تونس الصباح بالكاد انقضى أسبوعان على انطلاق العطلة المدرسية وتخلص معشر التلاميذ من ميدعاتهم ومحافظهم واستبدلوها بلباس البحر حتى أخذت أجواء العودة المدرسية تفوح من جديد وتخترق عنوة «عطلتهم الآمنة» بمبادرة بعض المساحات الكبرى بعرض لوازم الدراسة من ميدعات وغيرها جنبا الى جنب مع لوازم الصيف والبحر منذ الأسبوع الثاني من الاجازة الصيفية كما شرعت بعض الكتبيات في التزود بحاجياتها من العناوين والكتب المدرسية ومع ذلك ظلت حركة الطلب خامدة.. فاترة ومغيبة عن قائمة اهتمامات الأسر التونسية حاليا المنشغلة بمصاريف الخلاعة والمناسبات العائلية وبتدبر مصروف رمضان والعيد.. رئيس الغرفة الوطنيين للكتبيين لم يغفل عن الاشارة الى هذا المعطى المميز لحركة سوق الكتيبات راهنا متفهما انشغال الأسر بسيل المصاريف الصيفية لكنه دعاها بالتوازي الى تنظيم نفقاتها ووضع التزود بالكتب المدرسية في الحسبان لتجنب تداعيات تراكم النفقات واستنزاف الميزانية آخر الصيف «خصوصا وان قائمة الكتب المدرسية الخاصة بكل مستوى تعليمي توزع على التلاميذ مع دفاتر الأعداد..» يقول السيد المختار منظور لكن في المقابل تظل هذه القائمات عالقة بالنسبة لتلاميذ الاعدادي والثانوي في انتظار حلول ركب مراسلات الأعداد التي لم تشرّف بحضورها بعد.. وهو ما قد يخفف العتاب على الأولياء.. ملايين النسخ ان تكون الكتب او حصة هامة منها متوفرة بالكتبيات هذا يعني ان عمليات التزود انطلقت مبكرا وسبقت 15 جويلية الموعد المحدد للشروع في عمليات التزويد.. فماذا عن سير هذه العملية وعن الجديد في عناوين الكتب الموجهة للسنة الدراسية القادمة وعن تقدم عمليات الطباعة والحاجيات من النسخ.. يبلغ عدد العناوين المقترحة على تلاميذ الاساسي والاعدادي والثانوي 210 عناوين حسب رئيس الغرفة يعود منها 79 عنوانا الى مرحلة التعليم الأساسي و131 من الأولى الى الرابعة ثانوي ويفسر التباين في توزيع العناوين بتنوع الشعب بالثانوي وتعددها رغم ان عدد التلاميذ ارفع بكثير بالأساسي وتقدر الحاجيات الجملية من الكتب ب19 مليون كتاب ينكب المركز الوطني البيداغوجي على اعداد 11 مليون نسخة فيما يتم تغطية الفارق اعتمادا على المخزونات المتوفرة من السنة الماضية.. الجديد والمنقح تخص العناوين الجديدة كتاب الكيمياء للثالثة ثانوي شعبة تكنولوجيا وشعبة العلوم، الى جانب كتاب الفيزياء لشعبتي التكنولوجيا والعلوم دائما للسنة الثالثة ثانوي. وتم تنقيح كتاب للسنة التاسعة اساسي في مادة علوم الحياة والارض الى جانب كتاب علوم الحياة والارض الموجه لتلاميذ الثانية ثانوي وتتوفر حاليا العناوين المنقحة بالمكتبات. ويبلغ عدد الاقراص الليزرية 15 قرصا باضافة قرصين عن السنة الماضية يتعلقان بمادتي اللغات والعلوم للسنة التاسعة اساسي. وباستثناء العناوين الجديدة اورد رئيس غرفة الكتبيين ان كافة كتب المرحلة الثانوية جاهزة وستكون بقية العناوين وكذلك كامل نسخ الأساسي جاهزة في حدود منتصف اوت على اعتبار ضخمة عدد تلاميذ هذه المرحلة. الكراس المدعم في ما يتعلق بالكراس تقدر حاجيات السوق الوطنية ب30 مليون نسخة توجد منها كميات معتبرة بالأسواق بعد.. ويناهز حجم الورق المدعم ب 6 آلاف طن. ولئن يحافظ الكتاب المدرسي المدعم اصلا من الدولة على مستوى اسعاره العام الماضي فان الكراس المدعم سيسجل ارتفاعا بنسبة 5% ويشمل الترفيع الأربعة اصناف المدعمة للكراس وهي رقم 12 و24 و48 و72 على ان تحافظ بقية اصناف الكراس على اسعارها المتداولة. خير البر عاجله.. ومادمنا نتحدث عن الأسعار تجري الفرقة الوطنية للكتبيين مفاوضات مع الناشطين في القطاع لتحديد موعد انطلاق موسم التخفيضات التي دأبت على تنظيمها على اعتبار ان المقترحات المقدمة تتضارب بين غرة اوت ومنتصفه ومادام خير البر عاجله وموسم الصولد الصيفي تقرر لاول أوت نقترح من جهتنا، انطلاق العمل بالتخفيضات المقدرة ب5% على اللوازم المدرسية بداية من هذا التاريخ علّها تساهم في تحريك سوق الكتب المدرسية مبكرا. مسالك التوزيع درءا للاكتظاظ ولاحكام تنظيم عمليات التوزيع والتزويد في أحسن الظروف اقدم المركز البيداغوجي منذ السنة الماضية على اعتماد تجربتين خلال موسم البيع تتعلق الأولى بدعوة الكتبيين الى الحصول على موعد يحدد مسبقا بالفاكس للحصول على طلبيته من الكتب وسيتعزز هذه السنة الحصول على موعد مسبق باعتماد الانترنيت حسب ما كان افادنا به مدير عام المركز الوطني البيداغوجي في لقاء سابق. وتتمثل التجربة او الصيغة التنظيمية الثانية الخاصة بعملية التزويد في توزيع الكتبيين على فرق لتمكينهم من التزود خلال فترة يومين في الأسبوع وضبط ساعة محددة لكل حريف للتزود بحاجته قصد التقليص من الاكتظاظ. كما شكلت آلية البيع قبل الموسم وسيلة للضغط على الاكتظاظ امام فروع المركز البيداغوجي وتيسير تزود كبار الكتبيين قبل انطلاق موسم البيوعات بما يحرر عمليات البيع من الضغوطات. هكذا اذن يبدو ان كل الاستعدادات تم تأمينها لانجاح موسم تزويد الاسواق بالكتب المدرسية في ظروف متميزة تنظيميا وبصفة مبكرة فهل سيتواصل طويلا تلهي الأولياء عنها بشواغل حياتية صيفية تحظى بأولوية مطلقة على مستوى الميزانية العائلية؟