للمرة الثانية على التوالي وخلال اقل من اسبوع تتعرض مدينة القدس الى هجمة شرسة يقودها اتباع حركة امناء الهيكل احدى اكثر الحركات اليهودية تطرفا في اسرائيل. تحت حماية قوات الاحتلال التي حولت المدينة المقدسة والحرم القدسي الى ثكنة عسكرية لتامين وصول آلاف اليهود بدعوى الاحتفال بعيد العرش اليهودي في تحد صارخ لا لمشاعر الفلسطينيين فحسب، ولكن لمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين في العالم ممن يتطلعون الى ان تكون المدينة المقدسة رمزا للسلام والتعايش بين مختلف الاديان والحضارات. ولعل في الانباء المتواترة من المدينة المقدسة بكل ما تواجهه من مخاطر الاحتلال والتهويد التي لم تعد تستثني دور العبادة والمقدسات والتي باتت تهدد مختلف المواقع الاثرية والبيوت والمساكن والمعالم الدينية والتاريخية، فضلا عن مخططات التصفية والتطهير العرقي الصامت لسكان القدس الاصليين، ما يؤشر اكثر من أي وقت مضى الى توقع الأسوإ في ظل حكومة متطرفة ما انفكت تصم الاذان وترفض الانصياع لمختلف النداءات الدولية والاصوات الحقوقية التي تطالب بوقف الاستيطان وتدعو الى ضرورة الاستجابة الى قرارات الشرعية الدولية، لا سيما تلك المتعلقة بمدينة القدسالمحتلة والتي لا مجال لبيانات التنديد والاستنكار الجوفاء ان تساعد على تفعيلها طالما استمر غياب الارادة الدولية الفاعلة...