تونس الصباح ساعات قبل حلول شهر رمضان شهدت خلالها الفضاءات التجارية الكبرى حركية مكثفة وتهافتا متزايدا خاصة على المنتوجات الغذائية التي انخفض سعرها واقتربت مدة انتهاء صلوحيتها. وهو ما أدى الى تكثيف حملات المراقبة الصحية التي سجلت عددا هاما من التجاوزات وصلت عقوباتها الى غلق بعض هذه المحلات. اروقة مزدحمة واخرى شاغرة، تدافع وتهافت على المنتوجات الغذائية خاصة التي تشهد انخفاضا في الاسعار، عربات تكاد تنكسر من كثرة ما وضع فيها من مشتريات، صفوف من الزبائن تنتظر دورها للاستخلاص هي هكذا كانت الفضاءات التجارية الكبرى يوم امس ساعات قبل بداية شهر الصيام. «نحن نقتني كل ما يلزمنا دفعة واحدة وفي الحقيقة لا يجلبني غير الاسعار التي تشهد انخفاضا هاما» هذه شهادة جاءت على لسان السيد عبد العزيز نجار وهو يجر عربته الملآنة مواد غذائية مختلفة اروقة لا تكاد تملأ بالسلع حتى تجدها افرغت بالكامل في وقت وجيز، تهافت كبير على جميع المنتوجات الغذائية دون غيرها. حليب، اجبان، شامية، معجون.. كلها مواد اختارها التونسي لتكون وجبة السحور، كما أكد ذلك العديد ممن أقبلوا على هذه الأنواع من المواد. وقد أفاد مدير أحد هذه الفضاءات أن نسبة الاقبال تضاعفت في الأيام الأخيرة قبل حلول شهر رمضان. ويضيف «أن أكثر المواد المستهلكة هي التي لديها صلة أكبر بوجبة رمضان بينما ينخفض الاقبال على المواد الأخرى، كالمواد الصالحة لاعداد المرطبات...». الكل يجر عربة حملت مشتريات ثلاثين يوما تفاديا من الزحمة التي سيشهدها شهر رمضان «تقضي مرة وحدة خير» هي حجة ذكرها من اختار هذا المنهج للتبضع. يقول السيد شهاب البركي «إن الأسعار في الفضاءات التجارية الكبرى تغري التونسي وهو ما يجعله يتهافت على المواد المعروضة». ويضيف صديقه رامي بن صالح «نقتني "قضية" أسبوع حتى لا تضطر والدتنا للذهاب الى السوق خاصة أن درجات الحرارة مرتفعة». أسعار زهيدة لكن... أسعار مقبولة لدى البعض ولكنها مرفوضة لدى البعض الآخر حيث تقول احدى الحريفات انه لا يكون هناك تخفيضا إلا اذا كانت مدة صلوحية المادة المعروضة قريبة الانتهاء. وفي هذا الخصوص ينفي مدير الفضاء التجاري هذه المقولة، حيث أكد أن البضاعة لا تقبل من التاجر الا وفق مقاييس مضبوطة، كما وضح أن المنوتجات التي تخضع للتخفيض في الأسعار هي مواد لايزال على انتهاء مدة صلوحيتها 8 أشهر. اما بالنسبة للمواد السريعة التعفن فيتم سحبها قبل أسبوع من انتهاء صلوحياتها. وأفاد مدير المغازة أنه تم تكثيف المراقبة خاصة في شهر رمضان وبالتحديد مراقبة المواد المخزنة. يذكر أن المراقبة الصحية قامت قبيل شهر رمضان ب340 زيارة للفضاءات التجارية نتج عنها 13 انذارا كتابيا حرر من أجل التجاوزات و21 عينة تم تحليلها وغلق فضاء تجاري واحد.. هذه الاحصائيات التي تم تسجيلها من قبل ادارة حفظ الصحة وحماية المحيط خلال فترة امتدت من 20 جويلية الى 14 أوت الجاري داخل الفضاءات تستدعي التساؤل حول ماهية الاجراءات التي تمت برمجتها من قبل وزارة الصحة والجهات المختصة لتفادي المشاكل الصحية التي تهدد صحة المستهلك والحد من التجاوزات، ومنها خاصة حملات المراقبة على العديد من المحلات ومنها الفضاءات التجارية الكبرى والتي انطلقت من 20 جويلية وتتواصل الى غاية ليلة عيد الفطر. وقد أكد السيد مبروك النظيف مدير حفظ الصحة وحماية المحيط أن أعوان المراقبة الصحية يقومون بتقديم تقارير أسبوعية حول الفضاءات التجارية الكبرى في كامل تراب الجمهورية، كما تتم مراقبة صلاحية وجودة المادة الغذائية المعروضة. وأضاف محدثنا أن القانون لا يمكن أن يحجز بضاعة حتى وإن كانت مدة صلوحيتها لايزال على انتهاء يوما واحدا. كما أكد السيد مبروك أن الفضاءات التجارية الكبرى تشهد تجاوزات عديدة وقد قامت ادارة حفظ الصحة بحجز الكثير من المواد الغذائية المعروضة. والمعلوم أن أغلب المحلات تقوم بتخزين بضائعها استعداد لشهر رمضان وهو ما يدعو الى تخصيص فرق تهتم بمراقبة السلع المخزونة وأخذ عينات من بعض المواد وتحليلها، وكذلك التثبت من ظروف حفظها ونقلها. وقد تم أخذ 1600 عينة من المواد الغذائية خاصة السريعة التعفن للتثبت من سلامتها. وأكد مدير حفظ الصحة وحماية المحيط أن عمليات المراقبة والتثبت تعتمد على أدوات تكنولوجية عالية الجودة تضمن نتيجة التحاليل وسرعة الاختبار. وأثار محدثنا أن السلامة الغذائية مرتبطة أساسا بطريقة تداولها، مؤكدا أن عملية التوزيع في تونس تشهد خللا واضحا حيث أن العديد من المصانع وتجار الجملة لا يحترمون شروط توزيع المواد الغذائية. وسيؤمن عمليات المراقبة الصحية خلال شهر رمضان 250 فريق مراقبة موزعين على 24 مصلحة جهوية لحفظ الصحة وذلك الى جانب الفرق المشتركة للمراقبة.