تونس الصباح ستبلغ الإصابات بسرطان الثدي في تونس حوالي 2000 حالة جديدة خلال السنة الجارية، كما يتوقع أن يصل عدد الإصابات الجديدة إلى 5000 حالة خلال 2024. ويظل سرطان الثدي في المرتبة الأولى في أنواع أمراض السرطان التي تصيب المرأة في تونس، حيث تصاب امرأة على كل 3 نساء مصابات بالسرطان بهذا النوع من السرطانات. ويضيف الدكتور دافيد خياط، رئيس قسم دراسة وتطبيب الأمراض السرطانية بمستشفى (Pitié Salpétrière) أن تونس تشهد نسقًا سريعًا نسبيًا في تطور نسب حالات الإصابة الجديدة بسرطان الثدي. فبعد أن كانت هذه النسبة لا تتجاوز 40% بين سنتي 1995 و2000، ينتظر أن تفوق 50% بحلول سنة 2025. تحدث أيضًا الدكتور دافيد خياط خلال اللقاء الصحفي الذي أجراه أمس مع عدد من الإعلاميين، عن تسجيل نسبة مرتفعة من الإصابات بسرطان الثدي في تونس لدى النساء في سن مبكرة بنسبة تناهز 9%. وأرجع الدكتور خياط أسباب تزايد نسق الإصابات الجديدة بسرطان الثدي في تونس إلى تسارع التطورات والتغيرات الاجتماعية، من ذلك تغير الأنماط الغذائية للتونسي باتجاه أنماط التغذية في البلدان الغربية، إلى جانب تراجع عدد الولادات لدى المرأة في تونس، والتوقف عن الرضاعة الطبيعية للرضيع، مع تأخر سن الإنجاب الأول للمرأة.. وكلها عوامل تساعد على ارتفاع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي. الكشف المبكر تعرض كذلك الدكتور دافيد خياط إلى إشكال آخر كثيرًا ما يطرح عند الحديث عن سرطان الثدي في تونس، وذلك المتصل باكتشاف الإصابات في مرحلة متأخرة. فأغلب الحالات يتم التفطن إليها بعد أن يصل حجم الورم في الثدي إلى 5 صم في حين تكتشف نصف الإصابات في فرنسا وحجم الورم لم يتجاوز 2 صم.. وأكد الدكتور خياط على أهمية الكشف المبكر في حالات الإصابة بسرطان الثدي، لأن ذلك يضمن النجاح في استئصال الورم والتماثل للشفاء، وأن كل تأخير في اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي يزيد في احتمالات انتشار المرض في الجسم وإصابة بقية الأعضاء ويؤدي بذلك إلى الوفاة. وأشار في هذا السياق إلى أنه يجدر العمل أكثر على التحسيس بالقيام بالكشف المبكر كلما كانت هناك عوامل وراثية (إصابات سابقة صلب العائلة بسرطان الثدي) وكلما ظهرت بعض التغيرات في الثدي (حجم الثدي ولونه)، مع العمل على دفع النساء إلى الإيمان بأهمية وضرورة إجراء الفحوصات اللازمة والكشوفات المبكرة لا سيما أن تونس لها إمكانيات متطورة من حيث التجهيزات الطبية والأخصائيين في المجال.. الكلفة الاجتماعية والمادية من جهة أخرى تعرض الدكتور خياط إلى تزايد نسق الإصابات في العالم بأمراض السرطان، حيث بلغت حالات الإصابة الجديدة خلال سنة 2000 حوالي 10 ملايين حالة والتسبب في وفاة 6 ملايين شخص. وينتظر أن تبلغ حالات الإصابة الجديدة بأمراض السرطان في العالم حوالي 20 مليون إصابة والتسبب في وفاة 10 ملايين شخص مع حلول سنة 2020. هذا إلى جانب الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية التي يخلفها مرض السرطان، ويشير الدكتور خياط في هذا السياق إلى أن «الحديث عن 2000 إصابة بسرطان الثدي تحيل إلى 2000 طفل مهدد بفقدان أمه وإلى العدد نفسه من العائلات التي ستعيش الألم والمعاناة.». وأشار أيضًا إلى أن دراسة أجريت في فرنسا حول الانعكاسات المادية للإصابة بالسرطان لدى الرجال، حصرت معدل التكلفة بحوالي 18 مليارًا. وبيّن الدكتور خياط أن مكافحة أمراض السرطان هي مسؤولية أساسية واجتماعية وطبية، مشيرًا إلى أن تونس كانت أول بلد مغاربي يوقع على ميثاق باريس لمكافحة السرطان. يذكر أن الدكتور دافيد خياط كان المبادر والمشرف على القمة العالمية لمكافحة السرطان وميثاق باريس لمكافحة السرطان. وينص الميثاق على وضع كل بلد لبرنامج خاص بها لمكافحة السرطان، ولعل إعلان الرئيس بن علي سنة 2010 سنة وطنية لمكافحة أمراض السرطان، سيفرز مزيدًا من الإجراءات والبرامج للحد من انتشار أمراض السرطان في بلادنا.