الاسبوعي القسم القضائي شهدت إحدى المناطق الريفية التابعة لولاية القيروان خلال إحدى ليالي الأسبوع الفارط جريمة قتل راح ضحيتها شاب (من مواليد 15 سبتمبر 1980 ) يدعى عادل الفالح قبل بضعة أشهر من احتفاله بزواجه المقرر في عيد الاضحى. واستهدف الهالك لطعنتين سددهما له مراهق لم يتجاوز عمره الثامنة عشرة أثناء حضورهما لختان طفل بالجهة فنقل إلى مستشفى الأغالبة بالقيروان حيث فارق الحياة أثناء إخضاعه لعملية جراحية دامت حوالي ثلاث ساعات جراء إصابته بنزيف حاد. صدمة «الاسبوعي» اتصلت بعائلة الضحية بحثا عن الحقيقة فأفادنا الشقيق الاكبر ويدعى علي أن عادل يعمل تاجر أغنام منذ سنوات وقد نجح في ضمان مستقبله وإعالة أسرته كما ابتاع قبل أسابيع قليلة شاحنة لنقل المواشي وأكمل تشييد منزله استعدادا للزواج أثناء عيد الاضحى القادم «ولكن كل أحلامه تبخرت فجأة بموته المفاجئ» يقول علي قبل أن يضيف: «لقد صدمنا بالوفاة الفظيعة غير المنتظرة لأخي الاصغر... لقد كان يجهد نفسه لإسعاد والديه المسنين وتكوين ذاته ولكن فجأة رحل دون سابق إعلام». طعنتان قاتلتان وعن أطوار هذه الجريمة ذكر محدثنا أن شقيقه «تحول مساء يوم الواقعة إلى منزل صديق له لحضور حفل ختان ابنه دون علمنا وفي حدود الساعة الواحدة وعشرين دقيقة فجرا بلغنا أنه تعرض لاعتداء ونقل إلى المستشفى وأضاف: «لقد توجهنا مباشرة إلى مستشفى الأغالبة بالقيروان... هناك علمنا أنه أدخل إلى قاعة العمليات بسبب معاناته من نزيف دموي حاد... ظللنا لنحو ثلاث ساعات ننتظر في حالة نفسية متدهورة للغاية إلى أن جاءنا الخبر الفاجعة». يصمت محدثنا لبرهة... يطلق تنهيدة من الأعماق تترجم حجم المعاناة ثم يواصل : «الساعات الأولى من ذلك الصباح حملت معها خبرا مشؤوما... لقد أعلمنا الإطار الطبي أن عادل فارق الحياة أثناء إجراء العملية الجراحية التي دامت قرابة الثلاث ساعات بسب نزيف دموي حاد جرّاء تعرضه للطعن» انتقام وذكر محدثنا أن القاتل خطط لجريمته... «لقد غادر السجن منذ نحو شهر وعشرين يوما... وهو عاقد العزم على قتل شقيقي انتقاما لدخول شقيقه السجن قبل عدة أشهر بسبب محاولتهما قتل شقيقي» وأضاف: في الصائفة الفارطة وأثناء حفل عرس أحد الأجوار اعتدى شقيقا القاتل على شقيقي وكادا يقتلانه إذ ظلّ يصارع الموت طيلة عشرين يوما ولكن يبدو أن بقاءه على قيد الحياة دفع بالشقيق الثالث للتخلص منه وهو ما حصل فعلا أثناء حفل ختان». ايقاف القاتل أمنيا علمنا أن أعوان فرقة الأبحاث العدلية للحرس الوطني بالقيروان تعهدوا بالتحقيق في القضية بمقتضى إنابة عدلية. وقد تمكنوا في نفس يوم الجريمة من القبض على المظنون فيه وحجز آلة الجريمة في انتظار إحالة الملف على قلم التحقيق.