تونس-الصباح 1380 كلم من الشواطئ الخلابة تمتد من طبرقة في اقصى الشمال الغربي الى جرجيس في اقصى الجنوب الشرقي تمثل كنزا طبيعيا لتونس وأحد عناصر التنمية الاقتصادية والسياحية. وتقسم هذه الشواطئ على سبعة مناطق سياحية رئيسية وهي ضفاف المرجان في طبرقةوبنزرت، شواطئ قرطاج، منطقة نابل - الحمامات، ياسمين الحمامات، منطقة سوسة، منطقة المنستير والمهدية، وأخيراً منطقة جربة - جرجيس... وتشهد هذه المناطق كل صيف اقبالا كبيرا من قبل المصطافين وكذلك السياح. لكن المشكل هو ان شواطئ هذه المناطق السياحية اصبحت تعج بالمصطافين واصبحت السباحة في مياهها مقلقة نظرا لتكدس الجميع في هذه الشواطئ وهو ما يطرح تساؤلا حول اسباب اختيار جل المصطافين لبحار وشواطئ بعينها وبقاء عديد الشواطئ والبحار الأخرى قليلة الارتياد رغم جمالها ونقاوة مياهها وصفاء رمالها وبهاء المناظر الطبيعية المحيطة بها من غابات وجبال... من هذه البحار والشواطئ تلك المتواجدة خاصة في ولاية بنزرت وكذلك في الوطن القبلي نستطيع ان نذكر منها على سبيل الذكر فقط شواطئ كاب نيقرو وكاب سيرات وسيدي مشرق وكاف عباد وعين الداموس والغيران وراس انجلة والمنقعة وبوربرانس والرتيبة... وغيرها. وهذه البحار وشواطئها ظلت شبه عذراء ومتروكة ولا يؤمها الا القليل من المصطافين رغم ما تتميز به من جمال ونقاوة وهدوء ورغم ما يميز محيطها من مناظر طبيعية خلابة ومبهرة حيث يتواجد أغلبها بين الغابات والجبال التي تغطيها اشجار الصنوبر والسرول والمرتفعات... هذه المناطق حباها الله بجمال خلاّب من حيث اتساع الشواطئ والتحام الغابات بالجبال في صورة تبهر الناظر. والسبب الرئيسي في عدم استغلال هذه الشواطئ والبحار من قبل المصطافين يبقى صعوبة الوصول اليها حيث تفتقر هذه الشواطئ الى ادنى تهيئة. والوصول اليها صعب للغاية على السيارات العادية ويتطلب أغلبها سيارات رباعية الدفع أمام عدم تهيئة الطرقات المؤدية اليها وأفضلها لا يمكن الوصول اليه الا بعد قطع كيلومترات في طريق غير معبد ولا يعدو أن يكون سوى مسلك ريفي ضيق تتخلله الحفر والنتوءات... حول هذه الاشكالية أفادتنا مصادر من وزارة التجهيز ان الوزارة ليس من مشمولاتها انجاز وتهيئة الطرقات الفرعية التي تبقى من مشمولات البلديات على عكس الطرقات الوطنية والجهوية.واضاف مصدرنا ان الادارات الجهوية للتجهيز تتعاون مع البلديات وتمد يد المساعدة ماديا وكذلك عبر تجهيزاتها من أجل تهيئة المسالك وربطها بالطرقات الجهوية خاصة اذا كانت هذه الطرقات ذات منفعة عامة.وقال محدثنا أن بعض الطرقات والمسالك المؤدية الى الشواطئ خضعت لتدخل من قبل اجهزة وزارة التجهيز التي مدت يد المساعدة لبعض البلديات غير القادرة على مجابهة مصاريف التهيئة. والمطلوب من وزارة التجهيز والسلطات الجهوية والبلديات التعاون في تهيئة الطرقات المؤدية الى الشواطئ "المتروكة" خاصة أن هذه الشواطئ بامكانها أن تلعب دورا رياديا في المنظومة السياحية وبامكانها أن تصبح اقطابا سياحية لما يتوفر فيها من مقومات وامكانيات طبيعية خلابة وغير مستغلة ولو تمّ الاعتناء بها وتوظيفها. ولما لا يتم فتح هذه المناطق أمام الخواص للاستثمار فيها وتهيئتها وتشييد فضاءات استجمام وترفيه فيها وهو ما سيمكّن من ايجاد مناطق اصطياف واستجمام جديدة وما سيخفف عن المناطق والبحار والشواطئ المعهودة التي أصبحت تفيض بروادها.