تونس الصباح بعد جدل وأخذ ورد، تقرّر بصفة رسمية أن ينطلق موسم التخفيضات الصيفي بداية من غرة أوت ليتواصل الى غاية 15 سبتمبر 2009. وأكدت وزارة التجارة والصناعات التقليدية في بيان لها اول أمس ان فترة موسم التخفيضات الصيفية تقررّت بعد التشاور مع المهنيين. وقد شهدت الفترة الاخيرة تجاذبا بين التجار أكدت وجود اختلافات في الرؤى حول موعد انطلاق "الصولد الصيفي" حيث طالب البعض بتقديم الموعد الى منتصف شهر جويلية ليتزامن مع موعد التخفيفضات في أوروبا وليمكن المهنيين من استكمال السلع الموجودة في لاتهم قبل شهر أوت الذي يشهد عادة جلب سلع جديدة لا يحبذ التاجر ان يشملها التخفيض. كما عللّت الاطراف الراغبة في تقديم موعد الصولد موقفها بحلول شهر رمضان في العشر الاواخر من شهر أوت وهو ما يجعل الاهتمام ينصب على هذا الشهر الفضيل وتقل المشتريات والتسوق تحسبا للانفاق الغذائي لرمضان. ويبدو حسب مصادر من الاتحاد الجهوي للتجارة والصناعة بتونس، ان اغلبية المهنيين رأت المحافظة على الموعد المعتاد للصولد الا وهو بين غرة أوت ومنتصف شهر سبتمبر مع احتمال التمديد في الفترة بنصف شهر. وينتظر أن يسجل موسم التخفيضات الصيفي هذا العام اهتماما أكبر وحركية أهم خاصة أن العائلات ستحاول استغلال الصولد لاقتناء ملابس واحذية العيد الذي سيكون موعده قريبا جدا من موسم التخفيضات. الريادة للملابس والاحذية وتعتبر عادة قطاعات الملابس والاحذية من أهم القطاعات المشاركة في موسم "الصولد" إذ تستأثر بنسبة 85 بالمائة من إجمالي المنتوجات والسلع ذات الاهتمام دون نسيان تنامي مشاركة قطاعات الاقمشة والاثاث والمواد الكهرومنزلية ومواد التجميل والنظافة والهدايا وتجهيزات الاعلامية والتجهيزات الرقمية. وينتظر أن تتراوح نسب التخفيض المعلنة خلال موسم التخفيضات القادم بين 20 و80 بالمائة، على أن تكون النسب الاكثر اعتمادا بين ال30 وال50 بالمائة. كما ينتظر أن يعمد بعض التجار الى التخفيض التدريجي باتجاه الترفيع المرحلي في نسب التخفيض حسب العرض والطلب. يذكر أن موسم التخفيضات يساهم في تحقيق حوالي 40 بالمائة من أرقام المعاملات السنوية للتجار المنخرطين في عملية التخفيض التي تبقى اختيارية وغير ملزمة للمهنيين. ويخضع "الصولد" إلى التشريع المتعلق بطرق البيع والاشهار التجاري الصادر سنة 1998 الذي اطّر عملية البيع بالتخفيض قصد الترويج السريع للمنتوج وإدخال حركية اقتصادية وتجارية على البلاد. ويساهم موسم "الصولد" في ادخال حركية تجارية واقتصادية على البلاد. وقد ترسخت هذه الظاهرة لدى التونسي وأصبحت من ضمن عاداته وتقاليده ويقرأ لها ألف حساب في انفاقه وضبط ميزانيته وتحديد مشترياته .كما بات "الصولد" يمثّل بعدا اجتماعيا واقتصاديا هاما إذ ترسخ لدى التجار والمستهلكين عادة الاستعداد لهذا الموسم باعتباره فرصة لتنشيط الحركة التجارية وفرصة للمواطن لتلبية حاجياته بأسعار أقل. ويبقى تخصيص فترات من السنة للتخفيضات التجارية سواء منها الشتوية أو الصيفية آلية ضرورية للاقتصاد الحر الذي يعتمد المنافسة كقاعدة أساسية يستفاد منه المستهلك والتاجر على حد السواء ويدخل حركية اقتصادية كبرى تؤثر بالايجاب على جميع القطاعات. أية تأثيرات لرمضان والعيد وسيكون موسم التخفيضات الصيفي لهذا العام استثنائيا باعتبار تزامنه مع اقتراب موعدين اجتماعيين واقتصاديين هامين وهما رمضان والعيد وهو ما يبشر باقبال هام على المحلات بحكم ما يتخلل هذين الموعدين من انفاق واستهلاك. ومن شأن موسم الصولد أن يخفف العبء على العائلات خاصة فيما يتعلق بملابس العيد وما يتبعها. كما أصبح للصولد أهمية بالغة في حياة وعادات المستهلك التونسي مع تعزز الثقة بين المستهلك والانتاج المحلي بعد مرحلة شك في نوعية السلع التي تباع في الصولد ومرحلة شك في مصداقية التخفيضات وهو ما يؤكد العلاقة الطيبة القائمة بين التاجر وحريفه وارتفاع مؤشرات اقتناع المستهلك بجودة المعروضات المنتجة محليا. وتحقيق المصالحة التامة بين المنتوج الوطني والمستهلك التونسي. يذكر أن موسم التخفيضات لا يخص المحلات التجارية فحسب بل أن المؤسسات التجارية بامكانها كذلك القيام بعمليات التخفيض الموسمي على مواقع الواب التجارية الخاص بها وهو ما يمكن ان يحرك اكثر التجارة الالكترونية.