...دموع الطفل حسام لم تجف بعد في استديو المسامح كريم.. دموع أحرجت كل الناس من ضمنهم شخصي.. البرنامج وضيوفه الاخرين والعاملين معي وكل الذين يشاهدون تلك اللحظة.. كان حسام في قمة الفرح قبل أن يدخل الاستوديو .. وكان في كواليس قناة حنبعل وكأنه فراشة لا تعرف عن مصيرها أي شيء! ...رأيته لأول مرة.. فأحسست أن الوجه طفولي لكن صاحبه لم يعد طفلا.. رغم صغر سنه ..يفعل أشياء عديدة مؤلمة بالفعل... عما سأتحدث معه أثناء التصوير ما الذي سأقوله وهو الذي ظل ينام في الشوارع طيلة أربع سنوات.. تاريخ تخلي العائلة عنه؟ ..كل هذه الاسئلة راودتني قبل التصوير الى أن وجدت نفسي أمام طفل بأحلام الكبار أمام ألم.. لم يكن سببا فيه.. وأمام مأساة لم ينسج خيوطها.. وابتدأت القصة.. قصة حسام ضحية الأم التي لم تتحمل مسؤوليتها وضحية الأب الذي ظل مجهولا.. وضحية عائلة الأم التي تخلت عنه. ..دموع الطفل حسام لم تجف بعد في استديو المسامح كريم ..وكلما دخلت الى هذا الاستوديو تذكرت ضحكته.. ولهوه.. وعبثه (نعم عبثه) الذي اكتسبه من الاقامة في الشوارع... ..عائلته أرادت أن تكتم صوته خوفا من الفضيحة وحتى لا ينكشف سرّ حسام ولكن قناة حنبعل أبلغت صوته وتحركت المؤسسات التي تعنى بالطفولة لانقاذ حسام.. وتحقق الأمل.. الامل في انقاذه من خطر الشارع رغم أن الشارع كان المكان الوحيد الذي احتضنه أيام البرد وفي عز الشتاء.. حسام الان يعيش في أحد مراكز الطفولة التي تفتخر بها بلادنا... وهو الآن مع أصدقائه وأقرانه يتلقى التكوين والتأهيل والرعاية اللازمة ..أتمنى أن تصل هذه الكلمات الى ابني حسام متمنيا له التوفيق عسى أن أراه شابا صالحا في المجتمع.. مقبلا على الحياة.. مطمئنا على مستقبله.. مسامحا كل الناس الذين أخطأوا في حقه وفي حق براءته.. يا رب..!! ..غازي العيادي ! مع بداية التسعينيات ومن برنامج فن ومواهب تخرّج المطرب غازي العيادي فسطع نجمه مع منوعات المرحوم نجيب الخطاب الذي آمن به وسانده ووقف الى جانبه. ولم يتواصل إشعاعه بعد رحيل الخطاب فسافر غازي وقدّم عدة انتاجات وسط ضوضاء قنوات الكليبات وشركات الانتاج.. نجح أحيانا وفشل في أحيان أخرى لكنه أصبح يمتلك «ريبرتوار» من الاغاني والكليبات لا يملكه مطربون آخرون أشهر منه وإني استغرب من بعض التعاليق التي أستمع اليها (شكونو... غازي باش ياخو قرطاج) الى غيرها من التعاليق الاخرى التي لا فائدة في ذكرها.. لكن ما أريد أن أختتم به هذه الفقرة.. أن غازي لم يأت مسرح قرطاج (هناني بناني) بل بعد تعب وشقاء ومعاناة.. وانتاج غزير.. نعم انتاج غزير.. أما إدارة قرطاج فلم تعطه الفرصة فحسب.. بل مكنته من استرجاع حقه الطبيعي فهو فنان مجتهد ومثابر وينتج رغم اني أختلف معه في كثير من الاشياء. برقيات * الى لطفي العبدلي: إختلافك هو سرّ تميزك ... واني مثلك لا أريد أموالا عبر المسابقات بل بعرق الجبين. * الى الناقد أحمد العموري: شكرا على دفاعك على شارل أزنافور.. * إلى امرأة: لن أغفر لك.. حبّك الرائع!!! للتعليق على هذا الموضوع: