تونس - الصباح: نحو 6 آلاف مؤسسة تربوية تفتح أبوابها هذا الصباح لاستقبال أكثر من مليوني تلميذ وتلميذة وما يزيد عن 130 ألف مدرس ايذانا بانطلاق سنة دراسية جديدة يرنو الجميع الى أن تكون موفقة على مختلف الأصعدة سيما وأنها تشكل فاصلا محوريا في المشهد التربوي على اعتبار أنه يتوج مرحلة تعليمية عايشت مجموعة من الاصلاحات وسايرت مناهج بيداغوجية وتنظيمية أبرزت التقييمات حدود بعض جوانبها ونقائص في زوايا أخرى من تطبيقاتها. كما أنها تسبق مرحلة جديدة يشرع بداية من سنة 2011 في تركيز توجهات واجراءات تنظيمية جديدة في انتظار ما ستفرزه الاستشارات المتعددة والموسعة المنتظمة على أكثر من صعيد قصد تقييم واعادة النظر في مختلف الملفات الساخنة والفاعلة في عمق الحياة المدرسية وقد لاحت بعد ملامح التوجهات القادمة بالنسبة لمنظارة السيزيام التي لن تحافظ على صبغتها الحالية بداية من الموسم الدراسي 2011-2010 الى جانب العودة للعمل بدفتر التقييم القديم في الابتدائي ومنع الارتقاء الآلي في المرحلة الأولى للتعليم الأساسي. تراجع في عدد المرسمين بين مرحلة ولّت وأخرى قادمة تحل سنة دراسية جديدة بدفعة من الاجراءات الخاصة بها منها ما يتعلق بتعزيز خريطة الاحداثات الجديدة ببعث أربع مدارس ابتدائية وست اعداديات و19 ثانوية مع التوسع في عدد الفصول بما في ذلك الابتدائي رغم التراجع المسجل في عدد المرسمين الجدد هذا العام والمقدر بأكثر من 39 ألف تلميذ ويعزا ذلك اساسا الى الحرص على فك الاكتظاظ علما وان معدل الكثافة المنشود بلوغه في المرحلة الابتدائية على مستوى الفصل الواحد حدد ب 22 تلميذا فيما حدد العدد في الاعدادي ب27,3 تلميذا و26,3 كمعدل عام بالثانوي. صيانة وأشغال... ولأن العناية بالفضاء المدرسي وتهذيبه وتعهد تجهيزاته أمر ضروري وأساسي تم رصد 37م.د لأشغال الصيانة بمختلف المؤسسات مع تخصيص اعتمادات اضافية ب15م.د لتعهد وصيانة المجموعات الصحية بالابتدائي ودهن الواجهات الخارجية للمدارس وقد انطلق في تنفيذ البرنامج في نحو 700 مدرسة كمرحلة أولى. كما قامت عديد المؤسسات بأشغال الصيانة المعتادة لكن لوحظ في البعض منها تواصل الاشغال الى هذه الايام للشروع في انجازها في وقت متأخر جدا من العطلة المدرسية ما يؤثر حتما على ظروف واجواء الدراسة. مستجدات بيداغوجية تتميز السنة الدراسية الجديدة بجملة من المستجدات البيداغوجية في مرحلة التعليم الثانوي ومنها تطبيق البرنامج الجديد في مادة العلوم الفيزيائية للسنة الثالثة شعبة العلوم التجريبية واستعمال الكتابين الجديدين الخاصين بهذه الشعبة مع تطبيق البرنامج الجديد في مادة العلوم الفيزيائية للسنة الثالثة شعبة العلوم التقنية واستعمال الكتابين الجديدين الخاصين بها. الى جانب تطبيق البرنامج الجديد المعدل في مادة علوم الحياة والأرض للسنوات الاولى والثانية والرابعة مع مواصلة استعمال الكتاب المدرسي القديم باستثناء كتاب السنة الثانية علوم الصادر في نسخة جديدة منقحة. كما سيتم تطبيق البرنامج المعدل في مادة الرياضيات للسنة الرابعة علوم الاعلامية. ويسجل الموسم الدراسي الحالي صدور ثلاثة ادلة للأساتذة في كل من الاسبانية والألمانية والإيطالية تغطي برامج السنتين الثالثة والرابعة. وكتجربة فريدة من نوعها في المنظومة التربوية الوطنية يشرع هذا العام في تجربة استعمال السبورات التفاعلية في تدريس مواد علوم الحياة والأرض والعلوم الفيزيائية والاعلامية بالسنوات الاولى ثانوي على ان تقتصر التجربة على المعاهد النموذجية ليتم تعميمها السنة القادمة على بقية المعاهد العمومية. وسيتم تعزيز رصيد المؤسسات التربوية بدفعة جديدة من مخابر الاعلامية تعد 300 مخبر خاصة بشعبة علوم الاعلامية على المؤسسات المحدثة والمؤسسات التي تشكو اكتظاظا ونقصا في التجهيزات. دروس التدارك لمزيد تثمين دروس التدارك داخل المؤسسات التربوية تدرس وزارة التربية والتكوين فكرة تطوير هذه الدروس واعادة هيكلتها من خلال ارساء معايير عددية محددة للتلاميذ بالفوج الواحد مع اعتماد مبدإ الشراكة بين الادارة والمربين والتلاميذ ومن المقترحات المطروحة للعمل بها والتي تشجع الوزارة على اعتمادها ما يخص حث الاساتذة على فتح مواقعهم الالكترونية على الانترنات للتفاعل مع التلاميذ وتقديم التوضيحات اللازمة على استفساراتهم. الساعات الجوفاء وتبقى ساعات الفراغ الهاجس الأكبر الذي يراود الأولياء خشية تكرر سيناريوهات السنوات الماضية الذي يدفع فيها التلميذ الى قضاء الوقت «الميت» الفاصل بين حصتين بالشوارع علما وان وزارة التربية والتكوين كانت تعهدت منذ السنة الماضية بالتقليص من ضغط الساعات الجوفاء والعمل على تلافيها مستقبلا وطمسها كليا من جداول الاوقات. وتنفيذا لهذا التوجه تم توزيع جداول الأوقات الخاصة بالمربين قبل موفى السنة الدراسية المنقضية ليكون كل أستاذ على بينة من توقيته وحصص عمله في انتظار ان يشرع خلال السنة الدراسية الموالية في اعتماد تجربة اولى في رقمنة هذه الجداول على مستوى 50 اعدادية و50 معهدا تم تدريب مديريها على استعمال البرمجة الخاصة بها والتي ستكون حاضرة وجاهزة خلال شهر مارس القادم حتى يتم انجاز جدول الأوقات الرقمي وتوزيعه قبل انقضاء العام الدراسي على ان يقضي على معضلة ساعات الفراغ. 370 ألف طالب من جهة أخرى تستقبل الجامعات التونسية اليوم 370 ألاف طالب وطالبة من بينهم 175 ألف مرسمون لأول مرة و133 ألف مرسمون بالمجامعات الداخلية. ويبلغ عدد طلبة القطاع الخاص 13 ألف طالب حسب ما أكده السيد الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا خلال الندوة الصحفية التي خصصت للاستعدادات للعودة الجامعية. وقد تمت الاستجابة الى 15 ألف مطلب إعادة توجيه. وبخصوص المراحل القادمة في اصلاح منظومة «إمد» تم التأكيد على إيلاء اهتمام خاص بالاجازات التطبيقية والماجستير المهني لمزيد ملاءمة التكوين الجامعي للمعايير الدولية ولمتطلبات سوق الشغل الداخلية والخارجية. 41 إجازة وسيبدأ هذه السنة التفكير في اصلاح الدراسات الهندسية من خلال تشريك الجامعيين والمهنيين بهدف تكوين تصورات عملية حول هذا النوع من التكوين الهام وخاصة في ما يتعلق بالتريكز على تعزيز الاجازات ذات البناء المشترك التي سيتم الترفيع في عددها من 25 إلى 41 إجازة في شتى الاختصاصات. ويشمل الاصلاح تنفيذ عقود البرامج بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والوزارة بهدف تحسين مردودية النسيج الجامعي والرفع من جودة التكوين وأفاد الوزير أنه سيتم قريبا ابرام العقود مع جميع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي..