تونس الصباح علمت "الصباح" أن التفقدية العامة للشغل والمصالحة حددت يوم الثلاثاء القادم موعدا لانعقاد جلسة صلحية جديدة ستجمع بين نقابة مؤسسة "اتصالات تونس" والطرف الاداري للمؤسسة، بمقرّ التفقدية بالعاصمة. وذلك من أجل تقريب وجهات نظر الطرفين بشأن ملف المفاوضات الاجتماعية للزيادة في الاجور. وتأتي الجلسة الصلحية بعد أيام من قرار الهيئة الادارية لجامعة البريد والاتصالات تنفيذ إضراب جديد في جميع مؤسسات وفروع "اتصالات تونس"، يوم 30 سبتمبر المقبل في صورة عدم التوصل إلى اتفاق خاصة في ما يهم ملف الزيادة في الاجور. ومن غير المستبعد أن تفضي الجلسة الصلحية إلى بعض النتائج الايجابية، أقلها تأجيل موعد الاضراب، من أجل فسح المجال لمزيد التحاور بشأن النقاط العالقة. وكانت مصادر نقابية أكدت ل"الصباح" أنه تم الاتفاق على موعد 30 سبتمبر لتنفيذ الاضراب،لاعطاء فرصة للحوار مع الطرف الاداري لمزيد التفاوض بشان عديد النقاط على رأسها ملف الزيادة في الاجور وتحديد موعد للتفاوض حول مستقبل المؤسسة الوطنية للاتصالات. خاصة مع دخول المشغل الثالث للاتصالات للعمل بالسوق المحلية، مع ما يعنيه ذلك من تضاعف المنافسة في القطاع، والاستعداد الامثل لمواجهة التحديات المستقبلية. وكان الطرف الاداري قد تقدم بمقترح مالي يقضي بتخصيص مبلغ قيمته 20.5 مليون دينار يتوزع بين الزيادة في الرواتب (حوالي 16.2 مليون دينار)، ومبلغ يخصص لخدمات عينية (منحة تطوير الاتصالات) لفائدة أعوان المؤسسة بقيمة 4.3 مليون دينار (2.8 مليون دينار خدمات انترنات، و1.5 مليون دينار خدمات الهاتف الجوال). ويتمسك الطرف النقابي بالترفيع في المبلغ الجملي للزيادة المقترح وإعادة توزيعه على مختلف العناصر. ويتوزع هذا المبلغ على ثلاث سنوات، مع تخصيص 1.1 مليون دينار لمنحة التغطية، و1.9 مليون دينار لمنحة الاكلة. لكن الطرف النقابي يرفض إقرار منحة جديدة بعنوان منحة تطوير الاتصالات تصرف على الاعوان اعتمادا على الاعداد المتحصل عليها وسلوك العون. ويطالب بالترفيع في المبلغ المخصص وقدره 5.7 ملايين دينار وتوزيعه على مكونات الاجر ومنحة الانتاج. جدير بالذكر أن "اتصالات تونس" تعتبر واحدة من أبرز المؤسسات الوطنية المشغلة في تونس، ويقدر عدد أعوانها ب8 آلاف عون وإطار. علما أن الاعوان قاموا بإضرابات متتالية خلال أشهر أفريل ثمّ ماي، وجوان الماضية نتيجة فشل المفاوضات الاجتماعية. فهل ستكون جلسة الثلاثاء المقبل حاسمة، وتمهد الطريق لاتفاق يطوي ملف المفاوضات الاجتماعية في "اتصالات تونس"؟. خاصة وأن الاسبوع الاول من شهر رمضان الحالي كان على ما يبدو طالع خير على بعض المؤسسات التابعة للقطاع العمومي التي شهدت انفراجا ملحوظا في ملف المفاوضات الاجتماعية للزيادة في الاجور على غرار الصناديق الاجتماعية، ومنها من نجح في إمضاء اتفاقيات نهائية في هذا المجال على غرار ديوان السياحة ومدينة العلوم..