وفي صورة عدم تقدم الشاب المعني تلقائيا لمراكز التجنيد الموزعة على كامل تراب الجمهورية يحال آليا إلى المحكمة العسكرية التي تتولى في حال تغيبه بعد استدعائه شخصيا الحكم عليه غيابيا. كما عزز إجبارية التجنيد وإلزاميته ما نص عليه الفصل 15 من الدستور التونسي. ف"على كل مواطن واجب حماية البلاد، والمحافظة على استقلالها وسيادتها وعلى سلامة التراب الوطني"..." والدفاع عن حوزة الوطن واجب مقدس على كل مواطن". وبالاضافة إلى ما نص عليه الدستور التونسي من وجوب آداء الخدمة الوطنية نص القانون عدد 1 لسنة 2004 المؤرخ في 14 جانفي 2004 المتعلق بالخدمة الوطنية على تمكين الشبان المتراوحة أعمارهم بين 18 سنة و30 سنة، من الانتفاع بتأخير في الحد العمري الاقصى المشترط للمشاركة في المناظرات الوطنيةوالمناظرات الخارجية ومناظرات دخول مراحل التكوين، قصد الانتداب بمصالح الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات والمنشآت العمومية، في صورة القيام بآداء الخدمة الوطنية. ويتمع هؤولاء بامتياز التنفيل في الحد العمري الاقصى لمدة تساوي المدة المقضاة فعليا في الخدمة العسكرية المباشرة. ولتحفيز الشبان على آداء الخدمة الوطنية تدعو وزارة الدفاع الوطني في بلاغ أصدرته، الشبان مواليد أشهر جويلة وأوت وسبتمبر من سنة 1989 ومواليد السنوات السابقة الذين لم يقوموا بتسوية وضعيتهم إزاء الخدمة الوطنية، سواء بالتجنيد التلقائي أو باللجوء إلى التعيينات الفردية أو بتأجيل أداء الواجب أو بالاعفاء. إلى التقدم تلقائيا إلى لجان التجنيد والمكاتب الجهوية للخدمة الوطنية بكامل معتمديات الجمهورية. وتتوزع هذه المكاتب الجهوية للخدمة الوطنية على 264 معتمدية وبالامكان التقدم تلقائيا إليها بداية من يوم الثلاثاء غرة سبتمبر 2009 إلى غاية يوم الاربعاء 30 سبتمبر 2009 طبقا لرزنامة التجنيد المعلقة بمقرات الولايات والمعتمديات والبلديات والحرس الوطني والشرطة والعمادات ودور الشباب والاسواق العمومية. على أن يتم تجنيد المترشحين بالمراكز الجهوية للتجنيد والتعبئة بتونس وباجة وسوسة وقابس والقصرين. وبالاستناد على تطور إقبال الشبان على التجنيد يتبين أن عدد من أدى الواجب الوطني قد بلغ سنة 2004 ما لا يقل عن9671 مجندا واستقر في حدود 9 ألاف شاب سنة 2005 ليرتفع في سنة 2006 مسجلا ما لا يقل عن 19920 مجندا. وقد بلغ سنة 2007 قرابة 20 ألف مجند. لكن هذه الارقام تقهقرت في سنة 2008 لتسجل وزارة الدفاع الوطني إلى غاية شهر أكتوبر الماضي 8038 مجندا. وهي أرقام أقل مما كان مسجلا في فترة التسعينات التي كان خلالها عدد المجندين يقارب 20 ألف مجند سنويا. يذكر أن طاقة استيعاب الثكنات العسكرية بلغت30 ألف مجند، وأنه يتم سنويا إحصاء 70 ألف شاب جدد تنطبق عليهم شروط الخدمة الوطنية، هم مدعوون إلى آداء الواجب غير أن 30% منهم فقط يلبون النداء.