضباط التكتيكي. * في الختام نشكرك على رحابة صدرك ودماثة أخلاقك ورصانتك ونترك لك كلمة الختام. - أتوجّه بجزيل الشكر لجريدة «الأسبوعي» على هذه المساحة التي وفّرتها لي لكي أسترجع بعض صور الماضي الجميل والذكريات الحلوة، كما مكّنتني من التعبير بكل صراحة عن واقع وآفاق تجربتي الاحترافية كما أخصّ بالذكر والشكر كل المحيطين بي، والديّ وإخوتي وخاصة زوجتي على صبرها وتشجيعها لي. حاوره: هيثم البحيري للتعليق على هذا الموضوع: