تونس - الصباح: نظرت الدائرة الجنائية الاولى بالمحكمة الابتدائية بتونس أول أمس في قضية قتل نفس بشرية، المتهم فيها شاب له من العمر 23 سنة أحضر موقوفا. جلسة خمرية فجريمة تعود وقائع هذه القضية الى ما يزيد عن سنة حيث تلقى أعوان الحرس الوطني بالمنيهلة مكالمة هاتفية من أحد مستشفيات العاصمة تعلمهم بقبول المستشفى لشخص يحمل اصابة بليغة بالجهة اليسرى من رأسه وأذنه اليسرى مقطوعة وقد فارق الحياة حال وصوله الى المستشفى فاذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي وتعهد أعوان الحرس بالمنيهلة بالبحث في ملابسات الجريمة. وبسماع أقوال أحد الشهود ذكر أنه كان ليلة الواقعة راجعا الى منزله عندما رأى جمعا من الناس يصدرون ضجيجا ولما توجه نحوهم لاستجلاء الامر شاهد شخصين يتعاركان فتدخل لفض النزاع وذهب كل واحد منهما في حال سبيله ولكن بعد مرور وقت قصير شاهد أحد المتخاصمين ويدعى «منير» يحمل بيده اليمنى شاقورا وباليسرى سكينا ثم راح يبحث عن غريمه في مقهى بالجهة وحالما لمحه يسير بالطريق توجه نحوه وأصابه بالشاقور في الجانب الأيسر لرأسه مما ادى الى قطع أذنه وهو يخاطبه قائلا «طيح». وبناء على أقوال الشاهد ألقى أعوان الحرس القبض على المتهم وبسماع اقواله ذكر أنه عقد ليلة الجريمة جلسة خمرية مع مجموعة من أصدقائه بضيعة تقع بحي الشباب واثرها سلك طريق العودة الى الحي الذي يقطنه وقبل أن يبلغه اعترض سبيله شاب من متساكني الحي وكان بحالة سكر وأمسكه من ثيابه وطلب منه تسليمه 100 مليم ولكنه رفض فاعتدى عليه بالضرب ثم حضر شقيقه وعنفه ايضا وخلفا له جرحا بوجهه ورقبته وذلك ما أثار غضبه فعاد الى محل سكناه وجلب سكينا وشاقورا وحالما رأى خصمه هوى عليه بالشاقور فقطع أذنه وأصابه إصابة خطيرة في رأسه. وعندما مثل المتهم أول أمس امام هيئة المحكمة صرح أنه غادر السجن قبل وقوع الجريمة ببضعة ايام بعدما قضى عقوبة مدتها عامان ونصف العام في قضية سرقة. وذكرأنه لم يكن يقصد قتل خصمه بل تخويفه لا غير وأنه أصابه بطريقة عفوية للرد على الاهانة التي الحقها به وباعطاء الكلمة لمحامية الدفاع طلبت عرض منوبها على الفحص الطبي لانه يشكو من جنون متقطع وقالت أن ادارة السجن عرضته على طبيب مختص ولكنه رفض استعمال الادوية. ورأت أن تهمة القتل العمد لا تستقيم في حق منوبها لانه بدوره تعرض للعنف وامام ما اصابه من أوجاع والام حاول رد اعتباره فكانت النتيجة وخيمة ولكن دون قصد منه. كما رأت ان الاصابة التي صدرت عن منوبها لم يخطط لها أو يحددها لاسيما أن ما حدث كان في الظلام الحالك، وأضافت في مرافعتها ان تأخر تقديم الاسعاف للهالك في الابان سارع بموته. وبعدما سجلت المحكمة اقوال المتهم والمرافعة قررت بعد المفاوضة القضاء بسجن المتهم بقية العمر.